كفاية جشع...حملة جديدة لمقاطعة اللحوم والبيض والفراخ..إليك الأسعار    مفاجأة في سعر الذهب اليوم الأحد 28 أبريل 2024 في اليمن    الكرملين: مصير زيلينسكي "محسوم"    إطلاق عشرات الصواريخ من جنوبي لبنان تجاه قاعدة "ميرون" الإسرائيلية    وزير الرياضة يهنئ الخماسي الحديث بالنتائج المتميزة بكأس العالم    أعراض سمية فيتامين د والجرعة الموصى بها    خليه في المياه.. منتجو الأسماك يتحدون حملات المقاطعة    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    انخفاض يصل ل 36%.. بشرى سارة بشأن أسعار زيوت الطعام والألبان والسمك| فيديو    دهاء أنور السادات واستراتيجية التعالي.. ماذا قال عنه كيسنجر؟    السفير الروسي بالقاهرة يشيد بمستوى العلاقة بين مصر وروسيا في عهد الرئيس السيسي    فيديو.. سفير روسيا لدى مصر: استخدام الدولار في المعاملات التجارية أصبح خطيرا جدا    لميس الحديدى: نعمت شفيق تواجه مصيرا صعبا .. واللوبي اليهودي والمجتمع العربي"غاضبين"    نتيجة وملخص أهداف مباراة تشيلسي ضد أستون فيلا في الدوري الإنجليزي    طلب عاجل من الأهلي بشأن مباراة الترجي في نهائي إفريقيا    حجز المركز الثاني.. النصر يضمن مشاركته في السوبر السعودي    شيكابالا يستعد لمواجهة دريمز الغاني بجلسة علاجية خاصة    باريس سان جيرمان يؤجل تتويجه بلقب الدوري الفرنسي بالتعادل مع لوهافر    خلاف على قطعة أرض.. إصابة شخصين في مشاجرة بالأسلحة النارية بالمنيا    مصرع عروسين ومصور في انقلاب سيارة داخل ترعة بقنا    ضبط وتحرير 10 محاضر تموينية خلال حملات مكبرة بالعريش    الزفاف تحول إلى مأتم.. مصرع عروسين ومصور أثناء حفل زفاف في قنا    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    «الأزهر للفتاوى الإلكترونية»: دخول المواقع المعنية بصناعة الجريمة حرام    أستاذ استثمار: مصر تستهدف زيادة الصادرات في الصناعات الهندسية    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    كيف تختارين النظارات الشمسية هذا الصيف؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    رئيس جامعة أسيوط يشارك اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم    تليفونات بنى سويف يصدر بيان حول إصابة ' ابراهيم سليمان '    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    قبل نهاية الصيف.. طربول الصناعية: طرح أول طرازين من سيارات لادا محلية الصنع بأسعار مميزة    رقم سلبي تاريخي يقع فيه محمد صلاح بعد مشادته مع كلوب    مصر تواصل الجسر الجوى لإسقاط المساعدات على شمال غزة    حزب أبناء مصر يدشن الجمعية العمومية.. ويجدد الثقة للمهندس مدحت بركات    "الإسكندرية السينمائي" يمنح وسام عروس البحر المتوسط للسوري أيمن زيدان    رامي جمال يحتفل بتصدر أغنية «بيكلموني» التريند في 3 دول عربية    عزيز الشافعي عن «أنا غلطان»: قصتها مبنية على تجربتي الشخصية (فيديو)    شرايين الحياة إلى سيناء    «القاهرة الإخبارية»: مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين أمام وزارة الدفاع فى تل أبيب    محافظ القاهرة: استمرار حملات إزالة التعديات والإشغالات بأحياء العاصمة    "مستحملش كلام أبوه".. تفاصيل سقوط شاب من أعلى منزل بالطالبية    جريمة طفل شبرا تكشف المسكوت عنه في الدارك ويب الجزء المظلم من الإنترنت    جامعة كفر الشيخ تنظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة    أمين صندوق «الأطباء» يعلن تفاصيل جهود تطوير أندية النقابة (تفاصيل)    حبست زوجها وقدّمت تنازلات للفن وتصدرت التريند.. ما لا تعرفة عن ميار الببلاوي    سمير فرج: طالب الأكاديمية العسكرية يدرس محاكاة كاملة للحرب    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    سمير فرج: مصر خاضت 4 معارك لتحرير سيناء.. آخرها من عامين    أمل السيد.. حكاية مؤسِّسة أول مبادرة نسائية لتمكين المرأة البدوية في مطروح    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    عاجل.. وزير الخارجية الأميركي يتوجه إلى السعودية والأردن وإسرائيل مطلع الأسبوع    النيابة تطلب تحريات إصابة سيدة إثر احتراق مسكنها في الإسكندرية    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(الشروق) تحاور قائد معسكرات بن لادن (2) .. شريف المصرى: الظواهرى آخر من علم بخطة (غزوة مانهاتن) ولم ينضم للقاعدة إلا فى 2001
نشر في الشروق الجديد يوم 22 - 06 - 2011

فى الجزء الأول من حواره مع «الشروق» كشف قائد معسكرات بن لادن فى أفغانستان محمد عبدالستار النويهى المكنى ب«شريف المصرى»، أن «الجبهة الإسلامية لقتال اليهود والنصارى»، الذى أعلن عن تأسيسها عام 1998 لم تتعد كونها مجرد بيان وقع عليه بعض ممثلى الحركات الجهادية، مؤكدا أنه ليس لها وجود.
وأشار المصرى فى حوار صحفى هو الأول من نوعه لأحد المقربين من بن لادن وتنفرد به «الشروق» إلى أن زعيم القاعدة الراحل استغل فوضى أفغانستان ليطلق مشروعه «قاعدة الجهاد»، إلا أن طالبان دعته إلى عدم توريطها فى حرب قبل إحكام سيطرتها على جميع الأراضى الأفغانية.
ونفى المصرى أن يكون لضابط الصاعقة المصرى محمد مكاوى أى علاقة بتفجير السفارة المصرية بإسلام آباد، مشيرا إلى أن عديله سيف العدل كان على علم بتفجيرى نيروبى ودار السلام بحكم موقعه التنظيمى فقط.
وفى الجزء الثانى من الحوار يكشف المصرى أن الظواهرى كان آخر قيادات القاعدة التى علمت بتفاصيل تفجيرات سبتمبر، كونه انضم حديثا إلى القاعدة فى هذا التوقيت.
ويحكى عن علاقته بخالد شيخ محمد، وعن الاجتماع الذى قدم فيه قادة الحركات المقاتلة البيعة لبن لادن، مشيرا إلى أن عددا من قادة التنظيم طالبوا بن لادن بتأجيل العملية إلا أنه رفض.
وإلى نص الحوار:
● هل كنتم تحصلون على أموال من بن لادن؟
بن لادن كان ينفق على جميع المجاهدين العرب الذين كانوا معه كنوع من أعمال الخير، ولكن إذا حدد لك وظيفة معينة، يحدد مبلغا تحت مسمى كفالة وكان نحو مائة دولار، فعلى الرغم من ماله، فإنه كان دقيقا وحريصا.. يعطيك المال بالقدر الذى يكفيك للعيش دون رفاهية.
● لم تقل لنا كيف انتقلتم للإقامة فى قندهار؟
بعد تفجيرات نيروبى ودار السلام، كان هناك مخطط للهجوم على المجمع التابع لبن لادن فى جلال آباد من قبل مجموعة من الخونة، لكن طالبان اكتشفت ذلك وألقت القبض على المجموعة من خلال أجهزة مخابرتها، وكانت هذه المجموعة تابعة لشورى مجاهدى جلال آباد القديم الذين هزمتهم طالبان، وهنا قال الملا عمر لبن لادن أنتم غير آمنين هنا.. قم بنقل جميع أفرادك والمصاحبين لك إلى قندهار وبالفعل تم ذلك.
● كيف استقبلتم إعلان الجماعة الإسلامية عام 1997 وقف العمليات العسكرية داخل مصر من جانب واحد؟
سمعنا بهذا البيان، لكننا تشككنا فيه، وتخوفنا أن يكون خدعة أمنية، ووقتها لم نكن نعلم الكثير عن الإخوة، نظرا لصعوبة الاتصال بهم، وتأكدنا بعد ذلك من صحة البيان عام 1999 وأعلنا مباشرة موافقتنا عليه.
