تساوى الحد الأدنى للقبول بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية شعبة اللغة الإنجليزية، مع الحد الأدنى للقبول بكليات الطب، بنسبة 98.1 %، وكان من أبرز مفاجآت نتائج تنسيق قبول الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة بالجامعات فى المرحلة الأولى لعام 2011، التى أعلنت أمس الأول، تفضيل الطلاب المتفوقين من الشعبة العلمية، الالتحاق بأقسام اللغات بالاعلام والاقتصاد والعلوم السياسية، عن التحاقهم بكليات طب الأسنان والصيدلة والهندسة، رغم صعوبة دراستهم العلمية. كما أظهرت النتيجة تفضيل متفوقى العلمى، الالتحاق بكلية الإعلام شعبة اللغة الأنجليزية، بحد أدنى 97.33%، وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية شعبة اللغة الفرنسية بجامعة القاهرة بنسبة 96.67%، بينما كانت مؤشرات الالتحاق بكلية الصيدلة 96.59% وكلية الهندسة 93.9%. «الدنيا مش لازم تقف على كلية الطب والصيدلة وغيرهما فقط، هناك فروع كثيرة للعلمى، والكليات العلمية ليست الحاجة الوحيدة للتفوق والمستقبل الباهر»، كان هذا تعليق الدكتور أحمد نصار عميد كلية الطب بجامعة عين شمس، على ظاهرة إقبال عدد كبير من طلاب الشعبة العلمية على الالتحاق بالكليات الأدبية شعبة اللغة الانجليزية والفرنسية، بل ووصفها بالظاهرة الصحية. وأضاف نصار أن الكليات الأدبية شعبة اللغات، تؤهل الطلاب الملتحقين بها لسوق العمل، مضيفا «أى صاحب عمل هيفضل اللى معاه لغة طبعا، ويرى الكليات العملية لن تتأثر بالسلب على الاطلاق، مشيرا بقوله: «طالب آداب إنجليزى فى الوقت الحالى، أفضل مية مره من الدكتور»، ويرى ضرورة تغيير مفهوم أن الكليات العلمية هى الأفضل، مشيرا إلى أن أمريكا تهتم بكلية الحقوق وتجعلها الأولى، فى حين أنها تقبل فى مصر بأقل المجاميع. واتفق معه الدكتور فاروق إسماعيل رئيس لجنة التعليم بمجلس الشورى سابقا، مؤكدا أن سوق العمل بالنسبة لخريجى الكليات الأدبية شعب اللغات، أفضل وخاصة للبنات فى الالتحاق بالخارجية والسلك الدبلوماسى، وتابع مستدركا «لكن الطبيب يحتاج لوقت طويل جدا قد يصل إلى 12 عاما من الدراسة والتدريب، حتى يصبح متمكنا من مهنته، والصيدلى محتاج للنقود ليفتح صيدلية، بينما خريجو الشعب الأجنبية «خلال 5 سنوات يبقوا فى مناصب كبيرة». الدكتور جلال الدين الجميعى عميد كلية العلوم بجامعة حلوان، أرجع سبب إقبال طلاب العلمى على كليات الأدبى شعب اللغات إلى سهولة الدراسة بها، مقارنة بالتخصصات العلمية، مضيفا أن قلة تكاليف الدراسة فى الأدبى عن العلمى جعلت الطلاب يفضلونها، وتابع: «مستقبل الكلية العلمية على المدى البعيد غير طيب، ويجب أن يتم الاهتمام بطلاب العلمى وتوفير المناخ المناسب لهم من عائد مادى وعمل مناسب». وطالب الدكتور شريف عمر رئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب السابق، بإعادة النظر فى خريجى الطب، وعدد ساعات التعليم وإعادة تقييمهم، مشيرا إلى أن عدد ساعات التعليم بالطب، تعادل ضعف عدد ساعات كلية التجارة، ويجب تشجيع الطلبة على كليات العلوم والاهتمام بهم وتوفير الفرص لهم.