يبدو أن المنتخب الزامبي دخل عصرا جديدا تماما بمجرد تعادله مع منتخب مصر – بطل أفريقيا – في القاهرة 1-1 في المجموعة الثالثة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. فعلى الرغم من مرور نحو شهرين على هذه المباراة التي أقيمت يوم 29 مارس الماضي ، فإن الهدايا والمكافآت وعقود الرعاية التجارية ما زالت تنهال على المنتخب الزامبي ، بعد أن شعر الجميع ، وعلى رأسهم الرئيس الزامبي روبيه باندا والشركات الكبرى في البلاد ، بأن منتخب "الطلقات النحاسية" قادر على أن يكون بمثابة "الدجاجة التي تبيض ذهبا" للجميع في حالة تأهله إلى كأس العالم المقبلة للمرة الأولى في تاريخه. وذكرت صحيفة "تايمز أوف زامبيا" الزامبية عبر موقعها الإليكتروني أن شركة "تويوتا زامبيا" على سبيل المثال قدمت هدية إلى الفريق عبارة عن سيارة أوتوبيس تستوعب 30 لاعباً بتكلفة 105 آلاف دولار ، وتم تسليم هذه السيارة بالفعل إلى الاتحاد الزامبي لكرة القدم لكي يستخدمها المنتخب في تنقلاته خلال معسكراته وتدريباته. ومن جانبها اشترت شركة "فيرست كوانتوم مينيرالز" الزامبية سيارتين من طراز "تويوتا هاي لوكس" وأهدتهما إلى الفرنسي إيرفي رينارد المدير الفني للمنتخب الزامبي ومساعده باتريس بومل ، وبلغت قيمتهما 50 ألف دولار. ومن ناحيته , قال الرئيس روبيه باندا – وهو أحد أكبر مشجعي وداعمي الفريق الزامبي - للصحيفة نفسها تعليقا على هذه المساهمات : "أشعر بالفخر لأن هناك استجابة من الجميع , والكل الآن بات يعمل مع الاتحاد الزامبي لكرة القدم جنباً إلى جنب لصالح المنتخب لكي نحقق حلم الوصول إلى كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا". وأضاف باندا أنه في حالة تأهل "الطلقات النحاسية" إلى المونديال ، فإن هذا سيكون أكبر تتويج للمبادرة التي أُطلقها هو نفسه قبل بداية التصفيات بفترة بسيطة ، وهي أن تتحمل إحدى الشركات كافة نفقات راتب رينارد ومساعده شهرياً. وذكرت الصحيفة أن الاتحاد الزامبي تلقى حتى الآن – استجابة لهذه المبادرة - تبرعات ومساعدات تقدر بحوالي 470 ألف دولار لدعم زامبيا في مشوار تصفيات كأس العالم , فقد تبرعت "كيه.سي.إم." بمبلغ 20 ألف دولار , وشركة "زامبيان بريويريز" بمبلغ 140 ألف دولار , وشركة "أوتو وورلد" بمبلغ 35 ألف دولار. وإضافة إلى هذا ، قدم فندق "إنتركونتيننتال" 75% تخفيضاً على أسعار الإقامة للمنتخب الزامبي خلال المعسكرات الإعداداية قبل المباريات على أن يتحمل الاتحاد الزامبي نسبة 25% فقط من إجمالي مصاريف إقامة المنتخب. وتعود هذه الروح التي تسود زامبيا أملاً في عبور التصفيات النهائية والوصول إلى كأس العالم 2010 إلى الاهتمام الذي يوليه باندا بالمنتخب , حتى أنه كان قد تدخل بشكل مباشر عندما قطعت إحدى الشركات تمويل راتب رينارد قبل بداية المرحلة النهائية من التصفيات بنحو شهر تقريباً , وعاد ليُنقذ نشاط كرة القدم الزامبي من التجميد على يد الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" قبل نحو أسبوع واحد فقط من مواجهة مصر بعد أزمة تدخل كالوشا بواليا رئيس الاتحاد الزامبي لكرة القدم في صفقة انتقال لاعب زامبي إلى فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي ، مما ترتب عليه إقالة رئيس الاتحاد من منصبه من قبل الحكومة ، وهو ما اعتبره الفيفا تدخلاً حكومياً في إدارة اللعبة في زامبيا , ولولا تدخل باندا لظلت هذه المشكلة قائمة ، ولكنه نجح في إقناع الأطراف المختلفة باحتواء الموقف وإنهاء الأزمة على ما انتهت عليه ، بعودة كالوشا إلى رئاسة الاتحاد. ومن ناحيته , وضمن استعدادات زامبيا لمباراتي الجولة الثانية والثالثة التي تستضيف فيها كلا من رواندا والجزائر على التوالي يومي 6 و20 يونيو المقبل , قام إيرفي رينارد بتصعيد خمسة لاعبين من منتخب زامبيا تحت 17 عاماً للانضمام إلى تدريبات "الطلقات النحاسية" استعداداً للمواجهتين المرتقبتين. وذكر موقع "جول دوت كوم" الرياضي أن أحد هؤلاء اللاعبين هو الجناح المهاجم ستانلي نشيمبي لاعب فريق لوساكا ديناموز والذي شارك في دورة تجريبية في دبي بالإمارات في شهر أبريل الماضي بمشاركة كوريا الجنوبية ونيجيريا والإمارات , وفيها نال اللاعب الذي لم يبلغ عامه السابع عشر لقب أفضل لاعب في مباراة زامبيا مع منتخب كوريا الذي فاز بالدورة. ومن ضمن الصاعدين المنضمين حديثا أيضا حارس مرمى يُدعى كينيدي موما وزميله موسيس سيانسومو ، وهما يلعبان في فريق "كيه ستارز" الزامبي , وأعلن رينارد في عدة مناسبات عن إعجابه بهذا الثنائي , وهو ما دفعه إلى ضمهما إلى معسكر المنتخب قبل هذه المباريات الهامة والمصرية في مشوار الفريق بتصفيات كأس العالم.