ضياء داوود: التمديد للحكومة الحالية يتجاوز حدود المنطق واستقرار البلاد    وزير العمل يلتقي مُمثلي شركات إلحاق عِمالة موسم حج 2024    إطلاق اسم الشيخ محمد رفعت على المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم    مؤتمر "العلم والإيمان" يجمع المجمع العلمى والأزهر والإفتاء والكنيسة الأسقفية على مائدة واحدة    «بنك مصر» شريكًا استراتيجيًا ومستثمرًا رئيسيًا في مشروع بالمزاد أول منصة رقمية للمزادات العلنية في مصر    «المركزى»: 92.1 تريليون جنيه قيمة التسويات اللحظية بالبنوك منذ بداية عام 2024    البورصة المصرية.. «EGX30» يتراجع وحيدًا في منتصف التعاملات    وزير الري يتابع موقف المشروعات المائية وتدبير الأراضي لتنفيذ مشروعات خدمية بمراكز المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"    رئيسا البورصة المصرية والرقابة المالية يشهدان بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع    كارثة إنسانية جديدة ضد شعب فلسطين.. هجوم قوات الاحتلال على رفح الفلسطينية تحد صارخ لإرادة المجتمع الدولي.. سياسيون: مصر لن تتراجع عن جهودها في تفعيل الهدنة ولإرساء السلام    بيان مشترك..الصين وفرنسا تدعمان إنشاء دولة فلسطين المستقلة    تين هاج بعد رباعية كريستال بالاس: هذا فقط ما أفكر فيه    ضبط 4 أطنان أسماك ودواجن منتهية الصلاحية بالشرقية    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    دم المصريين خط أحمر| «السرب» ملحمة وطنية تليق بالفن المصري    أمين الفتوى يحذر من فوبيا جديدة منتشرة (فيديو)    محافظ قنا يفتتح عددا من الوحدات الطبية بالقرى    الكبد الدهني.. احذر هذه الأعراض المبكرة    برلماني: الاستجابة للمقترح المصري طوق النجاة لوقف نزيف الدم    العراق تقدم مشروع قانون لحماية النازحين داخلياً فى الدول العربية    الأردن.. الخصاونة يستقبل رئيس بعثة صندوق النقد الدولي للمملكة    بعد الإنجاز الأخير.. سام مرسي يتحدث عن مستقبله مع منتخب مصر    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    الضرائب: تخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية ل25 ألف جنيه بدءًا من أغسطس المقبل    75 رغبة لطلاب الثانوية العامة.. هل يتغير عدد الرغبات بتنسيق الجامعات 2024؟    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    بحضور مجلس النقابة.. محمود بدر يعلن تخوفه من أي تعديلات بقانون الصحفيين    هل يشبه حورية البحر أم الطاووس؟.. جدل بسبب فستان هذه النجمة في حفل met gala 2024    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    بأمريكا.. وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلاً غنائيًا    أوكرانيا تعلن القبض على "عملاء" لروسيا خططوا لاغتيال زيلينسكي ومسؤولين كبار    مسؤول إسرائيلي: اجتياح رفح يهدف للضغط على حماس    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    وزير الصحة يتفقد مستشفى حروق أهل مصر.. ويؤكد: صرح طبي متميز يٌضاف للمنظومة الصحية في مصر    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    جمهور السينما ينفق رقم ضخم لمشاهدة فيلم السرب في 6 أيام فقط.. (تفاصيل)    انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض المسرحية الطويلة بجامعة القاهرة    ضبط نصف طن أسماك مملحة ولحوم ودواجن فاسدة بالمنيا    تريلا دخلت في الموتوسيكل.. إصابة شقيقين في حادث بالشرقية    «تعليم القاهرة»: انتهاء طباعة امتحانات نهاية العام الدراسي لصفوف النقل.. وتبدأ غدًا    سعر الأرز اليوم الثلاثاء 7-5-2024 في الأسواق    عاجل:- التعليم تعلن موعد تسليم أرقام جلوس امتحانات الثانوية العامة 2024    اقوى رد من محمود الهواري على منكرين وجود الله    "تم عرضه".. ميدو يفجر مفاجأة بشأن رفض الزمالك التعاقد مع معلول    المتحف القومي للحضارة يحتفل بعيد شم النسيم ضمن مبادرة «طبلية مصر»    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-5-2024    لاعب نهضة بركان السابق: نريد تعويض خسارة لقب الكونفدرالية أمام الزمالك    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    شكر خاص.. حسين لبيب يوجه رسالة للاعبات الطائرة بعد حصد بطولة أفريقيا    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البرادعي في حوار مطول عن تقييمه للفترة الانتقالية (3-2): أنا محبط.. لكنني لست يائسًا
نشر في الشروق الجديد يوم 31 - 08 - 2011

رغم ما تشهده مصر من صخب سياسي شديد، وتراشق بالاتهامات بين الفصائل السياسية المختلفة، ورغم ما يسيطر على البلاد من حالة من الضبابية وانعدام الشفافية، تعرقل القرار السياسي بعثرات التخبط والغموض، تخرج آراء الدكتور محمد البرادعي حول تقييمه للفترة الانتقالية إلى قراء "بوابة الشروق"، برزانة واتزان وتفنيد دقيق للوقائع وتنقية عالية لما يشوب تلك الوقائع من مغالطات، لنصل في النهاية إلى تصور شبه مكتمل عن الأحداث ورؤية لا تقف عند حدود التشخيص وتمتد إلى وصف الدواء.