● بدأ تفعيل مبادرة وقف العنف فى مصر عام 2001.. فماذا كان موقفكم منها فى الخارج؟
وافقنا عليها بعد اطمئنانا إلى أن الجماعة فى مصر نهجت هذا النهج، خصوصا أن العمليات لم تؤت ثمارها، فضلا عن أن عمليات الجماعة كانت فى إطار رد الفعل على عنف النظام ضدها.
● لكن الشيخ محمد خليل الحكايمة أعلن رفضه ورفض قيادات الجماعة بالخارج للمبادرة.. وأثار ذلك جدلا داخل مصر وقيل حينها إنه لا ينتمى للجماعة؟
الحكايمة كان عضوا بالجماعة الإسلامية، ووصل إلى أفغانستان بعد 11 سبتمبر، هاربا من لندن، متسللا عن طريق إيران، وحاولت الحكومة الإيرانية اعتقاله لكنه تمكن من الهرب، فيما اعتقلت زوجته وأولاده، وبعد تطور عمليات القتال فى الحرب الأمريكية على أفغانستان، عاد إلى إيران، وتمكن من تهريب زوجته وأولاده، ليعود مجددا إلى المنطقة الحدودية بوزيرستان، وكان ذلك فى 2003، وأعلن انفصاله عن الجماعة الإسلامية وبايع الشيخ أسامه بن لادن وانضم إلى القاعدة، وعلمنا بعد ذلك أنه قتل فى عام 2006 أثناء إحدى الغارات.
● وما علاقة الشيخ محمد شوقى الإسلامبولى بالقاعدة؟
الشيخ محمد الإسلامبولى كان عضوا فى مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وكان يتم التعامل معه على هذا الأساس، والعلاقة بينه وبين بن لادن كانت علاقة مصاهرة، حيث تزوجت ابنته من نجل الشيخ أسامة عام 2003، بعد أن تم تأجيل الزواج الذى كان مقررا له 2001 بسبب الحرب.
● كيف كانت العلاقة بينكم وبين طالبان؟
عشنا وسط الأفغان سنوات طويلة، عرفنا عاداتهم وتأقلمنا معهم، وطالبان كنظام حكم إسلامى كانوا يطبقون شرع الله، وكانت هناك محاكم إسلامية، تقيم الحدود، والحكومة تجمع الزكاة، وكنا مختلطين بوزراء الحكومة، الذين تعاملوا معنا باعتبارنا المهاجرين، أحفاد النبى محمد، فكان لنا احترام كبير، كما كانوا يعرفون أننا ظلمنا فى بلادنا كثيرا فكانوا يحسنون إلينا كثيرا.
● بحكم قربك من أسامة بن لادن.. كيف بدأ التفكير والتخطيط لعمليات سبتمبر 2001 التى أطلق عليها «غزوة مانهاتن»؟
كان بن لادن يخطط لضربة قوية ضد أهداف أمريكية منذ النصف الثانى من التسعينيات، لكن التخطيط لتفجيرات سبتمبر بالولايات المتحدة، لم يكن أحد يعلم به، وعلمنا به قبلها بنحو 5 شهور، وبدأ الحديث بين الإخوة عن التجهيز لضربة كبيرة دون أن يعرف أحد تفاصيله، وكان بن لادن دعا الإخوة فى خطبة ألقاها فى معسكر الفاروق، بالدعاء بنجاح عملية شاملة سينخرط فيها 18 مجاهدا شهيدا، وقال إن هؤلاء الشهداء خرجوا لتنفيذ عملية سيقتلون فيها ألفا من الأعداء، ولم نكن نتوقع أن تكون العملية بهذا الشكل أبدا، وكان أقصى ما توقعناه أن هؤلاء المجاهدين سيهاجمون معسكرا أو قاعدة أمريكية فى الإمارات أو السعودية مثلا، لأن هذه هى الأماكن التى يتجمع فيها هذا العدد، ولم يكن يعلم تفاصيل العملية سوى بن لادن، وأبوحفص المصرى (محمد عاطف أو صبحى أبوستة، مسئول العمليات فى القاعدة، والذى تم اغتياله فى قصف أمريكى على قندهار عام 2001) وخالد شيخ محمد، ورمزى بن شيبة، (يحاكمان فى أمريكا بتهمة التآمر والقتل، بعد اعتراف الأول أنه مدبر تفجيرات سبتمبر)، ولم يكن أيمن الظواهرى أو سيف العدل يعلمان بتفاصيل العملية.
