تربيت منذ طفولتي على عشق القراءة، وأحببت الأدب ، وأدمنت حفظ الشعر وإلقاءه، وكانت لي عدة محاولات في الكتابة والشعر ، ولكن مرت الأيام وشغلتني الحياة عن تدوين خواطري و أفكاري، ولكني بعد سنوات من التوقف. بدأت تلح علي هوايتي القديمة وكلما تجاهلت إلحاحها زادت من ضغوطها علي حتى أفقدتني المقاومة ، فوجدتني أمسك بالقلم من جديد لأخط ما تحدثني به نفسي ولم أكن أتصور إنني سأصل إلى هذه الحالة من النشوة والسعادة العارمة. وجدتني أُحدث قلمي بكل مكنونات صدري ، وأبثه لواعجي وأئتمنه على أسراري فحقاً كم أهواك يا قلمي ، يا مصدر سعادتي ، ومُعيد البسمة إلى شفتاي ،فانت الصديق حين تضن الحياة علينا بالأصدقاء ،وانت المؤتمن إذا ما أذاع الجميع الأسرار، شعرت معك يا قلمي بإحساس لم أشعر به من قبل ، فمن صادفتهم في حياتي من الأصدقاء قد يملون حديثي إذا لم يكن يعنيهم ، أو يقاطعونني ليحدثوني عن أنفسهم أو يفشون أسراري ، أو ينقلون حديثي في سياق غير السياق . أما أنت يا قلمي الحبيب ، فانت الأمين إذا انعدمت الأمانة ، وانت الصديق إذا ما رحل الأصدقاء ، وانت من تتلقى كلامي بلا ملل أو شكوى ، وانت الحافظ لكلماتي وأسراري إذا ما أودعت أوراقي درج مكتبي ولم أريدها أن تخرج إلى النور معك يا قلمي شعرت بشوق جارف للكتابة ، ولإخراج كل ما يدور بخُلدي ، وكل ما تحمله ثنايا القلب ، فمعك لا أملك إلا أن أهواك .