هذا ما قاله سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم في واقعة هدايا الولاه حسبما أوردها الإمام النووي في كتابه رياض الصالحين تجت عنوان باب تحريم الظلم والأمر برد المظالم والحديث برقم 209 منصه "عن أبي حميد عبد الرحمن بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد يقال له ابن اللتبيه على الصدقة (أي على أموال الزكاه) فلما قدم قال (للرسول عليه السلام) هذا لكم، وهذا أهدي إلي. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعد فإني استعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول: هذا لكم وهذا هدية أهديت إلي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقاً، والله لا يأخذ أحدكم شيئاً بغير حقه إلا لقي الله تعالى يحمله يوم القيامة فلا أعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رؤى بياض ابطيه فقال اللهم هل بلغت ثلاثاً" متفق عليه. ونوضح معاني بعض الكلمات هكذا: "اللتبية" بضم اللام وسكون التاء، فرع من قبيلة كبرى تسمى الأزد واسمه عبد الله". الرغاء: صوت البعير، الخوار: صوت البقرة، تيعر من اليعار وهو صوت الشاه، والحديث متفق عليه من الإمامين بخاري ومسلم. ونعلم من هذا أن هدايا الموظف العام بحكم وظيفته إنما هي رشوه وكسب غير مشروع وتصبح مالاً حراماً تجب مصادرته. نقول هذا بمناسبة الإفراج عن بعض الكبار لأن أموالهم هدايا أهديت إليهم. وفي مانشيت "جريدة الشروق" الخميس 19/5/2011 (ثغرة الهدايا... نفق الهروب من بورتو طره) وإذا كان القانون يفتح ذلك الباب فهذا هو الإفساد بالقانون نرجو إلغاؤه. اللهم ارحمنا برحمتك يارب العالمين.