حذر مسئولون مسلمون من أن تهميش الجالية المسلمة في اليونان يشكل "قنبلة موقوتة" حقيقية ، بعد انفجار أعمال عنف الأسبوع الماضي بسبب "تدنيس" القرآن من قبل الشرطة. وتظاهر أكثر من ألف مسلم في أثينا الخميس والجمعة متهمين شرطيا بتمزيق مصحف صغير خلال تدقيق في هوية مهاجر عراقي. ووقعت اشتباكات عنيفة مع الشرطة على هامش هذه التظاهرات ، وقد جرح حوالي عشرة أشخاص وأحرقت سيارات وتعرضت محلات تجارية لتخريب وجرى اعتقال 46 شخصا. وقال نعيم القدور رئيس اتحاد مسلمي اليونان والمسئول الرئيسي عن هذه الجالية لوكالة الأنباء الفرنسية : "إنها قنبلة موقوتة (...) لن تنفجر فورا بالضرورة ، لكنها ستصبح مشكلة هائلة في السنوات العشر المقبلة". ويعيش مسلمون ينحدرون من دول عربية وأفريقية ومن شبه القارة الهندية في أثينا ويعملون فيها في شروط سيئة جدا في معظم الأحيان. ويأخذ هؤلاء على الدولة أنها لا تؤمن لهم أماكن للعبادة وتجبرهم على إقامة مساجد في شقق أو في مستودعات مهملة. وقال القدور إن هناك أكثر من مائة مكان من هذا النوع في أثينا حيث يعيش مئات الآلاف من المسلمين على حد قوله. وفي اليونان حيث تهيمن الكنيسة الأورثوذكسية والتي خضعت لحكم العثمانيين حوالي أربعة قرون ، ليس هناك مساجد سوى قرب الحدود التركية (شمال) حيث تعيش أقلية مسلمة من أصول تركية. وعرقلت العقبات البيروقراطية ومعارضة مسئولي الكنائس ورؤساء البلديات منذ سنوات مشاريع لبناء مسجد ومقبرة للمسلمين قرب العاصمة. وأكد أبو محمود المغربي الذي يقيم في اليونان منذ 1985 : "حتى الآن ليس لدينا مساجد وليس لدينا مقبرة .. إنهم لا يكترثون بنا". وأضاف أن "الوضع يتدهور في أثينا بسبب الأزمة الاقتصادية التي تصيب الأجانب أولا ، ووسط المدينة تحول إلى منطقة تسودها شريعة الغاب". ويشكو سكان هذه المنطقة والبلدية من أن وسط المدينة يتحول ليلا إلى منطقة ينتشر فيها تهريب المخدرات والبغاء. وتحمل السلطات المهاجرين المقيمين في مبان متداعية مسئولية المشكلة ، أما اليونانيون القلائل الذي يقيمون في الحي فيقولون إن الشرطة شبه غائبة. والمهاجرون ضحايا أعمال عنف أيضا تنسب إلى اليمين المتطرف ، ففي فبراير الماضي ألقيت قنبلة يدوية على مبنى جمعية لدعم المهاجرين ، وفي مطلع مايو جرح 14 شخصا في حوادث بين نازيين جدد ومهاجرين ، وكان النازيون الجدد يحاولون طرد هؤلاء من بيت استقروا فيه. وأحرق مجهولون يوم السبت الماضي مصلى أقيم في قبو مبنى ، مما أدى إلى جرح خمسة مواطنين من بجلاديش. وقال المسئول المحلي لمنظمة "إس.أو.إس. لمكافحة العنصرية" غير الحكومية ديمتريس ليفانتس إن "الشعور الجديد هو أن اليونان تضم عددا مفرطا من اللاجئين ويجب أن يرحلوا" ، وأضاف أن "السلطات تستغل هذا الشعور ولا تبدي أي حماس لوقف الهجمات العنصرية". وتقول السلطات إن عدد المتسللين الذين تم توقيفهم لا يمكن تحديده ، لكنها أوضحت أن أكثر من 460 ألفا منهم اعتقلوا العام الماضي.