صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسين اليوم السبت بأن أفضل الضمانات التي تؤكد على أن الدرع الصاروخية غير موجهة ضد روسيا هو التعاون الوثيق بين الطرفين في هذا المجال. ونقلت وكالة انباء نوفوستى الروسية عن راسموسين قوله "تعاوننا هو أفضل سبيل لإظهار أن مشروعنا هو دفاعي بحت وغير موجه ضد روسيا كما اننا لا نعتبر أن روسيا تشكل خطرا على الناتو.. والناتو لا يشكل أي خطر على روسيا..لذا أدعو الى توحيد الجهود والعمل المشترك". وقال راسموسين: "نحن وجهنا الدعوة الى روسيا للتعاون في مجال الدرع الصاروخية. وسبب عزم الناتو على بناء الدرع الصاروخية في أوروبا هو حماية مواطنينا من الهجمات الصاروخية التي قد يتعرضون لها. ونحن نسعى لبناء درع صاروخية مشتركة لاعتقادنا بأننا مع روسيا نواجه أخطارا مشتركة". وأضاف "لذلك فإننا نرغب في وضع منظومتين دفاعيتين مستقلتين - واحدة روسية والأخرى للناتو - تتعامل إحداهما مع الأخرى، وعلى سبيل المثال في مجال تبادل المعلومات، بما يخدم مصلحة الطرفين ". وذكر راسموسين "لا اعتقد أن القيادة الروسية والشعب الروسي يرضيان بأن يخضعا لإمرة قيادة مشتركة. اعتقد أن الشعب الروسي سيصر على أن تكون له سيطرة كاملة على منظومة دفاعية مستقلة خاصة به. ولذلك سيكون أكثر واقعية أن تكون هناك منظومتان دفاعيتان مستقلتان تخدمان هدفا مشتركا، ألا وهو الدفاع عن شعبينا". يشار الى أن موسكو تطالب من جانبها بضمانات من الناتو بعدم توجيه منظومة الدرع الصاروخية في أوروبا ضد روسيا فقد دعا الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف الدول الغربية إلى الاتفاق مع روسيا بشأن مشروع إقامة منظومة أوروبية مشتركة للدفاع المضاد للصواريخ، محذرا من مخاطر عودة القارة الأوروبية إلى الثمانينات من القرن الماضي أي زمن "الحرب الباردة" في حال عدم الاستجابة إلى هذه الدعوة. وكان ميدفيديف قد أعلن فى منتدى بطرسبورج القانوني الدولي الشهر الماضي إن الوقت قد حان للتفكير بأوروبا "كدار مشتركة عصرية ومريحة للجميع"، مقترحا بحث هذا المشروع والاتفاق عليه بين روسيا وأوروبا الغربية من الآن، خاصة وهناك احتمال أن تنشأ منظومة جديدة للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا بحلول عام 2020. بدوره شكك السفير الأمريكي في موسكو جون بايرلي في احتمال اتفاق روسيا والولايات المتحدة بشأن قضية الدرع الصاروخية قبل نهاية ولاية الرئيس باراك أوباما. وقال: "أعتقد أننا جميعا نتمنى أن يجري النقاش حول قضية معقدة مثل الدفاع المضاد للصواريخ بوتيرة أسرع من ذلك. ولكنه يجب أن نتذكر أن أوباما وميدفيديف أعلنا عن استعدادهما لبدء المفاوضات بهذا الشأن منذ ستة أشهر فقط.