فى الوقت الذى فشلت فيه مفاوضات دمج الأحزاب اليسارية الجديدة والتى اكتفت بالاتفاق على التنسيق، يستعد حزب التحالف الشعبى الاشتراكى (تحت التأسيس) لعقد أول جمعية عمومية، الجمعة المقبلة فى نقابة الصحفيين، للإعلان عن أسماء الوكلاء المؤسسين لإطلاق حملة جمع التوكيلات، وعرض خطة الحزب فى المرحلة القادمة لحين انعقاد مؤتمر التأسيس. ويشارك فى الجمعية العمومية الأولى، بحسب بيان صدر عن الحزب، أمس الأول، أعضاء من 16 محافظة، من بينها الإسكندرية، والبحيرة، والغربية، والشرقية، وأسيوط، والمنيا. يذكر أن عددا من الشخصيات العامة انضمت إلى الحزب منهم الكاتب الروائى، صنع الله إبراهيم، وأستاذ العلوم السياسية، مصطفى كامل السيد، والقيادى السابق بحزب التجمع، عبد الغفار شكر، والفنان خالد الصاوى. وعلمت «الشروق» وجود مفاوضات قادها عدد من رموز حزب التحالف لدمج التيارات والأحزاب اليسارية الجديدة فى كيان واحد، وقال مصدر بحزب التحالف «الحزب حريص على ضم كل العناصر، خاصة مع عدم وجود فروق كبيرة بين الأحزاب اليسارية». وكيل مؤسسى حزب العمال الديمقراطى، كمال خليل، يفضل تشكيل ائتلاف يجمع الأحزاب اليسارية الثلاثة، وقال «نحن مع عمل ائتلاف يجمع بين المجموعات الثلاث»، مشيرا إلى أن هذه التيارات تواجه ثلاث معارك «أمامنا معركة انتخابات الشعب، ومعركة كتابة الدستور، ورئاسة الجمهورية». واعتبر أن اتخاذ قرار الدمج فيه استعجال، وقال «علينا إعطاء متسع من الوقت للأحزاب الثلاثة لكتابة برامجها ووثائقها، حتى يحدث الدمج على أساس تقارب الرؤية السياسية». فى الوقت نفسه كشف خليل عن أن حزب العمال استطاع حتى الآن جمع نحو 2000 توكيل، وقال «نحتاج فترة من الوقت ليصل الحزب لرقم ال5 آلاف»، وتابع «لا نريد أحزابا تنضم للكيانات الورقية، نحتاج أحزابا حقيقية أعضاؤها يدركون برامجها التى يناضلون من أجلها». من ناحيته أكد أحمد بهاء الدين شعبان، وكيل مؤسسى، الحزب الاشتراكى المصرى، ترحيب الحزب بكل أشكال التعاون مع القوى اليسارية الجديدة، وقال «نرحب بكل أشكال التعاون والتنسيق مع جميع التنظيمات اليسارية انطلاقا من إدراكنا بأهمية وحدة اليسار»، إلا أنه أضاف «لكن فى هذه اللحظة نرى أنه من المبكر دمج كامل للأحزاب اليسارية، لأن الدمج لن يكون على أساس صحيح يكفل استمرار وحدة هذه القوى». وأعرب شعبان عن تفضيل الحزب لعمل كل مجموعة لبناء نفسها والعمل بالأسلوب الذى تؤمن به وفق برنامجها وتصوراتها النظامية، وتابع «فى الوقت نفسه نعمل على وجود تنسيق عال وبأرقى أشكاله، أملا فى أن تقرب المعارك المشتركة من صفوف هذه التنظيمات». وردا على الانتقادات التى توجه لقوى اليسار وتعتبرها منقسمة، قال شعبان «فى مجتمع به 85 مليون مواطن، تشكل 4 أو 5 منظمات يسارية ليس انقساما»، كما اعتبر أنه من الطبيعى بعد سنوات القهر الطويلة إنشاء مبادرات متعددة. وأشار شعبان إلى تفضيله عدم الاندماج فى الوقت الحالى بين التنظيمات اليسارية المختلفة، حتى لا تؤدى الاختلافات إلى التفكك والانشقاق فى وقت لاحق. وعن إمكانية قبول الحزب الاشتراكى المصرى للتعاون والتحالف مع الإخوان المسلمين، قال وكيل المؤسسين «نحن جزء من حركة التقدم المصرية والقوى الداعمة لمدنية الدولة وحداثتها، وضد التعصب والطائفية ومع المواطنة لنهاية المطاف، ونؤيد كل القوى التى تدعم هذه التوجهات بالفعل والقول، ومن يكون ضدها سيكون خصما للشعب المصرى وبمثابة من انقض على الثورة». وبشأن ال 5 آلاف توكيل المطلوبة لتأسيس الحزب، قال شعبان «لا نعتبر أنفسنا فى عجلة، ولا نضع سيف ال 5 آلاف عضو فوق أعناقنا، ونسعى لبناء حزب حقيقى وجمع مناضلين حقيقيين». وأضاف «لسنا طرفا أصيلا فى قضية انتزاع بعض مقاعد مجلس الشعب، نحن قوة تغيير ديمقراطى لبناء مجتمع يسوده العدالة، وما يحدث الآن من دفع المجتمع للصراع على مقاعد المجلس دون أرضية لديمقراطية حقيقية سيؤدى لفوز من يملك الثروة والسلطة والعائلة». وتوقع شعبان أن المجلس القادم سيتشكل من فلول الحزب الوطنى، ورجال الأعمال، والعصبيات، والفاعل الأساسى الإخوان المسلمون، وقال «ونستبدل هيمنة الحزب الوطنى بأشكال جديدة». ودافع شعبان عن حزبه قائلا «سنقاتل مع الآخرين» ولفت إلى مشكلة الأحزاب الجديدة المطلوب منها جمع توكيلات، وأموال، وإعداد مرشحين، فى وقت قصير للغاية قبل الانتخابات البرلمانية، وقال «هذا وضع مخطط ومرسوم للعودة للمربع رقم 1 وسيسيطر عليه تحالف قوى بائدة عادت للسلطة بشكل قصدى».