رغم قيمتها التاريخية والسياحية، فإن قرية «الوادى» التابعة لمدينة طور سيناء، والتى لا يفصلها عن مدينة الطور سوى بضعة كيلومترات، فإن الإهمال كان من نصيبها. فرغم وجود عدد من المواقع الأثرية بها، إلا أن تجاهل محافظة جنوبسيناء تطويرها، وتحويلها لمزار سياحى يثير علامات استفهام، خاصة فى ظل جهل أبناء المحافظة بقيمة هذه القرية. 3 آلاف أسرة بهذه القرية تعانى العديد من المشكلات، والتى تبدأ بالمواصلات وتنتهى بعدد غير قليل من المشكلات اليومية. يقول محمد فواز من أهالى قرية الوادى «إن القرية تحتاج إلى العديد من الخدمات، على رأسها المواصلات فالقرية محرومة من المواصلات، ولا توجد سوى مواصلات محدودة فى فترات النهار، مما أثر على جميع الطلاب الذين يدرسون فى مدارس مدينة الطور، وكذلك الموظفون بمختلف المصالح الحكومية. وتساءل فواز هل عجزت المحافظة عن توفير وسيلة مواصلات لأبنا: ء الوادى من الطلبة والموظفين؟ فالقرية لا يوجد بها محال تجارية، مما يضطر الجميع للتوجه إلى المدينة لشراء مستلزمات الحياة اليومية، فهل يُعقل أن تكون هناك قرية كبيرة مثل الوادى ولا توجد بها سوق تجارية صغيرة. كما طالب بتجميل مدخل القرية الذى يعد مدخلا لمدينة الطور نفسها، فكل من يتجه إلى شرم الشيخ لابد أن يمر على الوادى ومدخله السيئ وطرقاته غير المرصوفة. وانتقد غريب حسان نائب برلمانى سابق، تجاهل المسئولين لمتطلبات واحتياجات أهالى قرية الوادى، مشيرا إلى أن أهم مطالب المواطنين فى القرية تتمثل فى إنهاء مشكلة تقنين الأوضاع، وأوضح غريب أن الوادى به مساحات شاسعة من الأراضى الصالحة للزراعة والتى تجود بأجود المحاصيل وعلى رأسها التين والزيتون والموالح والقمح، ولكن معظم هذه الأراضى غير مستغلة من قبل المواطنين والمحافظة، خاصة أن الأرض بها مخزون كبير من المياه الجوفية التى يستزرع منها آلاف الأفدنة. وطرح غريب تصورا لتنمية القرية زراعيا، حيث تقوم المحافظة بمشاركة مديرية الزراعة فى عمل مزارع نموذجية ومساعدة فلاحى الوادى فى الزراعة وتوفير الأموال اللازمة لحفر الآبار واستصلاح الأرض، ومن ثم تملكها، إلى جانب عمل مزارع حيوانية وداجنة فى القرية لحل أزمة نقص اللحوم بالمحافظة. ويضيف عبده عبدالرازق قائلا «إن القرية تحتاج إسكانا اقتصاديا مثل قرية الجبيل ولا يكتفى بالإسكان البدوى، بل يجب أن يتم إنشاء عمارات سكنية للشباب المقبل على الزواج». موضحا أن هناك مئات البيوت تعرضت للدمار فى الشتاء الماضى بعد أن تعرض الوادى لسيل خفيف، فهل ننتظر أن تقع كارثة وتهدم بيوت فوق رءوس ساكنيها، حتى الصرف الصحى القرية محرومة منه، وهى الوحيدة على مستوى المحافظة، التى لا يوجد بها صرف صحى حتى الآن، وأخيرا طالب عبده عبدالرازق بعمل سدود حماية وإعاقة للسيول لأن الوادى يقع فى مخر السيول. وفى سياق متصل، يقول الأثرى الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير آثار نويبع إن قرية الوادى بها آثار ترجع للعصرين الإسلامى والقبطى، وأضاف أن دير الوادى بطور سيناء أجمل الأديرة المكتشفة بسيناء فهو بحق تحفة معمارية فريدة ويقع بقرية الوادى التى تبعد 6كم شمال مدينة طور سيناء، ويجاوره على بعد 200م بئر ذى مياه عذبة يطلق عليها بئر يحيى وعلى بعد 3كم من هذا، ويوجد بمكتبة دير سانت كاترين قطعة من الرق (الجلد) جاء فيها (أن المهندس الذى أنشأ دير القديسة كاترين بنى أولا كنيسة مار أثناسيوس ودير راية وكنيسة على رأس جبل المناجاة، ثم دير طور سيناء). والمقصود بدير راية هنا هو الدير الموجود بمدينة رايثو القديمة (طور سيناء) وهو دير الوادى بطور سيناء الذى بنى فى عهد الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى. ويشير ريحان إلى أنه من الضرورى استغلال الدير الموجود فى قرية الوادى سياحيا لخلق مزار سياحى جديد فى جنوبسيناء ينعش القرية ومدينة الطور.