● أليس من الغريب أن يكون الظواهرى الرجل الثانى فى التنظيم ولا يعلم بتفاصيل عملية كبيرة كهذه؟
بداية الظواهرى لم ينضم رسميا إلى القاعدة إلا فى منتصف 2001، وأعلن عن انضمامه للتنظيم فى حفل أقامه بن لادن فى قندهار، وألقيت فيه كلمة بصفتى أميرا للجماعة الإسلامية فى أفغانستان، وبالتالى عدم معرفته بتفاصيل العملية أمر طبيعى، حيث لم يكن حينها عضوا بمجلس شورى القاعدة، وكان هناك من هم أقرب منه لبن لادن مثل أبوحفص المصرى، وسيف العدل، وابن الشيخ الليبى وغيرهم.
● هل كان لخبير المتفجرات المصرى مدحت مرسى (أبوخباب) أى دور فى العملية؟
للأسف وسائل الإعلام لا تتحرى الدقة فى تغطيتها لهذا الملف ويعتمد البعض على معلومات تسربها أجهزة المخابرات دون التحقق منها، مثل أن أبوخباب هو الرجل الثالث فى القاعدة أو أنه مسئول التفجيرات فى التنظيم، وهذا الكلام ليس صحيحا، فأبوخباب لم ينضم للقاعدة يوما، وكان يعمل كمدرب على إعداد المتفجرات بشكل مستقل، وبالتالى لم يكن له دور فى العملية.
● ألم تتسرب معلومات عن العملية إلى أجهزة المخابرات لاسيما أن بن لادن تحدث عنها فى خطبته سالفة الذكر بمعسكر الفاروق؟
الأمريكان كانوا عارفين قبل 11 سبتمبر أن القاعدة ستوجه لهم ضربة لكنهم لم يكونوا على علم من أى جهة ستأتى الضربة، وبعد خطبة بن لادن فى معسكر الفاروق التى تحدث فيها عن تنفيذ 18 استشهاديا لعملية كبيرة ضد الأمريكان، بدأت الأجهزة تتحرك، واستدعى الأمريكان صحفيا بقناة العربية عمل تقريرا عن القاعدة، وأشار فيه إلى أن التنظيم يخطط لعملية كبيرة، بعدها الأمريكان ألغوا مناورة كبيرة لهم فى منطقة الخليج، وكلفهم سحب قواتهم نحو مليارى دولار.
● كيف تم تدريب المجموعة التى نفذت العملية؟
تم تدريب المجموعة فى معسكر بقندهار، وحصلوا على تدريبات مكثفة فى دورة تأسيسية، ولم يكن أحد منهم يعرف طبيعة المهمة التى ستوكل إليه بعد انتهاء مرحلة التدريب، وفجأة تم استدعاؤهم من قبل قيادة التنظيم وأبلغوهم بأنهم سيسافرون إلى الخارج، لكن هناك أربعة أشخاص منهم محمد عطا كانوا يتدربون بمفردهم على قيادة الطائرات خارج أفغانستان قبلها بسنوات، والمجموعة التى خرجت من أفغانستان أسند لها حماية الطائرات، وحماية من يتولون قيادتها حتى يتمكنوا من تنفيذ العملية بدقة، وبالفعل تم تخصيص 4 لكل طائرة وكان معظم المجموعة من السعوديين عدا محمد عطا أمير المجموعة وكان مصريا.
● هل كنت على علاقة بخالد شيخ محمد؟
رافق خالد شيخ محمد الشيخ أسامة بن لادن منذ عام 1997، وكانت علاقتى به سطحية خلال هذه الفترة، وكنت أعلم أن شقيقه قد استشهد فى الجهاد ضد الروس، كما عرفت أنه خال رمزى يوسف المتهم بتفجير مركز التجارة العالمى فى نيويورك عام 1993 باستخدام سيارة مفخخة.
