أكدت فايزة أبو النجا، وزيرة التعاون الدولي، أن مصر تمر بمرحلة غير مسبوقة في تاريخها وتاريخ العالم، حيث خاضت ثورة ليست مثل أي ثورة في تاريخ البشرية لأنه لم يتم تنظيمها، ولم يكن فيها قائد، وإنما ثورة نبعت من الشعب وعكست إراداته، جاء ذلك في كلمتها في افتتاح المائدة المستديرة تحت عنوان "مسارات للمرأة في مراحل التحول الديمقراطي التجارب والدروس المستفادة" . وشددت الوزيرة على ضرورة دعم دور المرأة الفاعل ودمجها في مراحل تاريخ مصر، حيث إن المرأة تلعب دورا بارزا في المجتمع المصري، مشيرة إلى أن الوقت قد حان لتعزيز مشاركة المرأة وانخراطها في صنع القرار على أعلى مستوى. وقالت إن هناك خلافات حول كوتة المرأة في البرلمان في مصر، ولكن التجارب الدولية أظهرت أن 28 دولة فقط حول العالم نجحت في إحراز تمكين كامل للمرأة، وغالبيتها كانت من خلال تخصيص كوتة للمرأة، مؤكدة على أهمية مشاركة النساء في الصدارة في الأحزاب السياسية والتحول الإجمالي للدولة، وأن تلعب دورا فاعلا في الترشح في الانتخابات الرئاسية والأحزاب . وأعربت عن اعتقادها بأن هناك تراخيا قبل ثورة 25 يناير فيما يتعلق بمشاركة المرأة في مصر، معبرة عن تفاؤلها من الحركات السياسية والأحزاب الجديدة ما بعد الثورة، وأنه بدون مشاركة المرأة في مصر وإثبات نفسها وممارسة حقوقها لن يتم إنجاز الحقوق والحريات. كما أكدت على أهمية تدعيم قدرات النساء النشاطات سياسيا وصغيرات السن اللاتي لهن قدرات ووضع طابع مؤسسي للمساواة في النوع الاجتماعي. كما أعربت الوزيرة عن حزنها لكونها المرأة الوحيدة في الحكومة الحالية، بينما كانت هناك 4 وزيرات في الحكومة السابقة، ولكن لم يكن هذا مقصودا في حكومة الدكتور عصام شرف، وسيقوم بتصحيحه في القريب العاجل، مؤكدة على أهمية دور الإعلام الذى يلعب دورا في رفع الوعي والمساواة بين الجنسين والحوار الفاعل في مصر . وأشارت إلى أن النساء تمثل نصف المجتمع في أي بلد، ولكنها تعتبر المجتمع بأكمله بالنظر للدور الذي تلعبه في تنشئة الرجال، مضيفة أن الشعب المصري يواجه تحديات قائمة ومستقبلية خاصة المرأة المصرية. ومن جانبها، أكدت ميشيل باشيليت، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لهيئة الأممالمتحدة للمرأة، على أهمية دور المرأة لخلق مصر جديدة وتعاون الرجل والمرأة لمواجهة التحديات والحصول على الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وقالت إن النساء والفتيات شاركن فى المظاهرات فى ميدان التحرير، وقد ألهمت المرأة الأسرة والمجتمع بأسره، مشيرة إلى تجارب دول أمريكا اللاتينية نحو التحول الديمقراطي الذي يمكن أن تستفيد منه مصر، حيث إن الديمقراطية تعد فرصة لإعادة بناء النظام وتشكيل المؤسسات وإعادة النظر فى تفكير البلدان، ولكن لا يوجد نموذج واحد لكل دولة. وأوضحت أن شيلي بعد 17 عاما من الدكتاتورية واجهت تحديات وقامت ببناء المؤسسات الديمقراطية ووضعت نظما برلمانية وقضائية وتحقيق نمو اقتصادي الذي يجب أن يتسم بالعدالة الاجتماعية، مؤكدة أن 40% من الشعب فى شيلى كانوا من الفقراء وكانت النساء الأكثر فقرا ولكن تم وضع خطة لتمكين النساء والحصول على حقوقهن وتوفير فرص عمل لهن. وشددت على ضرورة وضع أولويات وعمل تحالفات وتعريف القيادة السياسية من أجل تحقيق التقدم والحصول على حقوق للشعوب وتحسين المساواة بين الجنسين وأن يكون للمرأة دور فى صنع القرار. وأشارت باشيليت إلى أن مصر تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية وكسادا بسبب تدهور عوائد السياحة وتحتاج إلى إصلاح اقتصادى من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية فى المجتمع، مشددة على ضرورة تمكين المرأة وتحسين المساواة بين الجنسين من أجل تحقيق هذه الأهداف . كما أكدت على أهمية تمكين وتعزيز وضع المرأة فى سلم الأولويات فى تبنى الإصلاحات والحوكمة وأن تلعب المرأة دورا فى الحكومات ووضع الميزانية ودعم المنظمات الفاعلة لتحسين حقوق المرأة وتعزيز مكانة المرأة للتوسع فى دورها فى جميع المجالات خاصة البرلمان.