صرح مسئول عراقي أن تفجيرا انتحاريا بسيارة ملغومة أمس الخميس استهدف مبنى تابعا للشرطة بمدينة الحلة التي يغلب الشيعة على سكانها أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا وإصابة 80 آخرين بجروح في وقت يتأهب فيه العراق لهجمات انتقامية بعد أن قتلت قوات خاصة أمريكية أسامة بن لادن. ووضعت قوات الجيش والشرطة العراقية في حالة تأهب قصوى منذ قتلت قوات أمريكية زعيم تنظيم القاعدة رميا بالرصاص وقال مسؤولون أمنيون إنهم حصلوا على معلومات تفيد بأن جناح تنظيم القاعدة في العراق سينفذ هجمات انتقامية. وصدم المهاجم الانتحاري سيارته الملغومة بمدخل أحد مقار قيادة الشرطة في وسط الحلة على بعد 100 كيلومتر جنوبي العاصمة بغداد في وقت كان فيه عدد كبير من أفراد الشرطة موجودين أمام المبنى وقت تغيير نوبة العمل نحو الساعة 6:40 صباحا (0340 بتوقيت جرينتش). وقال صادق المحنا نائب محافظ بابل لرويترز إن ما لا يقل عن 20 شخصا لاقوا حتفهم وأصيب 80 آخرون كما فقد اربعة أشخاص وجميعهم من أفراد الشرطة في الحلة. وأضاف "رغم أنه من المبكر أن نتهم جهة لكن التفجيرات الانتحارية غالبا ما يقف وراءها تنظيم القاعدة. قلناها ونقول مرة أخرى إن تنظيم القاعدة لن ينتهي بمقتل زعيمه." وقال مسؤول طبي في الحلة إن الانفجار أسفر عن مقتل 25 شخصا وإصابة 83 بجروح. وكثيرا ما يعلن المسؤولون العراقيون أرقاما متضاربة لعدد الضحايا. وكان العراق منطقة قتال رئيسية لتنظيم القاعدة منذ الغزو الذي أطاح بالرئيس الراحل صدام حسين عام 2003. وما زالت عشرات التفجيرات وغيرها من الهجمات تنفذ شهريا رغم أن مسؤولين أمريكيين وعراقيين يقولون إن تنظيم القاعدة في العراق تدهور بدرجة كبيرة في السنوات الأخيرة. وقال مصدر بوزارة الداخلية "هذه الأحداث تقع يوميا في العراق وما من شيء يثبت أن لها صلة بمقتل بن لادن. إنها أحداث روتينية في العراق. نحن معتادون على الخروقات الأمنية." وتتزايد الهجمات التي تستهدف الجيش والشرطة قبل اتمام انسحاب القوات الأمريكية بحلول 31 ديسمبر بعد أكثر من ثماني سنوات من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق. وقال مراسل لرويترز في مكان الحادث إن الجدران الواقية من الانفجارات أمام مبنى الشرطة انهارت كما أصيب المبنى بأضرار جسيمة. ولحقت أضرار أيضا بمتاجر ومنازل ومبان قريبة. وقال كاظم مجيد تومان رئيس مجلس محافظة بابل "التقصير من بغداد لأنه نحن دائما نطلب منهم زيادة أفراد الشرطة ولكن بدون استجابة." وفي الشهر الماضي حاصر مسلحون المقر الرئيسي للمجلس المحلي في تكريت مسقط رأس صدام. ولاقى 58 شخصا حتفهم وأصيب 98 شخصا على الأقل بجروح. وأصيب أربعة أشخاص يوم الاثنين عندما انفجرت قنبلة مثبتة في سيارة في الحلة.