وفى عام 1998 جمعتنى بخالد شيخ محمد جلسات تشاور عادية ولم يكن بينى وبينه أى علاقة تنظيمية، حيث كان يأتى مع بن لادن لمعسكرات التدريب، التى كنت أشرف عليها، وكان يعلم أننى أنتمى للجماعة الإسلامية وكان يتعامل معى على هذا الأساس.
● أوردت تقارير إعلامية أن خالد شيخ محمد ذكر فى اعترافاته أن تفجيرات سبتمبر بدأ التفكير فيها عام 1996؟
قد يكون التفكير فى العملية بدأ عام 96، لكن البداية والخطوات الأولى كانت فى نهاية عام 1997، وكانت العملية فى عقل خالد شيخ محمد منذ عام 93 بعد تفجيرات مركز التجارة العالمى والتى اتهم فيها ابن شقيقته رمزى يوسف.
هذا فيما يخص فكرة العملية، ولكن أظن أن التخطيط العملى لها كان على يد محمد عطا كونه المسئول التنفيذى للعملية من أولها إلى آخرها.
● وهل تعرفت على محمد عطا أثناء زيارته إلى أفغانستان؟
لا.. حتى إنه عندما جاء إلى قندهار عام 1999 لم أقابله، فهو لم يأت إلا مرة واحدة ليتفق على العملية، وهذه هى المرة الوحيدة التى جاء فيها إلى أفغانستان، وكان التواصل معه بعد ذلك يتم عن طريق رمزى بن شيبة.
● وأين اختفى خالد شيخ محمد عقب بداية الحرب الأمريكية على أفغانستان؟
كان معنا فى قندهار، وكان دوره التنظيمى فى القاعدة خلال تلك المرحلة، المسئول عن العمليات الخارجية التى تخطط لها القاعدة فى الخارج لتخفيف الضرب على أفغانستان، وكانت إيران فى هذه الأثناء تلاحقه وأعلنت أنها تطلبه حيا أو ميتا نظرا لأنه كان يدعم البلوش الذين يستهدفون الشيعة.
● ما هو وقع عملية 11 سبتمبر عليكم؟
كانت تفجيرات سبتمبر مفاجأة للجميع، لم نكن نتوقع عملية بهذا الحجم، واختلفت ردود أفعال الإخوة، وأنا نفسى عندما سمعت بها انقبض قلبى، ونظرت إلى المستقبل، وشعرت أن نعمة الأمن التى كنا نحياها قد نزعت منا، فبعدما كنت أجول فى الشوارع وأنا مطمئن بدأت أفكر فيما سيحمله لنا المستقبل.
● هل اعترض أحد من المقربين لبن لادن على العملية؟
قبل العملية ب4 أيام اجتمع مجلس شورى القاعدة ببن لادن، ومنهم مصطفى أبواليزيد، وطلبوا منه تأجيل العملية لأن الوضع السياسى الدولى والإقليمى لم يكن مواتيا فى هذا التوقيت، فطالبان تعرضت لضغوط خارجية كبيرة، والظروف كانت مختلفة عن الظرف الذى تم فيه تنفيذ عملية المدمرة الأمريكية «يو.إس.إس.كول» فى ميناء عدن قبلها بنحو عام، حيث نقلت عملية المدمرة كول القاعدة نقلة نوعية، ولاقت تلك العملية ترحيب الرأى العالم الإسلامى لأنها وقعت ضد عسكريين أمريكيين فى وقت الذى كانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) اندلعت، وظهر التحيز الأمريكى السافر للكيان الصهيونى بشكل فج، وهو ما أعطى القاعدة أرضية فى العالم الإسلامى.
وبالعودة لتفجيرات سبتمبر التى لم تكن طالبان تعلم عنها شيئا، فقد رفض بن لادن الدعوات المطالبة بتأجيل العملية، وقال: «إن التخطيط وصل لمرحلة لا يمكن فيها تأجيل العملية وإلا فسينكشف كل شىء، لأنه علم أن أحد المغاربة الذين لديهم معلومات عن العملية تم القبض عليه».
● هل كنتم تتوقعون أن يكون رد الفعل الأمريكى على العملية بهذا الشكل؟
كنا نعلم أن هناك حربا لا محالة، ولم يكن هناك تجهيز أو استعداد لشىء مثل هذا، واستعداداتنا على أى رد فعل أمريكى كانت فى حدود إمكاناتنا، حيث كان عدد المقاتلين الموجودين مع بن لادن نحو 5000، مجهزين بأسلحة تقليدية.
