عرفناها بنتا شقية تجيد الاستعراض فى كليباتها، لذا لم يكن غريبا أن تكون بدايتها فى السينما من خلال فيلم استعراضى، أنها المطربة اللبنانية ميريام فارس بطلة فيلم «سيلينا»، والتى وقع عليها الاختيار بعد 25 عاما من البحث عن فنانة بمواصفات تصلح للدور. الشروق: فى البدايه سألناها عن شعورها بعد أول تجاربها فى التمثيل؟ ميريام: أجابت: لن أقيم هذه التجربة وتركت ذلك للجمهور والنقاد، ولكن كان عندى تخوف شديد قبل الموافقة على هذا الدور، وقبل أن يشاهد الجمهور الفيلم، فكنت أخشى أن تظلمنى مقارنة الصحفيين والنقاد والجمهور بالسيدة فيروز، ولكن حدث العكس تماما، وفوجئت بعد عرض الفيلم بأن الجميع حكم على الفيلم كقصة، وعلىّ ككمثلة، ولم يربط أحد بأن القصة مأخوذة عن مسرحية «هالة والملك» التى قدمتها من قبل السيدة فيروز. الشروق: قدمت أغانى فيروز بصوتك.. لماذا؟ ميريام: لأن هذا فيلم وليس مسرحية، كما أنى أعتبر أن ما قدمته من أغنيات داخل الفيلم ليس أغانى فيروز، ويجب ألا يحاسبنى أحد على أنى أغنى أغنيات فيروز، لأنها تمت إعادة توزيعها وتلحينها من جديد لتكون متوافقة مع صوتى وطريقتى فى الغناء، وأصررت على أن أغنى فى الفيلم بنفسى على أن أترك أغانى فيروز من أجل الحبكة الدرامية للعمل، كما أنه لا يوجد أى وجه مقارنة بين أى مطرب فى لبنان والسيدة فيروز، مثل السيدة أم كلثوم فى مصر التى لا تتم مقارنتها بأحد. لقد تدربت على هذه الأغنيات كثيرا، لكنى لم أتدرب لأصل إلى طبقة صوت فيروز، ولكن اجتهدت فقط حتى يعجب الجمهور بصوتى فى هذه الأغنيات ويحبها. الشروق: وهل وصلك تعليق من فيروز على الفيلم؟ ميريام: لم يصلنى رد أو تعليق مباشر من فيروز، ولكن عندما أقمنا عرضا خاصا للفيلم ببيروت حضرت معنا «ريما الرحبانى» ابنة السيدة فيروز، وأيضا حضر رضا المحامى الخاص بها، وأبدى كل منهما إعجابه الشديد بالفيلم، وأبلغانى بأن السيدة فيروز راضية بشكل عام عن التجربة. كما أنها لم تكن لتعترض أبدا على تقديمى للفيلم لأن منصور الرحبانى شخصيا وقبل وفاته بارك وجودى فى الفيلم بعد سماعه صوتى وتأكده من قدرتى على الاستعراض، كما أن المنتج نادر الاتاسى. والذى أنتج أغلب أفلامها كان يبحث منذ 25 عاما عن البنت، التى تصلح لتقديم الدور، وعندما قابلنى أكد لى أننى الأصلح بين كل من قابلهن فكل هذه الأشياء أكدت لى أنها راضية عن وجودى فى العمل. الشروق: الفيلم عرض فى أكثر من دولة عربية.. فأيها كانت أكثر حفاوة فى استقباله؟ ميريام: لأن الفيلم باللهجة الشامية كان طبيعيا أن يكون الإقبال عليه شديدا والاحتفال به كبير فى دول بلاد الشام سوريا ولبنان، لكنى كنت أكثر سعادة عندما عرض الفيلم فى مصر لكونه شاميا وليس مصريا، فكل الفنانات اللبنانيات عندما ينزلن للجمهور المصرى، يقدمن أنفسهن باللهجة المصرية، أما أنا فكنت مختلفة عن الجميع وقدمت نفسى بلهجتى الشامية، وهذا يحسب لى، بعيدا عن الإيرادات ونسبة الإقبال الجماهيرى على الفيلم، فأنا كسبت الرهان. الشروق: لكن ألم يزعجك رفعه من دور العرض فى مصر بعد عرضه بأسبوع؟ ميريام: أعتقد أن عامل اختلاف اللهجة كان السبب الرئيسى فى رفع الفيلم من السينمات، وعدم نجاحه جماهيريا فى مصر، وتوقعت هذا من البداية لأن الفيلم تم تقديمه باللهجة الشامية المحلية، ويوجد به مصطلحات كثيرة قد يفهمها فقط سكان أهل الشام، وهى ليست معروفة فى كل الدول العربية، فالفيلم «ملمس» مع السوريين واللبنانيين أكثر من المصريين، لكن الحمد لله أن الفيلم لاقى استحسانا من النقاد والصحافة المصرية على جميع مستوياتها والجميع أشاد بالفيلم ككل وبأدائى كممثلة. فرغم رفع الفيلم من السينمات بعد أسبوع فقط من بداية عرضه، فإننى ألتمس له العذر بسبب عرضه فى وقت صعب جدا، فهو بدأ مع بداية عرض أفلام كبيرة مثل فيلم «دكان شحاتة» للمخرج خالد يوسف، وفيلم «عمر وسلمى» لتامر حسنى، لذلك لم أغضب لرفعه من السينمات سريعا. كما أن الفيلم ما زال يعرض فى سوريا ولبنان ويحقق إيرادات كبيرة، ويلقى إقبالا جماهيريا، والفيلم حقق حالة فى بلاد الشام لم تحدث إلا مع أفلام قليلة. الشروق: رغم عزوف المنتجين والمخرجين عن الأفلام الاستعراضية الغنائية لعدم إقبال الجماهير عليها فإنك بدأت التمثيل بفيلم استعراضى غنائى.. لماذا؟ ميريام: لأن هذا الفيلم ليس كأى فيلم استعراضى غنائى، فهو فرصة لن تعوض مرة أخرى، فنحن نتحدث عن فيلم إخراج حاتم على، وإنتاج نادر الاتاسى، الذى قرر أن يختتم مسيرته فى الإنتاج بهذا الفيلم، ونتحدث أيضا عن الرحبانية، وعن قصة قدمتها السيدة فيروز. فلا يوجد شخص عاقل يمكن أن يفكر فى رفض هذا الفيلم، فبغض النظر عما حققه أو ما سيحققه الفيلم من إيرادات، يكفينى أن هذا الفيلم موجود فى أرشيفى الفنى، مثل المطربة لطيفة يكفيها أيضا أنها عملت مع يوسف شاهين فى فيلم «سكوت هنصور»، فالفنان لا يتردد فى قبول عمل يقترن فيه اسمه بأسماء الفنانين الكبار. الشروق: وما تفسيرك لاختفاء الأعمال الاستعراضية من السينما؟ ميريام: أعتقد أن السبب الحقيقى ليس عزوف الجمهور عنها، ولكن اختفاء النص الجيد الذى يصلح تقديمه فى السينما، وأيضا عدم وجود منتج مغامر لا يفكر فى الكسب السريع. وأعتقد أنه إذا توفر هذان العنصران ستعود هذه الأفلام بقوة فى السينما، لأن المواهب القادرة على الاستعراض والغناء معا متوافرة بكثرة فى أوساطنا الفنية اللبنانية والمصرية، ولكن الأزمة كما قلت فقط فى اختفاء النص والمنتج المغامر. الشروق: قدمت فيلما من حكايات «ألف ليلة وليلة» ألم تفكرى فى تقديم أفلام الخيال العلمى التى تنتشر بقوة عالميا؟ ميريام: هذه النوعية من الأفلام التى تنتمة للحكايات القديمة مطلوبة جدا بجانب الأفلام، التى يغلب عليها جو التكنولوجى والخيال العلمى.. فهذه الأفلام تكون استراحة للإنسان عندما يكون زهقان، لأنه يجد فيها راحته النفسية، والسكينة التى تفتقدها أفلام الأكشن والمطارادات، وهذا الفيلم يحقق هذه الحالة لاحتوائه على مشاهد هادئة تريح الأعصاب، وملابس حلوة، وديكورات جميلة، وموسيقى رائعة، فضلا عن وجود القصة الجيدة، والإسقاطات السياسية.