تحتفى "ذاكرة مصر المعاصرة" بمكتبة الإسكندرية، في ذكرى مرور 59 عاما على قيام ثورة 23 يوليو، بتوثيق حي لتاريخ الثورة ويومياتها من خلال مجموعة نادرة من الفيديوهات والصوتيات وأهم الخطب والوثائق الخاصة بها يوما بيوم. وصرح مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية الدكتور خالد عزب بأنه يمكن من خلال تصفح موقع ذاكرة مصر المعاصرة مشاهدة مشاهد من ثورة 23 يوليو ومغادرة الملك فاروق للأراضي المصرية، وبيان الرئيس محمد نجيب بعد إعلان مصر جمهورية لا ملكية، بالإضافة إلى البيان الشهير للبكباشي محمد أنور السادات المعروف ببيان الثورة، وبيانات اللواء محمد نجيب التي يحذر فيها من الثورة المضادة بمصطلح اليوم و"الكلمات المغرضة" كما وصفها اللواء محمد نجيب آنذاك، ويعرض الموقع خطابا آخر للرئيس نجيب يحث فيه الشعب المصري على مؤازرة الثورة والوقوف إلى جانبها. وقال عزب إن ذاكرة مصر المعاصرة حرصت على تقديم وجهة النظر الأوروبية تجاه ثورة 23 يوليو من خلال الأرشيف الصحفي لما نشر في ذلك الوقت في الصحف الأوروبية عن حركة الجيش، بالإضافة إلى مجموعة من الوثائق الهامة التى تؤرخ لهذه المرحلة؛ ومنها وثيقة الدستور المؤقت 10 فبراير 1953، والإعلان الدستوري من قائد القوات المسلحة وقائد ثورة الجيش بشأن إعلان نظام الحكم أثناء فترة الانتقال، ووثيقة إلغاء النظام الملكي وإعلان الجمهورية، ووثيقة مصادرة أملاك فاروق، وغيرها. وأشار إلى أن الذاكرة اهتمت بتوثيق العملات التي تم تداولها في فترة قيام الثورة وما أعقبها، وهي نفسها العملات التي كانت مستخدمة في العصر الملكي، إلى أن تم سك عملات جديدة للمرحلة الجديدة، بالإضافة إلى الطوابع البريدية التي استخدمت عليها صورة الملك فاروق بعد شطبها بخطوط سوداء متوازية لتشويه الصورة ثم البدء في إصدار الطوابع الجديدة. وحول يوميات الثورة أكد عزب أنه تم التوثيق لها من خلال مرحلة تمهيدية لما قبل الثورة، وتمثلت في حدثان هما حرب فلسطين 1948 وحريق القاهرة 1952، ثم إندلاع الثورة وأحداثها وما ترتب عليها من أحداث. وأكد مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية الدكتور خالد عزب أن ذاكرة مصر المعاصرة تتطرق كذلك إلى خصائص النظام السياسي لثورة يوليو وأبرز سماتها التي تمثلت في أنها حركة عسكرية، قوامها رجال عسكريون، وأداتها تنظيم عسكري "تنظيم الضباط الأحرار" ولم يكن ضمن عناصرها شخصيات مدنية. كما أنها لم تقم بتخطيط مسبق أو تعاون مشترك مع حزب أو حركة سياسية مدنية خارج الجيش، واحتفظت باستقلالها التنظيمي، وأنها حركة سرية قامت بعمل انقلابي ضد نظام الحكم القائم وقتذاك، كما أنها لم تمثل تنظيما أيديولوجيا موحدا ولم يكن هناك عقيدة سياسية واحدة تربط القائمين بها سوى بعض الشعارات العامة التي تبلورت بعد ذلك في المبادئ الستة التي تضم الإصلاح الزراعي، والعدالة الاجتماعية، حياة ديمقراطية سليمة، وتكوين جيش قوي. وأوضح عزب أن ذاكرة مصر المعاصرة تشير إلى أهم المشكلات والأزمات التي واجهت الثورة، ومنها الصراع بين محمد نجيب وتنظيم الضباط الأحرار، حيث أجبر محمد نجيب على الاستقالة من منصبي رئاسة الوزارة ورئاسة الجمهورية في 14 نوفمبر 1954، ومشكلة الإخوان المسلمين وجمال عبد الناصر، حيث تعرض جمال عبد الناصر في 26 أكتوبر 1954 لمحاولة اغتيال في ميدان المنشية بالإسكندرية على يد عضو من جماعة الإخوان المسلمين يدعى محمود عبد اللطيف، وبدأت بعدها عملية تصفية تنظيم الإخوان المسلمين في مصر. وتتطرق ذاكرة مصر المعاصرة بالتفصيل إلى أهم ما حققته الثورة، كاتفاقية السودان، وإعلان الجمهورية (18 يونيه 1953)، وجلاء القوات البريطانية عن مصر، وإعلان تأميم قناة السويس.