هل إيلان جرابيل جاسوس إسرائيلى أم أنه ضحية التصورات المصرية الخاطئة؟» سؤال طرحته مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، ووفقا للمجلة فإن مصر باتت بعد ثورة 25 يناير أرضا خصبة لنظرية المؤامرة، لا سيما أنه من غير المنطقى أن يكون الجاسوس الإسرائيلى قادرا على تدبير جميع المشاكل الرئيسية التى تواجه مصر بعد الثورة. وقالت المجلة إن إسرائيل لم تكن وحدها ضحية حالة عدم اليقين الموجودة فى مصر، إذ إن الدائرة اتسعت لتشمل الولاياتالمتحدة، وإيران، والمملكة العربية السعودية من الخارج، وفى الداخل هناك قوات معادية للثورة تسعى إلى الإبقاء على حالة الفوضى الاقتصادية، والإخوان المسلمون يخدعون الناخبين من أجل تأسيس دولة دينية، والأحزاب العلمانية تضع خطة من أجل تجريد المجتمع المصرى من الدين، وبقايا نظام مبارك يخططون للعودة إلى السلطة. وتؤكد «فورين بوليسى» أنه إذا كان الرأى العام المصرى يفكر بهذه الطريقة فإن هذا يرجع إلى أن المصريين عاشوا طيلة الثلاثين عام الماضية فى بلد هو الأكثر فسادا والأقل شفافية فى العالم، ففى الوقت الذى كانت تعلن فيه الطبقة الحاكمة المصرية فى السابق جدول أعمال للجمهور كانت تتبع فيه جدولا مختلفا جذريا عما أعلنته، ولعل السياسة المصرية تجاه إسرائيل فى عهد مبارك هى أكبر دليل على ذلك، على حد تعبير المجلة. وأضافت فورين بوليسى أنه بعد قيام الثورة تواصل الأحزاب والقوى السياسية الناشئة التحرك وعقد الصفقات مع بعضها البعض فى الخفاء، مما يعنى استمرار غياب الشفافية عن المجتمع المصرى.