أصيب شخصان، اليوم الثلاثاء، في انفجار سيارة ملغومة أمام مكتب جمعية خيرية في مدينة كويتا بجنوب غرب باكستان. وذكرت الشرطة الباكستانية، أن 10 منازل قد لحقت بها أضرار وتلفيات من جراء تفجير السيارة عن بعد في عاصمة إقليم بلوشستان المبتلى بالفقر، والذي يكابد تمردا انفصاليا وعنفا طائفيا وتشددا طالبانيا. وأوضحت الشرطة أن اثنين من المارة أصيبا بجراح جراء تطاير شظايا الانفجار الذي استهدف جمعية "المحك" الخيرية التي تعمل بمساعدات محلية وأجنبية لتشجيع نشر التعليم في المنطقة. ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الانفجار حتى الآن . ومن ناحية أخرى، لقي 4 أشخاص حتفهم، وأصيب 3 آخرون على الأقل، في حادثين منفصلين في نفس الإقليم أمس الاثنين . وذكرت مصادر رسمية، أن عاملين قتلا في حادث لإطلاق النار في منطقة بارخان، بينما لقي اثنان من حراس الأمن حتفهما في انفجار لغم بمنطقة سورجارى . وفي الحادث الأول، أطلق مسلحون مجهولون النار على مخيم أنشأته شركة بناء في منطقة بارخان، ونتيجة لإطلاق النار، قتل عاملان في الحال وأصيب 3 آخرون على الأقل، بيد أن المهاجمين، فروا من مكان الحادث بعد ارتكاب الجريمة. وفي الحادث الثاني، وقع انفجار قتل فيه اثنان من أفراد الأمن المكلفين بالخدمة قرب حقل فحم تشامالانج، عندما داس أحدهما على لغم أرضى في منطقة سورجارى، وقد أصيب الحارسان بجراح خطيرة وتوفيا في الحال . وأشارت بعض المصادر إلى أن العاملين اللذين قتلا في الحادث الأول من البنجاب، وجاء استهدافهما ضمن سياسة تنفذها بعض العناصر المتطرفة، لإجبار العمال والأشخاص الوافدين من الأقاليم الأخرى على الرحيل من بلوشستان . واستنكر مواطنون وقيادات سياسية محلية هذا الحادث بقوة، ووصفوه بأنه مؤامرة لدق إسفين بين البنجاب والبلوش . يذكر أن إقليم بلوشستان ذي الكثافة السكانية المنخفضة موطن لأكبر إمدادات للغاز في باكستان، فضلا عن أن به واحدا من أكبر مناجم النحاس في العالم، حيث تقدر احتياطيات الخام فيه بنحو 412 مليون طن، كما يوجد في الإقليم ثالث ميناء في باكستان، وهو ميناء جوادر الذي بني بمساعدة صينية. ويطالب القوميون البلوش بحكم ذاتي سياسي وحصة أكبر من الأرباح من الموارد الطبيعية التي تنعم بها المنطقة من البترول والغاز والثروة المعدنية، ويشتكى المتشددون والسياسيون البلوش من عدم التمثيل السياسي، ويرون أن موارد إقليمهم يجرى استغلالها لصالح أجزاء أخرى من باكستان، لاسيما إقليم البنجاب، الأكثر سكانا وازدهارا.