ما زالت رسائل المنظمات الحقوقية والنشطاء السياسيين تنهال على الرئيس الأمريكى باراك أوباما قبيل زيارته للقاهرة، حيث تطالبه العديد من المراكز الحقوقية والأقليات الدينية بدعم الديموقراطية والحريات فى مصر والمنطقة العربية. من جهتها، طالبت منظمة هيومان رايتس ووتش، الرئيس الأمريكى باراك أوباما، بالاعتراف بتواطؤ الإدارة الأمريكية السابقة وتقديمها متهمين لتعذيبهم من قبل السلطات المصرية، ودعت لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان مع الرئيس مبارك خلال زيارته لمصر. وقالت الووتش فى بيانها، الصادر يوم الثلاثاء، إن قطاعا كبيرا من المصريين، يشعر بالقلق إزاء اختيار أوباما مصر لتوجيه رسالة للعالم الإسلامى، مشيرة لوجود شعور بتخلى الإدارة الأمريكية عن قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان لصالح أولويات أخرى، مثل تشجيع مفاوضات السلام مرة أخرى، بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأكدت الووتش أن أوباما لابد أن يوجه رسالة واضحة تؤكد أن إدارته تهتم بشكل كبير بحقوق الإنسان والديمقراطية فى مصر والمنطقة العربية بصفة عامة. من جهة أخرى، حمل عدد من أبرز نشطاء الأقباط فى الداخل والخارج أوباما خطايا العنصرية والتقسيم الدينى والطائفى فى مصر الذى تقف وراءه، من وجهة نظرهم، نصوص تمييزية فى القانون والدستور. ففى بيان أصدره الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان وتضامن معه نشطاء من أكثر من 12 دولة حول العالم، منهم مايكل منير رئيس منظمة أقباط الولاياتالمتحدةالأمريكية ود.نبيل عبدالملك رئيس المنظمة المصرية الكندية لحقوق الإنسان إلى جانب الدكتور نجيب جبرائيل، قالوا: «حسنا اخترتم القاهرة لتوجهوا رسالة حب وتقارب إلى العالم الإسلامى، لكن نعتب عليكم أن يكون فى ذلك ترسيخ لمفاهيم عنصرية وتقسيم العالم على أساس دينى وطائفى.. وهو ما يتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان». وأرجع البيان مخاوفه من كلمة أوباما التى يلقيها فى جامعة القاهرة للعالم الإسلامى إلى أن « الدستور المصرى جاءت مواده المتعلقة بالحريات وخاصة الدينية عقيمة المفعول فى أحد جوانبها لتعارضها مع المادة الثانية من الدستور والتى تنص على أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع.. ومن ثم باتت حرية العقيدة فى مصر أو اختيار دين أو عقيدة أمرا من جانب واحد فالعقيدة الإسلامية لا يمكن الخروج عنها، ومازال المسيحيون فى مصر يعانون من عدم وجود قانون موحد لدور العبادة بعكس المسلمين الذين يبنون مساجدهم فى ظل قانون صادر من السلطة التشريعية». وجه الشيعة كذلك رسالة لأوباما، حيث طالب محمد الدرينى، الأمين العام للمجلس الأعلى لآل البيت (شيعى)، بمراجعة ما سماه «مخطط أمريكا لبث بذور الفتنة بين السنة والشيعة»، وأشار إلى أن الأمريكى «برانت» كشف عنه، مؤكدا أن الهدف من هذا المخطط هو السعى لاستبدال الصراع السنى الشيعى بالصراع العربى الصهيونى. وقال الدرينى فى رسالة وجهها إلى أوباما وسلمها للسفارة الأمريكية إن «الوهابية وبعض الدول تدفع بتغذية القتال فى العراق وتكفير الشيعة أينما وجدوا وهى فى نفس الوقت فى تحالف استراتيجى مع بلادكم ترتكب وبدم بارد جرائمها ضد شعوبها مستقوية ببلادكم كما حدث عبر فترات حكمها البغيض». وطالب الدرينى ببحث حالته، وعلاجه من آثار التعذيب وإعطائه حقوقه، بحسب ما جاء بالرسالة. أما مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، فقد بدأ رسالته المفتوحة لأوباما بتشبيه مواطنى الدول العربية بالمواطنين السود مطلقا عليهم سود القرن الحادى والعشرين. وطالب بأن يتضمن خطاب أوباما الموجه للعرب والمسلمين خطوات عملية تبين نية الإدارة الأمريكية فى التعامل الجاد مع مشكلات امتهان كرامة الشعوب العربية والإسلامية والتى عرضت الأقليات العرقية والدينية فى تلك المنطقة للظلم. وذَكر الخطاب أوباما بما ذاقه أباؤه وأجداده من امتهان للكرامة وقال: «لقد ذاق أباؤكم وأجدادكم مرارة الشعور بامتهان الكرامة بسبب اللون والأصل العرقى»، وساوى الخطاب بين ما تتعرض له شعوب المنطقة العربية والإسلامية وبين ما تعرض له السود من ممارسات عنصرية. كما أكد الخطاب على ضرورة تفعيل ما أعلنته إدارة أوباما ورؤيتها لإقامة دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل. ووجه أيمن نور، زعيم حزب الغد، حديثه لأوباما قائلا: «لا حديث لك عندنا عن مكافحة الإرهاب حتى تنتهى أزمة الشعب الفلسطينى وما يعانيه من العدوان الإسرائيلى عليه، ولا حديث عن مكافحة الإرهاب حتى تعم الديمقراطية على شعوب البلاد العربية». وطالب نور أوباما بأن يتحدث معنا فى مصر «ليس بصفتنا مسلمين، لأن بيننا مسيحيين، لكن أن يحدثنا بصفتنا بشرا، وجميعنا على ظهر الأرض متساوون فى الحقوق والواجبات» على حد قوله. من جهتها طالبت «الحملة العربية لدعم أوباما- أجيال مصر الصاعدة» أوباما بعدم الانحياز للأنظمة القمعية والمستبدة فى المنطقة، والانحياز لرغبات الشعوب التى تسعى لنيل حريتها. وقالت «الحملة العربية لدعم أوباما» التى وصفت نفسها بأنها «طليعة الأجيال المصرية الصاعدة»: لقد تعرضنا ونتعرض فى مصر لتضليل مستمر ما بين تخيرنا بالديمقراطية المقرونة بالفوضى أو الاستقرار المقرون بالاستبداد، والادعاء بأن شعبا عظيما يبلغ اليوم 80 مليون نسمة لا يوجد فيه من يصلح لتولى مقاليد الحكم غير فرد واحد أو نجله!، لذا قررنا نحن ألا نكون عاجزين وألا تقف حدود التسلط والقهر فى وجهنا». ودعت الرسالة أوباما للانحياز لشعوب وأجيال مقهورة ومضللة تسعى لنيل حريتها وبناء مدنياتها الحديثة. تناولت الرسالة كذلك قضايا فلسطين والعراق مؤكدة أنها تحتاج لحكمة جميع أطراف المجتمع الدولى للخروج بأفضل صيغة لوقف نزيف الدماء بالمنطقة ووقف حالة التوتر التى سادت المنطقة لعقود نشأت خلالها أجيال على هذا الصراع المرير.