يتجدد اللقاء مع الدكتور محمد البرادعي في الجزء الثاني من الحوار الذي أداره الكاتب الصحفي، عماد الدين حسين، مدير تحرير جريدة الشروق، مع محرري الجريدة والبوابة الالكترونية، لمدى أكثر من 3 ساعات أكد خلالهم البرادعي أنه محبط لما أصاب البلاد من تفرق مع الاستفتاء على التعديلات الدستورية إلى "أمم وقبائل"، إلا أنه ليس يائساً، ورأى البرادعي أن "الثوار أخطأوا عندما تفرقوا وتشرذموا"، ولم يسمع الشخص العادي شيئا عن أسبقيات السكن والغذاء والرعاية الصحية والتعليم، مؤكدا على أن "الثورة ليست فقط المطالبة بالحرية وإنما أيضا لأغلبية الشعب المصري العدالة الاجتماعية".
وأضاف أن الانتخابات البرلمانية المقبلة قد لا تكون تنافسية بالمعنى الديمقراطي المتعارف عليه؛ لأن الملعب السياسي غير متساو، في ظل الأوضاع الأمنية الحالية بالبلاد، ولم يفت البرادعي التأكيد على أن "الجيش طهر نفسه" من الفترة الماضية بحمايته للثورة، مؤكدا على ضرورة التعاون الوثيق بين الشعب والجيش في هذه المرحلة من أجل استكمال هدم النظام السابق الذي أكد البرادعي أنه "لم يسقط وما زلنا نجمله ونستنسخه".
وإلى نص الجزء الثاني من الحوار:
* برأيك، أي أنظمة الحكم أفضل لمصر؟
أفضل النظام الفرنسي، وهو النظام المختلط بين الرئاسي والبرلماني، وفيه يكون لرئيس الجمهورية صلاحيات للسياسة الخارجية، أما رئيس الوزراء فيأتي من أغلبية البرلمان، وهذا ما يتفق مع واقعنا الحالي، الذي ينتقل من نظام فرعوني منذ 7 آلاف عام، وما ينفعش أعطي جميع الصلاحيات التنفيذية لشخص واحد، في الوقت الحالي نمشي في نظام مختلط، ومن الممكن في المستقبل ننتقل إلي نظام برلماني.
* كيف تفسر إصرار التيار الديني على رفض المبادئ الحاكمة للدستور؟
- أعتقد أن الوضع الدستوري لم يتم شرحه كما يجب، أفهموه أن هذا التفاف على ارادة الشعب بسبب الخطاب العام والإعلام وعدم الفهم وسوء النية.. كيف يكون التفافا؟، ازاى اي شخص يختلف على وجود حرية وعدالة اجتماعية ومساواة وكرامة إنسانية وغيرها؟. كان لابد من شرح واضح وتفصيلي يؤكد على أن الوثيقة التي ستحدد ملامح الدستور ومعايير اختيار اللجنة التي ستضع الدستور ستكون توافقية واسترشادية وليست بأي حال التفافا علي الإرادة الشعبية، بل هي استمرار لاستبيان الارادة الشعبية، ولكن مش معقول كل واحد ينزل التحرير ليثبت قوته ويفرض رأيه، ليس هذا هو الطريق السليم لبناء مصر الجديدة الديمقراطية.