● هل أغضب حركة طالبان تنفيذ بن لادن لعملية بهذا الحجم.. لاسيما وإنها ستضار منها بشكل مباشر؟
لا.. فطالبان لم تكن بالعقلية التى تحسب التداعيات على المدى البعيد، فغالبية أعضاء الحركة بحكم أنهم قضوا أعواما طويلة فى الحرب لم يكن يفرق معهم ذلك، لكن بعض القيادات كانوا غاضبين من بن لادن، وقالوا حينها: كيف يأتى شخص غريب ويخرب علينا دولتنا، لكنهم لم يأخذوا أى موقف ضدنا.
وهؤلاء الغاضبون انسحبوا مع بداية الضرب، وبدأت الحرب واستمر القصف لمدة شهرين على جميع المدن، إلى أن خسرت طالبان أغلب المدن بالخيانة وليس بالحرب للأسف، حيث اشترى جهاز إل(إس.أى.إس) المخابرات الباكستانية بعض القادة، حيث كان الانسحاب من كابول مفاجأة للجميع، وعلمنا أن عناصر المخابرات الباكستانية، استقطبت مجموعة من المسئولين عن خط الجبهة، وأصدر هؤلاء القادة أوامر للمقاتلين بالانسحاب من خط الجبهة، وجعلوا قوات أحمد شاه مسعود تسيطر على الخط بالكامل، ولولا هذه الخيانة، ما استطاعت أمريكا الدخول، حيث استمر القصف الأمريكى لخط الجبهة لمدة شهرين دون أى خسائر فى قوات طالبان، وللأسف جاءت الخيانة من نائب وزير داخلية طالبان الذى كان مسئولا عن تأمين كابول بالكامل، حيث انسحب بكل قواته من كابول مرة واحدة وسقطت بعدها المدينة ولم يبق بها سوى العرب، الذين ظلوا ينسحبون طوال الفجر فى هذا اليوم، وكنت وقتها فى قندهار، وأرسلت زوجتى وأولادى عند أهلها فى إيران بعد تفجيرات سبتمبر مباشرة.
● ذكرت تقارير إعلامية أن اغتيال القائد الطاجيكى أحمد شاه مسعود كان الشفرة التى على أساسها بدأ المهاجمون فى تنفيذ عملية 11 سبتمبر؟
حقيقة الموضوع أنه عندما ذهب بن لادن إلى الملا عمر ليطلب منه الإذن فى بدء الجهاد ضد الأمريكان، قال له الملا عمر عندما ننتهى من السيطرة على أفغانستان بالكامل لك الحرية الكاملة فى قتال الأمريكان، فقال له بن لادن «ومتى تقول إنكم سيطرتم على أفغانستان بالكامل»، فقال له الملا عمر عندما ننتهى من أحمد شاه مسعود، فقال له بن لادن، أنا سأتكفل لك بأحمد شاه مسعود وسأخلصك منه، فقال له الملا عمر على بركة الله، فى تلك الأثناء طلب أحمد شاه مسعود من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى الدعم المادى والعسكرى، مقابل القضاء على إمارة أفغانستان الإسلامية، وهو ما أغضب بن لادن، فقرر تنفيذ مخططه بالتخلص من شاه مسعود وبدأ حربه على الأمريكان، فأرسل له تونسيين ينتميان للقاعدة بوصفهما صحفيين، ونجحا فى اغتياله فى قرية خوجة بهاء الدين بولاية تخار الشمالية، بعد تفجير الكاميرا المفخخة التى كانا يحملانها، فى 9 سبتمبر 2001، وكانت تلك إشارة البدء لتنفيذ العملية التى تم تنفيذها بعدها بيومين.
