انتهى خبراء ومرممون مصريون من تنفيذ مشروع لحماية وترميم مقبرة الملك تحتمس الثالث، التي تحمل الرقم 34 بمنطقة وادي الملوك الغنية بمقابر ملوك الفراعنة غرب مدينة الأقصر. وقال الأثري مصطفى وزيري، المدير العام لآثار غرب الأقصر، إن المشروع الذي استغرق العمل به ثلاثة أشهر تضمن القيام بتنظيف النقوش والرسوم وتقوية الألوان والأسقف والجدران، وذلك تمهيدا لإعادة فتح المقبرة أمام زوارها من سياح العالم بتذكرة زيارة خاصة . يذكر أن "من خبر رع" المعروف باسم تحتمس الثالث (1425 ق.م.) يلقب بالفرعون الأسطورة وهو سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، ويعتبر أعظم حكام مصر وأحد أقوى الأباطرة في التاريخ. ودفن تحتمس الثالث بعد جنازة هي الأضخم في التاريخ المصري القديم في مقبرة بوادي الملوك، كان قد أعدها لنفسه وهي المقبرة رقم 34، حيث يعد من أوائل الملوك الذين بنوا مقابر لأنفسهم في وادي الملوك، وقد اكتشفت مقبرته في عام 1898 على يد العالم فيكتور لوريت، ووجد المقبرة قد تعرضت للنهب ولم تكن بها المومياء التي عثر عليها في الدير البحري عام 1881. أما وادي الملوك الذي تقع به مقبرة تحتمس الثالث، فهو واد غرب مدينة الأقصر التاريخية واستخدم على مدار 500 سنة خلال الفترة ما بين القرنين السادس عشر والحادي عشر قبل الميلاد لتشييد مقابر لفراعنة ونبلاء الدولة الحديثة الممتدة خلال عصور الآسرات الثامنة عشر وحتى الأسرة العشرين بمصر القديمة ويضم عشرات المقابر لملوك الفراعنة . وتعد هذه المنطقة مركزا للتنقيبات الكشفية لدراسة علم الآثار وعلم المصريات منذ نهاية القرن الثامن عشر، إذ تثير مقابرها اهتمام الدارسين للتوسع في مثل هذه الدراسات والتنقيبات الأثرية. واشتهر صيت الوادي في العصر الحديث بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون كاملة وما دار حولها من أقاويل بخصوص لعنة الفراعنة. وظل الوادي مشتهرا بالتنقيبات الأثرية المنتشرة بين أرجائه حتى تم اعتماده كموقع للتراث العالمي عام 1979، بالإضافة إلى مدينة طيبة الجنائزية بأكملها ولا تزال عمليات الكشف والتنقيب والترميم جارية في وادي الملوك حتى الآن.