كانت شوارع القاهرة أمس فى استقبال الرئيس الأمريكى باراك أوباما، كل بطريقته، وإن اشتركت جميعها فى حالة الهدوء التى سادت والاحتياطات الأمنية المشددة. ففى شارع صلاح سالم الذى استقبل أوباما فور وصوله منع أفراد الحراسة المرور فى الشوارع أو الوجود فى الشرفات وتم إيقاف حركة المرور لمدة ساعتين مما أثار غضب السائقين والمارة، الذين وصفوا ما حدث بأنه تعطيل لمصالحهم ووقف حال وذلك قبل مرور الرئيس «أوباما» بساعة. كما انتشرت نحو 40 سيارة أمن مركزى و12 سيارة إطفاء تم توزيعها على مسافات متباعدة إلى جانب توزيع حشد كبير من ضباط الشرطة واللواءات فى الشوارع وعند مفارق الطرق بداية من طريق المطار وحتى شارع الخليفة المأمون. قوات الأمن قامت كذلك بتفتيش حقائب المارة بالشوارع والذين اختفوا تقريبا، خاصة أثناء مرور موكب أوباما حيث منعوا تماما من المرور بالشوارع الرئيسة. رجال الأمن المنتشرون بالمنطقة أكدوا ل«الشروق» أنهم على هذه الحالة منذ الساعة الرابعة فجرا دون طعام أو شراب، حتى جاءت لحظة الصفر ومر الموكب ليجلس الضباط على الأرض لالتقاط أنفاسهم وتناول بعض الأطعمة والمشروبات. رجال الأمن تواجدوا بكثافة كذلك فوق أسطح العمارات على طول طريق مرور الموكب المكون من 35 سيارة من ضمنهم 2 ليموزين و10 سيارات شيفروليه وسيارتا إسعاف. التشديد الأمنى ومنع مرور السيارات أثناء مرور الموكب لم يستثن أحدا، حتى سيارات الإسعاف، التى منع الأمن إحداها أثناء مرور أوباما من منطقة روكسى على الرغم من أنها تحمل حالة حرجة وظلت معطلة أكثر من نصف الساعة. وأبدى المارة والسائقون غضبهم حتى وصل الأمر بسائق تاكسى للنزول من سيارته ولطم خديه قائلا «الله يخرب بيت أوباما دى وقفة حال». بينما أكد أحد الركاب أنه استغرق 4 ساعات فى طريقه من محكمة العباسية لمصر الجديدة. وفى منطقة وسط المدينة انتشرت سيارات ورجال الأمن المركزى المرتدين زيا ملكيا وأُغلقت المحلات الموجودة بالشوارع الرئيسية، ولم يتم فتح سوى عدد قليل من المحال بالشوارع الجانبية والتى تابع العاملون بها زيارة الرئيس الأمريكى على شاشات التليفزيون باهتمام شديد. وأكد العاملون فى المحلات أنهم قد تلقوا تعليمات بالإغلاق وكذلك المقاهى. فيما خلت الشوارع تماما من المارة، كما شهدت وسط البلد حالة التزام تام بإشارات المرور على غير المعتاد. أما فى منطقة الجيزة، فلم يختلف الوضع كثيرا من حيث الكثافة الأمنية واختفاء السيارات والمارة، للدرجة التى جعلت عاملا بأحد الجراجات فى ميدان الجيزة يقول إنه على مدار أكثر من 40 عاما عمل فيها فى هذا المكان لم يشاهد الميدان بهذا الهدوء. وفى منطقة جامعة القاهره تمركزت سيارات الأمن المركزى على طول الطريق من ميدان الجيزة وحتى الجامعة. وأكدت مجموعة من شباب الجامعة المدعوين لحضور الخطاب أن هذه الإجراءات مبالغ فيها، فيما أبدى بعض المارة غضبهم من الإجراءات الأمنية المشددة التى منعتهم من أداء مهامهم ومصالحهم، خاصة أن المنطقة المحيطة بالجامعة أعلنت منطقة خالية من المارة والسيارات نتيجة