قال مسؤولون في السودان وجنوب السودان إن اشتباكات وقعت بين الجيش السوداني وقوات موالية لجنوب السودان اليوم الجمعة في ولاية مضطربة تقع على الحدود بين البلدين. ويعيش الكثير من أنصار الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تسيطر على الجنوب في ولاية النيل الأزرق المضطربة، وكانت الخرطوم قد هددت بنزع سلاح المقاتلين الموالين للجنوب في الولاية. وقال مالك عقار حاكم الولاية وهو في القطاع الشمالي من الحركة الشعبية لتحرير السودان لوكالة السودان للانباء (سونا) إن اشتباكات وقعت عند مدخل مدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق بين قوات موالية للحركة وقوات الجيش السوداني الليلة الماضية، ونقلت الوكالة السودانية عن عقار قوله "وسرعان ما عمت الاشتباكات كل مناطق تمركز الجيش الشعبي بالولاية" مضيفا أنه لا توجد معلومات عن وقوع خسائر في الأرواح أو الممتلكات حتى الان. وانفصل جنوب السودان عن شماله في يوليو بعد استفتاء على الانفصال في إطار اتفاقية سلام أبرمت عام 2005 وأنهت عقودا من الصراع بين الشمال والجنوب. وتم الانفصال بسلاسة نسبية لكن التوتر بين الجانب يتصاعد. وتنص اتفاقية عام 2005 على منح سكان النيل الأزرق وجنوب كردفان وهي ولاية أخرى اشتبك فيها الجيش السوداني مع قوات موالية للجنوب الحق في إجراء "مشاورات شعبية" لتحديد العلاقة مع الخرطوم ولم تستكمل هذه المشاورات. وقال كريس فيليبس من وحدة المخابرات في ايكونومست لرويترز عبر الهاتف "هدف (الخرطوم) هو القضاء على الحركة الشعبية لتحرير السودان في الشمال قبل أن تتحول إلى قوة عسكرية حقيقية." وأضاف أن الخرطوم ربما ترى في الحركة تهديدا انفصاليا جديدا في السودان الذي يواجه أيضا متمردين في إقليم دارفور في غربه. ويقول بعض المراقبين إن سكان النيل الأزرق لا يسعون للانفصال عن السودان لكنهم يريدون تغيير حكومة الرئيس السوداني عمر حسن البشير في الخرطوم. وقال ياسر عرمان الامين العام للقطاع الشمالي من الحركة الشعبية لتحرير السودان في بيان إن الجيش السوداني هاجم منزل الجندي سليمان قائد القوات المشتركة ثم هاجم مناطق أخرى. وأضاف في بيان أورده موقع الحركة الشعبية القطاع الشمالي على الانترنت أن القوات السودانية "تقوم الآن بهجوم شامل على كافة مواقع الجيش الشعبي لتحرير السودان."