* لكنهم يرفضون ما يصفوه بوضع مبادئ فوق دستورية؟
- لا يوجد شئ في أي دستور اسمه مبادئ فوق دستورية، لكنها مبادئ استرشادية، وستكون جزءا من الدستور غير قابلة للتغيير، كما كان الوضع في دستور 54، الذي وضعته لجنة الخمسين التي تشكلت من خيرة ما أنجبتهم مصر من مختلف الطوائف والاتجاهات، ونص علي أن حقوق الإنسان الواردة فيه غير قابلة للتعديل بتغيير الدساتير أو تعديلها.. والهدف من ذلك أنه لا يأتي اتجاه سياسي ليتحدث باسم الديمقراطية ثم يهدم الديمقراطية، كما حدث في ألمانيا مع هتلر قبل الحرب العالمية الثانية.
* والمادة الثانية من الدستور؟
- ما حدش يختلف على المادة الثانية، المشكلة في المادة الثانية أننا لم نطبقها، وما أثير حولها زوبعة في فنجان. لو كنا طبقنا قيم الإسلام السامية ومبادئه، لم يكن عندنا 40% مش قادرين يأكلوا ويشربوا وسرقة واختلاس وغياب للعدالة الاجتماعية.. الإسلام يقول في أولى أياته "اقرأ"، وفي آية ثانية "ن والقلم وما يسطرون". وآيات عديدة تدعونا للتعقل والتفكير والعلم والعدالة والحرية وغيرها من القيم التي يا ليتنا نسير علي هداها.
* في تقديرك هل سيوافق التيار الديني في نهاية الأمر.. مع حديث المجلس العسكري عن اطمئنانه وأنه سيجلس مع القوى السياسية ويشرح لهم؟
جزء من المشكلة التي نواجهها عدم الشفافية من قبل المجلس والحكومة، من سيتكفل بصياغة وثيقة المبادئ الأساسية؟، واللجنة التي عملت التعديلات الدستورية لم نسمع عنها إلا قبلها بيوم، إن الشفافية تخلق المصداقية، وكان المفروض يكون في جلسات استماع ومناقشة مع جميع التيارات الدينية وغيرها، وإيضاح أن وثيقة المبادئ الأساسية وكذلك الوثيقة الخاصة بمعايير اختيار لجنة الدستور هما لحماية الجميع، وهو ما أراه يتم الأن من قبل الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء، وفي رأيي أن هاتين الوثيقتين، سوف يمنحا الطمأنينة لكل شخص في مصر.
* من المسئول عن وصولنا لهذه المرحلة؟
بعد قتل المجتمع المدني، وغياب الديمقراطية، وروح المشاركة، هناك ناس كثير لازالوا يعتقدون أن الديمقراطية ترف تمارسه الطبقة المثقفة الحكومة والسلطة، والنخبة فقدت المصداقية لدي الشخص العادي.
ما يظهر اليوم هو تعبير عن غضب وليس انقساما، من شعر ان حياته راحت، الشاب يحس أنه لم يتعلم كويس وليس لديه عمل. في رأيي لا توجد انقسامات فكرية، أو أيدلوجيات حقيقية نختلف عليها، فقط تعبير عن غضب، لما تكون في حالة غضب تبحث دائما عن ضحية وتطلع كبتك عليها.
نحن في مصر لم نهدم النظام حتى الآن بل نجمله ونستنسخه.. لم نقم بعد بعمل نظام جديد ونقدم إلي الساحة رؤية جديدة وأشخاصا جدد، من السلفي للشيوعي من يختلف على الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية؟، شرع الله هو التسامح والرحمة والعدالة والصدق وحب العمل، لكن الكلام كله مقصور علي الحدود وهي لا تشكل 5% من الشريعة.
مبادئ الشريعة الكلية كما هي في وثيقة الأزهر. أردوغان في تركيا كلموه عن تطبيق شرع الله فقال لهم تعالوا نعمل مجاري في اسطنبول ونتكلم، طبقوا جوهر الإسلام هناك، بل ذهب إلى الصومال ليعرف ما يمكن عمله لمواجهة المجاعة التي تعصف بهذا البلد العربي.. هل هناك رئيس عربي أو وزير خارجية فكر في فعلها؟، هل رأينا مسئولا عربيا يذهب لدارفور؟.
