يسود الغموض مصير أغلب المهرجانات الفنية العربية المتوقع إقامتها خلال الفترة المقبلة لاسيما فى الدول التى تشهد مظاهرات غضب شعبية خاصة المغرب والجزائر وكذلك الحال بالنسبة لسوريا. وتعانى المغرب من المأزق الأكبر حيث شهدت خلال الأيام القليلة الماضية مظاهرات غضب احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بل وخرجوا فى مسيرات حاشدة مطالبة بإلغاء مهرجان «موازين.. إيقاعات العالم» الموسيقى مرددين شعار «أين ذهبت أموال الشعب.. فى موازين والحفلات». كما رفعت المظاهرات لافتات كتب عليها «اش خصك يا العريان موازين يا مولاى»، وهو مثال مغربى متداول مع تغيير كلمة موازين بالخواتم ويعنى فى أسلوب تهكمى لا ينقص العارى سوى الخواتم. وشددوا على أن الأولى أن تخصص هذه الأموال لتوظيف الشباب العاطل ومحاربة الفقر وإجراء إصلاحات اجتماعية واقتصادية. ورغم تلك التظاهرات إلا أن منظمى المهرجان أعلنوا أنه سيتم تنظيم الدورة العاشرة له بالرباط من 20 إلى 28 مايو، وقال عزيز السرغوشنى الرئيس المنتدب للمهرجان «نحن جمعية ثقافية لا علاقة لنا بالسلطات ولا بالحكومة». وأضاف: «هدفنا تمكين العاصمة الرباط من مهرجان ذى مستوى عال يشرف المغرب وعاصمته». واستنكر السرغوشنى الدعوة إلى إلغاء المهرجان قائلا: «الدعوة الى إلغاء مهرجان بهذا الحجم يعنى أن المغرب ليس له الحق فى أن ينجح عملا». ويعتبر مهرجان موازين من أكبر المهرجانات الموسيقية المنظمة فى المغرب نظرا لحجم الفنانين العالميين الذين يفدون عليه وكذلك العرب، واستضاف المهرجان فى دورات سابقة أسماء كبيرة فى عالم الغناء أمثال ويتنى هيوستن وستينج والتون جون وغيرهم. وتستضيف هذه الدورة المغنية الكولومبية شاكيرا والأمريكى كوينسى جونسن والبريطانى يوسف إسلام، كما يستضيف المطربة السورية ميادة الحناوى التى ستفتتح الدورة وغيرها من الأسماء اللامعة عربيا ودوليا. وفى الجزائر الدولة المجاورة ثار الجدل نفسه على خلفية مهرجان «تلمسان» قبل انطلاقه منذ يومين فقط، حيث تساءل المتظاهرون الجزائريون عن جدوى إقامة المهرجانات الفنية والثقافية. غير أن وزيرة الثقافة خليدة تومى تمسكت بالمهرجانات، وقالت «إنها تسهم فى إنعاش السياحة بالمنطقة، وتوفير العديد من فرص العمل». وفى تونس التى شهدت مولد أولى الثورات الشعبية العربية فإنه حتى الآن لم تعلن السلطات عن مصير مهرجان «قرطاج»، وهذه الدورة تقام للمسرح، حيث إنه يعقد بالتبادل بين المسرح والسينما، ولم يعرف مصيره حتى الآن. أما الأردن فقد اضطر الى تقليص فعاليات مهرجان «أيام عمان» المسرحية السابع عشر الذى أقيم قبل أيام، فقلصت أيامه وانحسرت مسارحه، بل اقتصرت على مسرح واحد، وانخفض عدد البلدان المشاركة فيه لتقتصر على لبنان فقط، كما اختفت الأمسيات الموسيقية، وغابت الأفلام السينمائية، ولم تحضر الندوة المتخصصة التى تقام على هامش المهرجان سنويا. كما غابت المسيرة «الثقافية الفنية الكرنفالية» التى اعتاد مهرجان أيام عمان المسرحية استهلال فاعلياته بها. وكذلك الحال بالنسبة لمهرجان «الجنادرية» للتراث والثقافة بالرياض، حيث افتتح قبل أربعة أيام مبكرا عن موعده ردا على أنباء ترددت عن تأجيله نتيجة تردى الأوضاع فى مملكة البحرين المجاورة، الأمر الذى جعل الاستعدادات تتم فى صورة عاجلة درءا للإلغاء. كما يسود الغموض كذلك مهرجان دمشق السينمائى الدولى، الذى أصبح يقام سنويا وتتكفل بإقامته وزارة الثقافة السورية، غير أن الجميع يرجح إقامته فى موعده خاصة أن الغائه قد يبعث برسالة عدم استقرار البلاد وهو ما لا ترغب فيه السلطات السورية بكل تأكيد.