لم يصل الرئيس السوداني عمر حسن البشير في الموعد المقرر لزيارة العاصمة الصينية اليوم الاثنين لإجراء محادثات مع بكين وأرجع ذلك إلى تغيير مسار رحلة الطائرة التي تقله. وكان من المقرر أن يصل الرئيس السوداني الذي يواجه اتهامات من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب إلى بكين في وقت مبكر من اليوم لإجراء محادثات تركز على انفصال الجنوب الشهر المقبل. وفي بيان نشرته وكالة السودان للأنباء قالت وزارة الخارجية السودانية إن وصول البشير تعطل بسبب تغيير في مسار الرحلة فوق تركمانستان. وجاء في البيان "تأخر وصول المشير عمر البشير رئيس الجمهورية إلى العاصمة الصينية بكين والذي كان مقررا له مساء امس". وأضاف "وذلك بسبب تعديل جرى على مسار عبور الطائرة الرئاسية فوق أراضي تركمانستان في وقت لم يعد معه ممكنا العبور عبر المسار الجديد مما اضطر قائد الطائرة إلى العودة إلى إيران". وقالت وكالة الأنباء إن السفارتين الصينية والسودانية في طهران تتابعان التطورات. وقالت أيضا إنه تم الحصول على مسار جديد وإن من المتوقع ان يصل البشير إلى بكين في وقت لاحق اليوم. وكان مسؤولون في وزارة الخارجية الصينية قالوا إنهم غير متأكدين من أسباب التأخير. وقال صيني من العاملين في السفارة السودانية ببكين عندما سئل عن التأجيل "ليس لدينا علم." ولم يتسن الاتصال بدبلوماسيين سودانيين في السفارة للتعقيب. وقال جيمي انجرام وهو محلل لشؤون افريقيا في آي.اتش.اس جلوبال انسايت "إنه أمر غامض.. وبطريقة أو بأخرى فإن صلة تركمانستان بالأمر تزيد من الإرباك. لكني أعتقد أنه من المستبعد بصورة كبيرة أن يكون هذا صدا متعمدا. "لو كان السودانيون يرغبون في التخلي عن الرحلة تماما أعتقد أن رد فعل بكين لن يكون جيدا إزاء هذه المسألة وستكون خطوة غير حكيمة من السودان. تمثل الصين علاقة مهمة للغاية بالنسبة لهم وبكين يمكن ان تتخذ موقفا أكثر موالاة للجنوب بكثير مما لن يكون في صالح الخرطوم". وكان من المقرر أن يجري البشير محادثات مع الرئيس الصيني هو جين تاو في وقت لاحق من عصر اليوم. لكن مسؤولين في وزارة الخارجية الصينية قالوا إن المحادثات ستؤجل وسيجري الاتفاق على موعد آخر بشأنها. ويقول محللون إن من المرجح أن يستغل البشير زيارته للصين التي تستغرق أربعة أيام لطمأنة زعماء الصين على أن استثماراتهم وحصتهم في قطاع الطاقة بالسودان لن تتهدد من انفصال الجنوب المقرر في التاسع من يوليو. وقبل مغادرة البشير للخرطوم صرح لوسائل الإعلام الصينية بأن الانفصال ربما يؤدي إلى "قنابل موقوتة" لكنه قال إن علاقة حكومته مع الصين لن تهتز من محاولة بكين استرضاء الجنوب الساعي للانفصال. وتقيم بكين علاقات مع الجنوب لكنها ما زالت واحدة من الدول الرئيسية الداعمة للبشير الذي تتهمه المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في منطقة دارفور. وصرح ليو جوي جين المبعوث الصيني الخاص لشؤون افريقيا والمبعوث السابق لمنطقة دارفور السودانية للصحفيين في الاسبوع الماضي بأن الصين "بذلت مجهودا كبيرا" لإقناع الخرطوم بتنفيذ اتفاق السلام والاستفتاء. وسيطرت الخرطوم على البلدة الرئيسية في منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب يوم 21 مايو مما أثار مخاوف من احتمال عودة الجانبين للصراع. لكن الجيش السوداني وجيش الشعب لتحرير السودان التابع للجنوب اتفقا الأسبوع الماضي على سحب قواتهما مع وجود قوات لحفظ السلام من اثيوبيا.