* ودور النخبة في المجتمع؟
معظم النخبة إما تعرضت للقمع في ظل النظام القديم أو أصبحت جزءا منه، في الوقت الحالي لا يوجد مجتمع مدني قوي ولا عدالة اجتماعية ولم نبن بعد أسس النظام الديمقراطي، وبالتالي فدور القيادة حيوي في تلك المرحلة سواء من المجلس العسكري أو الحكومة أو من الطبقة المثقفة.
** ذكرتم أن المواطن البسيط بدأ ينقلب على الثورة، ويشعر أنها لم تحقق شيئا له والثورة أساسها عدالة اجتماعية.. كيف تسترد الثورة ثقة هذا المواطن؟
نعم هناك تحد واضح، لابد للثورة تنظيم نفسها، وتفهم الشخص العادي أن الثوار غير مسئولين عن الاقتصاد أو الأمن، مع التأكيد على حقها في التظاهر من أجل مطالب جامعة، دون أن يكون التظاهر من اجل الرد على حد تاني. الثوار أخطأوا عندما تفرقوا وتشرذموا، وبالنسبة للشخص العادي لم يسمع شيئا عن أسبقيات السكن والغذاء والرعاية الصحية والتعليم.. الثورة ليست فقط المطالبة بالحرية وإنما أيضا لأغلبية الشعب المصري العدالة الاجتماعية.
* ماذا حدث في جمعة 29 يوليو التي أطلق عليها اسم "في حب مصر"؟
هذه الجمعة جاءت بهدف الرد على مليونية سابقة (29 يوليو – جمعة الهوية).. المفروض ننزل مع بعض لهدف اكبر، ولازم الشباب يعرف امتى ولماذا وكيف يتظاهر، ولازم يتوحد، فلو لم نتوحد فكلنا هنخسر.
لازم ينزل الثوار الشارع ويتكلموا مع الناس، والتأكيد على أن الثورة ليست السبب في مشاكلهم الاقتصادية بل غياب الأمن.
النهاردة الثورة يتم اختزالها، والإعلام والقضاء لم يتم تطهيرهما، ولم يتوحد الشعب، ويحدد الأهم فالمهم، بل انشغل في الأمور الفرعية.
* نلمس من حديثكم نبرة يأس.. هل تشعر به؟
أشعر بالإحباط من يوم الاستفتاء في 19 مارس حتى الآن.. فكلنا كنا متوحدين على هدف واحد، الآن أصبحنا أمم وقبائل، ولكني مازلت علي قناعة أن الثورة ستنجح أجلا أو عاجلا.
* وهل فقدنا روح الثورة؟
- ال18 يوما قبل تنحي مبارك، أظهرت أفضل ما في الشعب المصري، وما نراه اليوم هو أسوأ ما في الشعب. وما يحدث في هذه الأيام أمر متوقع بعد ثورة، لكن بعد 6 شهور من الثورة، العالم مش هيستنى كتير علينا، خاصة والمنطقة "مولعة "من حولنا لذا لازم أن نوقف الانحدار عشان أبدأ أطلع، ويجب أن نعرف أن القاع بلا سقف.
وبرغم كل هذا وكما ذكرت مرارا، فإن الثورة ستنجح، لكن ما أريده تقصير مدة نجاح الثورة، والاستفادة من تجارب الدول التي اندلعت بها ثورات، ففي البرتغال، نجحت الثورة التي قامت في عام 1974 بعد عدة أعوام، ودخلت الاتحاد الأوروبي في عام 86 فقط، واندونيسيا أخذت عامين أو 3 أعوام.. الثورة تاخذ وقت ومهمتنا تقصير المدة.
* قانون مجلس الشعب والشورى الذي أصدره المجلس العسكري.. هل تطالب بتعديلات محددة؟
- أصدروا قانون الأحزاب، قالوا لازم 5 آلاف عضو، وأخيرا ألف فقط.. لماذا تعقد المسائل؟، اليوم من الصعب القيام بعمل انتخابات تنافسية، بالوضع الحالي تحتاج لوقت، ولا يوجد ملعب متساو، لوجود جماعات منظمة كالإخوان من ناحية، وأحزاب جديدة ما زالت في طور النشأة من ناحية أخرى، ومع أنني أول من طالبت بمشاركة الإخوان المسلمين سياسيا، إلا أنهم لا يجب أن يأخذوا أكبر أو أقل من حقهم. وإحقاقا للحق فإن الإخوان المسلمين أنفسهم يدركون حقيقة الوضع الملتبس الحالي.