هنا تدخل أحد عناصر القاعدة الذين حضروا حوار «الشروق» مع شريف المصرى، وقال: «بعد بداية القصف الأمريكى فّرت قيادات القاعدة إلى المناطق الجبلية، ودعا بن لادن كلا من أبوحفص الرجل الثانى فى التنظيم والمسئول العسكرى حينها، وأيمن الظواهرى إلى اجتماع فى جبال تورا بورا، حدد لهم خلال هذا الاجتماع ثلاثة رجال ليختاروا منهم خليفة فى حال قتله، وقال لهم: لو قتلت اختاروا أحدهم قائدا للتنظيم وهؤلاء الثلاثة ما زالوا على قيد الحياة حتى الآن»، لكنه رفض الإفصاح عن أسمائهم.
وتعقيبا على ذلك قال شريف المصرى: «لن تخرج اختيارات الشيخ أسامة عن كل من أيمن الظواهرى الذى اقترب من بن لادن وسار من أقرب مساعديه منذ منتصف 2001، والشيخ سليمان أبوغيث الكويتى المتحدث باسم القاعدة والمقيم تحت الإقامة الجبرية بإيران (تتناقض تلك الرواية مع ما نقلته وسائل إعلام غربية أن الكويتى أطلق سراحه العام الماضى فى عملية تبادل أسرى بين طهران والقاعدة)، أما الثالث فهو ابن الشيخ الليبى (مات فى السجون الليبية منتصف 2009، وبحسب الأصولى المصرى المقيم فى لندن ياسر السرى فإن ابن الشيخ الليبى كان مسئولا عن معسكر «خلدن» لتدريب المجاهدين، ولم يكن عضوا فى «القاعدة»، كما زعمت المخابرات الأمربكية فى البداية، قبل أن تتراجع عن مزاعمها. واعتقل فى نوفمبر 2001 فى أثناء عبوره أراضى باكستان. وعومِلَ معاملة «السجناء الأشباح». وهذه الصفة تُطلق على سجناء «السى آى آى». فحتى فى «جوانتانامو»، فإن المعتقلين لهم أسماء وأرقام. أما «السجناء الأشباح»، فليس هنالك اعتراف رسمى بوجودهم.. ويكمل السرى فى تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام بعد موت الليبى إنه تم إيداعه فى قاعدة قندهار، ثم فى سجن الظلام فى مطار كابول لعدة أشهر، ثم نُقِل إلى سجن بنشير فى شمال أفغانستان، بعدها أعيد إلى سجن مطار كابول. وفى عام 2002، تم نقله، وهو داخل تابوت، فى رحلة استغرقت 17 ساعة إلى مصر. وفور وصوله إلى القاهرة، تعرّض للتعذيب واعترف خلال تعذيبه أنه عضو فى القاعدة، وأنه التقى ممثلين لنظام صدام حسين، وأكّد أنه كان لدى صدام حسين أسلحة دمار شامل. وكانت اعترافات ابن الشيخ الليبى فى مصر هى الأساس الذى بنيت عليه الاتهامات الأمريكية لنظام صدام حسين، وقد اعتذر وزير خارجية أمريكا فى حينه، كولين باول، بعد انتهاء مدّته عن استخدامه لتلك الاعترافات التى ثبت خطؤها، ويضيف السرّى: بعد أن فتحت إدارة أوباما ملفّ التعذيب الذى تعرّض له المتّهمون بالإرهاب، تبيّن أن التحقيقات يمكن أن تصل إلى ابن الشيخ الليبى، الذى كان لا يزال على قيد الحياة. وهذا يعنى أن إدارة أوباما كان يمكنها أن تستخدم شهادته المزوّرة (حول أسلحة الدمار الشامل فى العراق) ضد بعض مسئولى أجهزة المخابرات الأمريكية نفسها وضد مسئولين سابقين فى إدارة بوش، ثم إن فتح ملف ابن الشيخ كان سيورّط النظام المصرى «السابق» حيث انه انتزع منه الاعترافات الكاذبة التى استخدمت لتبرير حرب العراق).. «ما بين القوسين اقتباس لتصريحات ياسر السرى الأصولى المصرى ومدير المرصد الإسلامى بلندن أدلى بها عقب الشكوك التى أثيرت حول دور بعض أجهزة المخابرات فى وفاة ابن الشيخ الليبى».
ويعتقد شريف المصرى أن بن لادن اختار تلك الأسماء الثلاثة لأنه لم يكن يعلم مصير باقى القادة الكبار مثل مصطفى أبواليزيد، وسيف العدل، وأبومحمد المصرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.