قبل يومين من وصول الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى الرياض والقاهرة، كشفت مصادر أمريكية ل«الشروق» عن الخطوط العريضة لسياسة الإدارة الجديدة فى الشرق الأوسط، وقالت هذه المصادر إن هذه الخطوط تنص على 4 لاءات أمريكية واضحة لإسرائيل هى: لا لبناء مستوطنات جديدة أو التوسع فى المستوطنات القائمة.. ولا لأى عمل عسكرى جديد من جانب إسرائيل.. ولا التزام برسالة الرئيس السابق بوش إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق أرييل شارون، التى تعرف باسم «رسالة الضمانات» التى أطلق عليها المعلقون العرب اسم «وعد بلفور الثانى».. أما اللاء الرابعة فهى لا لرفض حكومة نتنياهو مبدأ الحل على أساس الدولتين. وقد أكد مصدر مصرى وثيق الاطلاع على نتائج زيارة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان رئيس المخابرات العامة أن أوباما أبلغ نتنياهو لدى اجتماعهما الأخير فى البيت الأبيض أن إدارته لا تنوى الاعتراف بأى وثيقة سوى خريطة الطريق، وأنه يدرك مدى أهمية رسالة ضمانات بوش لشارون لدى إسرائيل، ولكن هذه الإدارة تطالب الإسرائيليين بأن يتذكروا أن السلام هو أفضل الضمانات وأكثر فاعلية. وأعرب المصدر المصرى عن أمله في أن يظل هذا هو موقف أوباما حتى النهاية، وألا يضطر للتراجع عنه أمام ضغوط أصدقاء إسرائيل الأقوياء. وفى الوقت نفسه، أبلغ أوباما والمسئولون فى إدارته كلا من الإسرائيليين والمصريين وغيرهم من الزوار العرب أن إسرائيل ستبقى دائما حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة، دون أن يعنى ذلك التطابق الكامل فى كل شىء كما كان الوضع فى إدارة بوش. وأكدت مصادر إسرائيلية أن الرئيس الأمريكى أوباما رفض الالتزام بالتعهدات التى قدمها الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق أرييل شارون عام 2004 باحتفاظ إسرائيل بالمستوطنات الكبرى فى الضفة الغربية فى أى اتفاق سلام مقبل، وبما يسمى بمبدأ يهودية إسرائيل. وقال إسرائيل كاتز وزير النقل الإسرائيلى «هذه الإدارة «أوباما» لم تعترف بعد بالترتيبات بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة بوش، وأنه أمر مقلق ويثير المخاوف». وذكر الوزير أن أرييل شارون فكك مستوطنات «فى قطاع غزة» وتلقى رسالة بوش، واليوم الإدارة الأمريكية ترفض الاعتراف بهذه الرسالة ولهذا السبب على الحكومة أن تكون الآن أكثر حذرا. ونقلت صحيفة هاآرتس عن بعض المسئولين الإسرائيليين خيبة أملهم من اللقاء الذى جمعهم بالمبعوث الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط جورج ميتشل فى لندن الأسبوع الماضى، حيث أكد لهم أن «كل التفاهمات التى تم التوصل إليها مع إدارة جورج بوش لا تساوى شيئا. وقال مسئول إسرائيلى آخر إن الإدارة الأمريكية ترفض محاولات إسرائيل التوصل إلى أى اتفاق ثنائى بين واشنطن وتل أبيب بشأن بناء المستوطنات، مضيفا «الولاياتالمتحدة تتبنى خطا يضمن حصول الفلسطينيين على تنازلات وهذا غير عادل بالنسبة لإسرائيل». يذكر أن الوفد الأمريكى فى اجتماع لندن ضم إلى جانب ميتشل نائبه ديفيد هيل ودانيال شابيرو ومسئول إدارة الشرق الأوسط فى مجلس الأمن القومى الأمريكى وجوناثان شفارتز نائب المستشار القانونى لوزارة الخارجية الأمريكية. ومثل الجانب الإسرائيلى فى الاجتماع عوزى آراد مستشار الأمن القومى الإسرائيلى وإسحق مولخو المبعوث الدبلوماسى لرئيس الوزراء الإسرائيلى ومايك هيرتزوج كبير موظفى وزارة الدفاع ودان ميردور نائب رئيس الوزراء.