للكردون الأمنى. وفى تمام الساعة الحادية عشرة صباحا وصل إلى الجامعة أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى، جمال مبارك، مع وفد من أساتذة الجامعة وشيوخ الأزهر. وبالطبع كان لمترو الأنفاق نصيب كبير من الوجود الأمنى نظرا لقرب عدد من محطاته من خط سير الموكب. فشهدت محطات كوبرى القبة وحمامات القبة وسراى القبة فى الخط الأول (المرج/حلوان) لمترو الأنفاق والمواجهة لقصر القبة تشديدا أمنيا مكثفا، حيث منعت قوات الأمن الركاب فى محطة كوبرى القبة من الخروج من الرصيف المقابل لقصر القبة وتم نقل موقف «الميكروباصات» الموجود أسفل كوبرى القبة إلى مكان أبعد مما أجبر عددا كبيرا من الركاب على السير مسافات طويلة للوصول إلى المحطة. كما خضع الركاب إلى تفتيش حقائبهم من قبل الأمن على المدخل الوحيد للمحطة. وانتشرت الكلاب البوليسية داخل المحطة، كما خلت الشوارع المحيطة بالمحطة من المارة وأغلقت الأكشاك والمحلات الموجودة حول محطة كوبرى القبة. وانتشرت عربات الأمن المركزى بكثافة فى المنطقة المحيطة بمحطة سرايا القبة ومنع الأمن الركاب من الانتظار على الكراسى الموجودة داخل المحطة وأجبروهم على الركوب مباشرة. وشهدت المحطة إجراءات أمن مشددة جدا مما أثار استياء الركاب حيث علقت إحدى الراكبات ساخرة «هما خايفين على أوباما يضرب بالجزمة زى بوش». وفى خط (شبرا الخيمة/المنيب) لمترو الأنفاق سادت حالة من الهدوء جميع المحطات ما عدا محطات جامعة القاهرة وفيصل والجيزة التى زاد فيها عدد عناصر الأمن على عدد الركاب وانتشرت عناصر من الشرطة برتب مختلفة وعناصر أمن أخرى لكنها لا ترتدى ملابس رسمية. وقام رجال الأمن بتفتيش الركاب الذين يحملون الحقائب كبيرة الحجم. وفى المنطقة المحيطة بمحطة مترو جامعة القاهرة خلت الشوارع تقريبا من المارة وانتشرت عربات الأمن المركزى بشكل كبير كما تواجد عنصر أمن على بعد كل 100 متر. وعلى الكوبرى الواصل بين محطة المترو وجامعة القاهرة انتشرت عناصر الأمن بشكل مكثف وتعرض المارة عليه إلى التفتيش. وانزعج الركاب من كثرة عدد قوات الأمن فى المحطة حيث قالت إحدى الراكبات «أوباما جاى يتكلم شوية وهيمشى وإحنا أصلا شعب بيحب الكلام والرغى الكتير عشان كده هنسيبه يرغى براحته ويروح بلدهم». حالة الهدوء امتدت كذلك لشارع الهرم الذى كان فى انتظار مرور أوباما فى طريقه لمنطقة الأهرامات. فقد خلت معظم الشوارع تقريبا من المارة، وأغلقت المحلات والأكشاك الموجودة على جانبى طريق الهرم. وقل تواجد عربات الأجرة بنسبة 70%، ومنع الأمن سيارات الأجرة من السير فى طريقها المعتاد من منطقة الجيزة للهرم، حيث علق محمد عباس، سائق عن سؤال الركاب له هل سيصل للهرم أم لا؟ فقال لهم «أنا همشى لحد الأمن ما يقولى بس». وقالت هند حازم، «أول مرة أشوف شارع الهرم فاضى كده وياريت أوباما ييجى كل أسبوع علشان مصر تنضف». أما مى محمد، بائعة فى محل ملابس فى الهرم، فقالت «المنظر ده بيفكرنى بفيلم طباخ الريس لما أحد المارة سأل الفنان خالد زكى «وديتوا الشعب فين ياريس».