فى الوقت الذى أعلن فيه الثوار فى ليبيا سيطرتهم على معظم أنحاء مدينة طرابلس العاصمة، وإسقاط نظام القذافى، خيمت مظاهر الحزن على أبناء قبائل محافظة الفيوم، أقارب الزعيم الليبى المخلوع العقيد معمر القذافى، وقالوا ل«الشروق»، إنهم كمصريين يعتزون بذلك، ولكنهم حزنوا كثيرا على ما وصلت إليه ليبيا، لافتين إلى تأثر مصر بتلك الأحداث على المستوى الأمنى والاقتصادى. وعلى بعد أكثر من 30 كيلومترا، وفى عزبة تغلب عليها الطبيعة الصحراوية، على طريق الفيومالقاهرة الصحراوى، تعيش أسر من قبيلة القذاذفة، والتى تنحدر أصولها من عائلة الرئيس الليبى المخلوع، وتحديدا فى عزبة نجع الأصفر بمركز طامية بالقرب من المدينة الصناعية بكوم أوشيم، ففى غرفة مرتبة حسب الطريقة العربية، جلس الشيخ سالم مهدى عبدالرحمن الأصفر، شيخ قبيلة وعزبة الأصفر بمركز طامية، يتحدث عن حزنه العميق لما حدث فى ليبيا من أضرار، وعن الأثار السلبية التى طالت شباب مصر بصفة عامة، والفيوم بصفة خاصة نتيجة الأحداث الجارية.وقال: «إحنا كلنا مصريين ومن أب وأم مصريين، وأنا شيخ بلد من مصر، لكنى حزين على ما يحدث فى ليبيا لأنها قد تصبح مثل العراق، فالزعيم الليبى تولى الحكم بالثورة، وحرر ليبيا من الإيطاليين، وهو يكره اليهود فى الدم أكثر من أى شخص، وحذر الدول العربية من قبل بأن أمريكا هى قطار الموت، وسوف يكون آخره مصر». واستطرد قائلا: «نزل القذافى فى بداية الثورة لشوارع ليبيا، وقال للثوار أنا معكم، معتقدا أنهم يريدون تغيير وزير أو تحقيق عدالة، ولكنه فوجئ بأنهم يضربون فى الجيش، فالقذافى لم يطلب منهم دعما فى شىء، وعدد كبير من شباب العزبة وكبارها كانوا يعملون فى ليبيا، وكانت مصدر دخل جيد لهم، حيث رخص الأسعار هناك وسهولة السفر إلى ليبيا، والتى كانت تتكلف من الفيوم نحو مائة جنيه فقط، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من أقاربه وأهالى العزبة عاد إلى الفيوم مرة أخرى خلال الأحداث، ليعملوا فى مجال المعمار، وفلاحة أراضيهم فى العزبة. وأضاف المهدى: «نحن مواطنون بسطاء لا حول لنا ولا قوة، ماذا نفعل للقذافى؟»، ووجه رسالة إلى الحكام العرب رافضا توجيه رسالة خاصة للقذافى قائلا: «أقول لكم الطوفان هيغرقنا..استيقظوا للعدو وتوحدوا جميعا كعرب، لأن اللى هيتغدى بيك اليوم يتعشى بأخوك بكرة»، وأشار إلى أن القضية ليست فى موت القذافى، ولكنها تتمثل فى تفتت الدول العربية. أما صالح سالم وهو من بيت التومى من قبيلة القذاذفة، ويعيش مع بعض أقارب القذافى فى عزبة مراد الجندى بقرية فانوس بمركز طامية، فقال: «إحنا زعلانين طبعا لأن ما يحدث من قتل للأطفال والنساء من قبل حلف الناتو حرام»، مشيرا إلى أن لهم أقارب فى سرت من الفيوم، حيث كانوا يعملون هناك قبل اندلاع الأحداث. وحول علاقتهم بالقذافى والتواصل معه، قال: «لقد جاء القذافى ذات مرة واجتمع بالقبائل منذ عدة سنوات على ضفاف بحيرة قارون، ونحن نذهب إلى السفارة الليبية فى 1 سبتمبر من كل عام، من أجل الاحتفال بعيد الفاتح».