309 مصابين، وتوتر حاد بين المعتصمين، وتلاسن بين المجلس العسكرى وحركة 6 إبريل، ودعوات لقصر التظاهرات على ميدان التحرير.. كانت هذه توابع 6 ساعات دامية شهدها ميدان العباسية، مساء أمس الأول، عقب مسيرة نظمتها حركة 6 أبريل احتجاجا على بيان للمجلس العسكرى اتهمها بالسعى للوقيعة بين الشعب والجيش، تحركت من ميدان التحرير باتجاه مقر وزارة الدفاع بكوبرى القبة، لكن القوات المسلحة أوقفتها أمام مسجد النور بالعباسية، وسدت طريقها بالسلك الشائك، ليطل مجهولون من شوارع جانبية ومن فوق أسطح المنازل ويمطرون المتظاهرين بالحجارة والمولوتوف وزجاجات فارغة. وبحسب مساعد وزير الصحة، عادل العدوى، فقد بلغ عدد المصابين 309، عولج أغلبهم سريعا، بينما لا يزال 17 منهم فقط تحت الملاحظة الطبية فى المستشفيات. وقال قائد الشرطة العسكرية، اللواء حمدى بدين، إن القوات المسلحة تعاملت بأقصى درجات ضبط النفس فى أحداث العباسية، وإنها لم تطلق طلقة واحدة ضد المتظاهرين. وفى بيان لها، أكدت حركة 6 إبريل أن المسيرة لم تكن لمحاصرة وزارة الدفاع، بل لعرض المطالب على المجلس العسكرى، الذى طالبته بالاعتذار عن اتهامات التخوين، كما طالبت عضو المجلس حسن الروينى، بالكشف عن مستندات قال إنها تكشف تلقى قيادات فى الحركة تمويلات أجنبية. وقررت حركتا كفاية و6 إبريل التقدم ببلاغات ضد الروينى لدى النائب العام، بعد وصفه الأولى بأنها غير مصرية، واتهامه للثانية بالعمالة. وانتقد اللواء محمد طلبة، الخبير العسكرى، تحرك المسيرة لوزارة الدفاع، وقال: تركنا ميدان التحرير للشباب يفعلون فيه ما يشاءون واستعوضنا ربنا فيه، واصفا بعض ائتلافات شباب الثورة بأنها «وصلت لدرجة كبيرة من الغباء»، معتبرا أن من يواجهونهم ليسوا بلطجية. وأكد طلبة اقتناعه بأن اتهامات الروينى لحركة 6 إبريل مدعمة بالوثائق. وعلى صعيد ميدان التحرير، اتفقت غالبية الحركات الاحتجاجية المعتصمة فى التحرير، أمس، على وقف تنظيم مسيرات خارج الميدان. بينما توحدت القوى السياسية فى الدعوة لجمعة وحدة الصف، واختلفت حول مسيرة العباسية. أما مرشحو الرئاسة، فقد اتفقوا على رفض العنف سلوكا للتعامل مع المتظاهرين، وطالبوا بتعامل أكثر حكمة مع الثوار، وطالب عمرو موسى بتحقيق رسمى فى أحداث العباسية، ودعا عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى إلى وحدة الصف كضمان وحيد لاستكمال الثورة. وتصاعدت مطالب الائتلافات والمجموعات الشبابية بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق فى اعتداءات العباسية، واتهموا قوات الشرطة العسكرية والأجهزة الأمنية بالتورط فى الواقعة «لاكتفائهم بموقف المتفرج وعدم التدخل لحماية المتظاهرين». وأكد عدد من أهالى العباسية أن المعتدين على الثوار ليسوا منهم، ولكنهم «بلطجية استأجرهم ضباط قسم شرطة الوايلى»، حسب قولهم، وقال أحدهم إنه يعرفهم بالاسم، واصفا ما حدث بأنه «كمين» للثوار.