بالرغم من صعوبة موعد طرح فيلمه «حاوى» فإن المخرج إبراهيم بطوط يعتبر مجرد عرضه مكسبا كبيرا، لا يهمه قلة عدد النسخ المعروضة لأنه يعترف بأن السينما المستقلة فى حاجة الى 7 سنوات على الأقل كى تدخل المنافسة على الايرادات مع السينما التجارية، وبالرغم من أن فيلمه انتهى قبل ثورة 25 يناير فإنه يراهن على ذكاء المشاهد وقدرته على الحكم عليه فى إطار سياقه العام حيث يعزف العمل على وتر الفشل والإحباط الذى كان يسكن قلوب المصريين خلال عهد النظام السابق، ويعترف بأنه كان يملك القدرة على إضافة بعض المشاهد الخاصة بالثورة لكنه رفض أن يفعلها واختار أن يعبر عن الثورة فى فيلم جديد لم يستقر على اسمه وتدور قصته حول ثلاث شخصيات.. ضابط أمن دولة ومذيعة ومواطن سلبى. ● ألا تعتقد أنك تسرعت فى اختيارك موعد عرض الفيلم؟ لا أعتقد ذلك.. ولماذا أقلق من هذا فأنا أعرف جمهورى والأعداد التى ستدخل الفيلم ومجرد عرضه هو مكسب بالنسبة لى سواء صيفا أو شتاء أو فى إجازة منتصف العام. ● عدد نسخ العرض قليل للغاية؟ بالفعل هى 5 نسخ، 3 فى القاهرة، و2 فى الإسكندرية. لأننا فى ظرف خاص وبالتالى لا توجد أى معايير تحكم السوق السينمائية، والأفلام التى تم عرضها بعدد كبير من النسخ تعرضت لخسائر، فلماذا المغامرة بعدد كبير من النسخ وهى مجرد علامة جيدة للدلالة على قدرة الفنانين على صنع أفلامهم وطرحها بالسوق ونحن ما زلنا فى بداية الطريق. ● ألا تعتقد أن الثورة كانت فرصة لكسب مزيد من الأرض فى مواجهة السينما التجارية؟ نحن بالفعل نكسب أرضا جديدة كل يوم لكن كى تستطيع ان تقول إننا صرنا تيارا مؤثرا يجب أن نقدم 10 أو 20 فيلما فى العام ويتم عرضها بالأسواق فى نفس التوقيت، ووقتها تستطيع أن تحكم. ● توجد حاليا عدة مشاريع لشركات كبرى لصنع أفلام قليلة التكلفة.. فهل سيشكل هذا منافسة وبالتالى تهديدا لكم؟ لا بالعكس لا توجد منافسة على الإطلاق فهناك فارق بين فيلم يتم تقديمه بناء على اختيار اقتصادى بينما أفلامنا نقدمها هكذا لأن هذه الطريقة هى خيارنا وفى النهاية ما سيبقى ويدعم صناعة السينما بحق هى أفلام حقيقية ومهمة وليست سطحية أو فقيرة وعندما يصبح هذا التوجه موجودا وقتها ستكون لدينا قيمة فنية حقيقية وقتها وهذا هو المحك ونحن منذ 20 عاما نقدم أفلاما سيئة للغاية ويجب أن يتغير هذا. ● «حاوى» من أفلام ما قبل الثورة.. ألا تعتقد أنه سيكون فى مأزق مع المشاهدين؟ المهم المستوى الفنى والصدق وبالتأكيد الأفلام التى تمت صناعتها قبل الثورة سيتم مشاهدتها وتقييمها وفقا لسياقها، وهنا نراهن على ذكاء المشاهدين. ● ولماذا لم تضف مشاهد من الثورة لفيلمك كما صنعت بعض الأفلام الأخرى؟ كان من الممكن أن أفعل ذلك لكننى لم أفعله ولن أفعله .. عموما هو اختيار فنى يرجع لصانع الفيلم نفسه وأنا لم أشاهد هذه الأفلام لأحكم ولو كانت هذه الإضافة قد جاءت فى سياقها فهو شئ جيد ولو كانت على سبيل الفخر بالثورة فهو شىء جيد ولو كانت على سبيل جذب الجمهور فهو شىء جيد أيضا وأتمنى وجود الثورة فى كل الأفلام. ● معنى ذلك أنك لم تلتقط مشاهد لأحداث الثورة فى ميدان التحرير؟ كنت مذهولا مما يجرى وكنت أمام خيارين إما أن أشارك وأعيش الثورة أو أقوم بتصويرها وكان خيارى أن أعيش خصوصا مع الأحاسيس المرتبكة التى أشعر بها ولم يكن يدور بخلدى أننى سأبدأ تصوير فيلم جديد يوم 10 فبراير أى قبل التنحى بيوم واحد. ● تحكى قصة الفيلم عن ثلاثة رجال يبحثون عن عوالمهم التى فقدوها فى السجن أو المعتقل.. فكيف تخيلتهم؟ هذا الفيلم صنعته فى فترة ما قبل الثورة مباشرة عندما كانت الهزيمة والإحباط يعششان فى قلوبنا ونفوسنا، وهو الإحساس الذى كنا نحاول الهروب منه دوما.. إنه فيلم عن ضياعنا الذى كان.. وما حدث بعد الثورة أننا نمر من النقيض للنقيض ونحن لا نقوم بثورة كل يوم ومن تعرض للظلم فى العهد السابق يحسون حاليا بعد الثورة بحالة من الارتباك. ● قلت من قبل إنك ترفض منظومة العمل مع النجوم ومع هذا أنت تتراجع وتعمل مع عمرو واكد فى فيلمك المقبلة؟ هذا الفيلم ظروفه خاصة جدا.. أنا فكرت فيه يوم 10 فبراير واتصلت بعمرو واكد وبدأنا التصوير يومها والثورة غيرت الكثير بداخلنا جميعا وعمرو واكد كان معنا فى الميدان منذ اللحظة الاولى والثورة وحدتنا جميعا مع فنانى السوق، وبالتالى نتعامل معهم وعمرو لم يتعامل معى كلاسيكيا بل وافق على الفيلم فى ساعة ونصف الساعة فقط وأنا أصريت فى هذا الفيلم على وجود كل العناصر بجودة فنية عالية. ● هل تم الاستقرار على اسم للفيلم؟ لا لم نستقر حتى الآن، فى البداية كان الاسم هو «الثورة».. ثم غيرناه ليصبح «الشعب يريد» لكننا لم نستقر على اسم نهائى حتى الآن. ● كم سنة تحتاجون لكى تستطيعوا منافسة السينما التجارية فى عدد النسخ وتصبحون بحق تيارا سائدا؟ من 5 إلى 7 سنوات.. نحن نحتاج للكثير من التراكم حتى نفتح السوق.. فأفلام مثل «عين شمس» و«هليوبوليس» و«ميكروفون» مجرد بداية لكننا نحتاج لأعداد أكبر بكثير.