من حق مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين أن يفصل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح من الجماعة، ومن حقه أن يطلب من أعضاء الجماعة وحزبها «الحرية والعدالة» ألا يصوتوا للرجل إذا ترشح لرئاسة الجمهورية، بسبب خروجه عن قرارات المكتب. لكن السؤال الذى يطرحه البعض هو: إذا ترشح أبوالفتوح فعلا للرئاسة، فهل تستطيع الجماعة وحزبها وقادتها إجبار الأعضاء على عدم التصويت لصاحل الرجل؟!. المؤكد أن كثيرا من أعضاء الجماعة يلتزمون بمبدأ «السمع والطاعة فى المكره والمنشط» لكن السؤال بطريقة أخرى هو: لنفرض أن عضو الإخوان أو من يتعاطف مع الجماعة ذهب يوم الانتخابات ووجد فى ورقة المرشحين للرئاسة أسماء مثل عمرو موسى ومحمد البرادعى وحمدين صباحى.. ثم عبدالمنعم أبوالفتوح.. فهل يلتزم بتوجيه الجماعة أم يلتزم بما يمليه عليه ضميره وقناعاته ويصوت لأبوالفتوح؟!. لا أعرف ماذا سيحدث، لكننى لو كنت إخوانيا وأنا لست كذلك لأدليت بصوتى لصالح الدكتور أبوالفتوح من دون تفكير.. والرجل نفسه قال مساء السبت الماضى بعد عودته من لندن وبعد ساعات قليلة من قرار فصله من الجماعة أنه واثق من تصويت كل أعضاء الإخوان له بما فيهم المرشد محمد بديع.. والمؤكد أنه أكثر منا معرفة بالجماعة باعتباره صاحب التأسيس الثانى لها فى منتصف السبعينيات حينما جدد لها شبابها عقب المواجهات الدامية للجماعة مع الدولة طوال الخمسينيات والستينيات. السؤال الثانى هو: إذا اختلى ناخبو الإخوان بالصندوق خلف الستار وطالعوا ورقة المرشحين ووجدوا بها أسماء كل المرشحين السابقين مضافا إليها اسم الدكتور محمد سليم العوا، فماذا سيفعلون؟!. فى هذه الحالة والأمر مجرد تخمين قد تنتاب بعضهم الشكوك، وقد يصوت بعضهم للدكتور العوا لأن هذا القرار سيجعله يستجيب لقرار الجماعة بعدم التصويت لأبوالفتوح وفى الوقت نفسه فإن كثيرا من الإخوان لا يعتبرون العوا بعيدا عن أفكار جماعتهم. البعض بدأ يهمس من الآن قائلا: هل من المنطقى أن يكون هناك مرشحان ينتميان للتيار الإسلامى، وألا يجب أن يتنازل أحدهما للآخر، لكن البعض الآخر يسأل: ماذا لو قرر المرشحان العوا وأبوالفتوح أن يترشحا معا على تذكرة ذهبية واحدة، بمعنى أن يترشح أحدهما رئيسا ويلتزم بتعيين الآخر نائبا بمجرد فوزه، بما أنه ليس ملزما انتخاب النائب على نفس تذكرة الرئيس كما هو المعمول به فى النظام الأمريكى. على كل الأحوال.. فإن ملف الانتخابات الرئاسية لم يبح بكل أسراره، والمؤكد أن هناك كثيرا من المفاجآت فى الطريق، قد لا يكون أقلها موعد هذه الانتخابات. وإذا كنا لم نعرف حتى الآن هل ستجرى الانتخابات البرلمانية فى موعدها المعلن وهو نهاية سبتمبر، فهل من المنطقى أن ننشغل كثيرا بانتخابات رئاسية لا تزال فى علم الغيب؟!.