* كيف يتم معالجة الأمر عمليا؟
الحل في انتخابات توافقية بالقائمة.. وهناك اقتراح تم تقديمه من جانب لجنة الوفاق الوطني برئاسة الدكتور يحيي الجمل وأؤكده نظرا لظروفنا الحالية ولضمان تمثيل الجميع وهو "القائمة الواحدة"، ويمكن في ظل هذا النظام أن تكون هناك قوائم للمستقلين المهم في نهاية المطاف أن يكون هناك مجلس شعب ممثل للجميع كخطوة أولي نحو ديمقراطية تنافسية.
* لكن هذه القوائم ستهيمن عليها قوى سياسية منظمة؟
- هنا يأتي دور الحكومة والأحزاب والقوي السياسية لخلق الحالة وتمكين الجميع من المشاركة، وهناك شبه توافق على أن يكون هناك ائتلاف لتمثيل كافة القوى والمستقلين داخل البرلمان طبقا لنسب في القائمة أو القوائم يتفق عليها مسبقا؛ أذن فالانتخابات المقبلة قد لا تكون انتخابات تنافسية بالمعني الديمقراطي المتعارف عليه ولكنه أمر يفرضه الواقع الحالي حتي لا يطغي طرف علي أخر، وحتي نضع أساسات البيت الجديد معنا.
فنحن إزاء خيارين، الأول انتخابات تنافسية قد تفرز عودة الحزب الوطني المنحل والجماعات المنظمة وإقصاء لجزء كبير من الشعب، أو نبني مصر الجديدة عن طريق برلمان ممثل للكل، لذا فالمطلوب أن يدخل الجميع في حوار حول تآلف انتخابي ليكون خطوة نحو الاستقرار السياسي والاقتصادي، والتي يمكنا بعد ذلك من الانتقال إلي ديمقراطية تنافسية كاملة.
* وهل توافق الجميع على هذا الطرح؟
الليبراليون مستعدون لقبول هذا الطرح وأيضا جماعة الإخوان المسلمين، لكن المشكلة أن الانتخابات ستجرى في أكتوبر أو نوفمبر، ومازال شكلها وأسلوبها غير واضح، كيف سيتم التصويت؟ علما أن الناخب سيكون أمام أربع صناديق انتخابية، وما هي طبيعة القوائم (المغلقة والمفتوحة والنسبية)، وكيف سيتم تقسيم الدوائر الانتخابية.
كما أن هناك أكثر من رؤية مطروحة لنسب القوائم والفردي إما قائمتين 50% للقائمة والفردي، وأخرى الثلثين والثلث، أو قائمة واحدة.
* وماذا عن إجراء الانتخابات في ظل الوضع الأمني الحالي؟
إذا تمت الانتخابات بالنظام الفردي فإن هذا يجب حسابه بدقة لأنه سيكون له أخطار كثيرة نظرا للوضع الأمني الحالي، حيث لا توجد سيطرة أمنية، بدليل ما حدث مؤخرا في جرجا بسوهاج، والمنيا، المشكلة في إحساس المصري بعدم وجود أمن.
والمجلس العسكري كان يتحدث عن 6 شهور كنهاية للمرحلة الانتقالية، وبعد انتهاء المهلة، لا مشينا في انتخابات أو إعداد لدستور، والرؤية غير واضحة.. متى ستجرى الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، وماذا عن إعداد الدستور ومتى، وما هو مصير البرلمان الذي سينتخب قريبا بعد إصدار الدستور الجديد والذي لابد من حله وإلا معني ذلك أننا أجلنا العمل بالدستور الجديد لمدة أربع سنوات وهو أمر غير مقبول لا سياسيا ولا دستوريا، وبالطبع البلد لا تستطيع تحمل أعباء اقتصادية واجتماعية في ظل حكومة تسيير أعمال.
ما يحدث اليوم هو أن مصائب 30 عاما الماضية بدأت تظهر على السطح، فأهل سيناء أهدرت كرامتهم، و أهل النوبة لم تعد لهم أراضيهم، وما رأيناه من أحداث في سيناء علي حدود مصر مؤخرا هو علامة إنذار لضرورة وضع خطة متكاملة واستعادة ضبط الأمن علي الحدود المصرية الإسرائيلية ، ولتنمية سيناء اقتصاديا واجتماعيا وتمكين أهلها من ممارسة حياتهم الطبيعية بشكل يليق بكرامتهم.
* هل لازال تعبير "الشعب والجيش أيد واحدة" قائما؟
نحن لا يمكننا غير ذلك، وبرغم حدوث ملابسات سلبية مثل المحاكمات العسكرية واستكمال العنف ضد الثوار، إلا أنه يجب أن نبذل قصارى الجهد لأن نستمر يدا واحدة، الطريق إلي هذا هو الشفافية والتواصل واحترام كل طرف لحقوق الأخر.. المصداقية هي اللبنة الأولي في هذا الطريق.
* والبعض يقول أن المجلس العسكري إضطر إلى فض الاعتصام بالقوة في ميدان التحرير لتسيير الأمور؟
- هناك توازن في الدول الديمقراطية بين الحرية والأمن، بالقطع كان هناك خطأ من الشباب حين أغلقوا الميدان، لكن الجيش أخطأ من قبل ذلك بأنه لم ينظم المظاهرات، وبعد ذلك استعمل العنف لفضها.
* ما الخطأ الذي وقعت فيه الثورة من وجهة نظرك؟
الخطأ أننا بنينا على توقع خطأ وهو 6 شهور، كان المفروض نبني على توقع واقعي وهو عامين، وهذا لا يعني أنني أريد حكم العسكر، ولكن لا يمكن اختزال 60 عاما من عدم الديمقراطية، والانتقال بالشعب في 6 شهور لدول ديمقراطية، لذا كانت النتيجة التسرع وعدم وضوح الرؤية والاختلاف على مشاكل غير موجودة والانقسام والتشرذم بدلا من وضع خطة طريق للمرحلة الانتقالية واقعية وواضحة المعالم ومسترشدة بخبرات الدول التي سبقتنا في الثورات.
* من المستفيد من هذه الحالة؟
- أعتقد أنه لا أحد مستفيد، الجيش طهر نفسه بحمايته للثورة، وسنستمر محتاجين لهم في حماية سيادة الوطن من الأخطار الخارجية والشعب المصري تحرر من نظام قمعي سلطوي ولن يعود مرة أخري للوراء ونحن الأن في مرحلة استكمال هدم النظام السابق وبناء مصر الجديدة وفي كل هذا نحتاج إلي تعاون وثيق بين الشعب والجيش.
* هل من الممكن أن تصل القوى السياسية لاتفاق بينها؟
- بالطبع لو بعدنا عن الشعارات التي غيبتنا عن الواقع، سنصل لتوافق، وباستثناء المتطرفين هنا وهناك فالجميع متفق على المشتركات، لأن الصراع الحالي على قضايا وهمية، وهنا يأتي دور القيادة في تجميع ولم شمل القوى السياسية التي تشرذمت، وما عرفناش نشتغل كفريق.. وما يحركنا عواطفنا لا عقلنا، فنستعمل عواطفنا حين يجب أن نستخدم عقولنا والعكس، وانشغلنا بمحاكمات مبارك ورموز النظام السابق، وبمن سلم على من، ومن ألقى التحية لمن.
* بمناسبة محاكمات مبارك ورموزه.. هل أنت مع قانون الغدر؟
- نعم لأن الفساد السياسي جزء من الفساد الفكري، والإعلام أحمله جزءا كبيرا من المسئولية بالنسبة للفساد الفكري بعد أن غيب الناس 30 عاما، فالأساس في الإعلام أن يكون مستقلا وينقل الحقيقة كما هي للمتلقي ويفرق بين الحقيقة والرأي، ولكن للأسف لا يوجد إعلام مستقل بمصر، لدينا إعلام حكومي، حتى الإعلام الخاص فلا يوجد فيه فصل بين الملكية والسياسة التحريرية.
والأمثلة على ذلك عديدة، فإبراهيم المعلم (رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق) قال لي أنه تعرض لضغوط لفصل جميل مطر عضو مجلس التحرير بجريدة الشروق بعد الحوار الذي أجراه معي في العاصمة فيينا قبل العودة لمصروكذلك تحدث إليه أمن الدولة وطلبوا منه عدم أخذ حق النشر لكتابي (عصر الخداع)، ومثال أخر حينما قامت قناة دريم بوقف برنامج المذيعة دينا عبد الرحمن "صباح دريم" عقب مشادة كلامية مع أحد أعضاء المجلس العسكري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.