آفة وعينا الثقافى هى عقد المقارنات.. شهدنا ذلك، حينما تولى الدكتور عماد أبوغازى، وزير الثقافة، أمانة المجلس الأعلى للثقافة، فلم يستقبل الوسط الثقافى الخبر إلا مقارنته بالدكتور جابر عصفور. وكانت مقارنة ظالمة. الشىء نفسه، حدث مع الدكتور عز الدين شكرى الأمين العام الجديد للمجلس الأعلى للثقافة، حيث بدأ الكثيرون مقارنته بعصفور وأبوغازى. وعلق بعض المثقفين أنهم لا يعرفونه، وآخرين عابوا أنه عمل دبلوماسيا فى عهد مبارك، دون طرح السؤال الأهم وهو: ما مستوى إدارة الرجل غير المشهور بالنسبة للبعض، والذى عمل فى النظام السابق الفاسد بالنسبة للبعض الآخر للعمل الثقافى؟ وما تصوره لحل مشاكل المجلس المعنى أساسا بالمثقفين والثقافة. وبعيدا عن التصريحات التى تأتى فى بداية تسلم المهام، الخاصة بالسعادة والفخر والثقة فى توليه العمل، قال عز الدين شكرى ردا على سؤالنا حول جوائز الدولة التى من المقرر أن تعلن يونيه المقبل، وهى الجوائز التى تثير الجدل واللغط كل سنة: «أبحث مع الدكتور عماد أبوغازى كيفية التعامل مع هذا الموضوع، لنتفادى المشكلات السابقة. ونبحث كيف تذهب الجوائز إلى مستحقيها بشكل موضوعى». لكن ألا ترى أن تشكيل المجلس به عوار، ويحتاج إلى إعادة نظر؟ فأجاب شكرى بالفعل المجلس الأعلى للثقافة يحتاج إلى إعادة هيكلة، هو ولجانه العديدة. «دور المجلس نفسه وعلاقته ببقية مؤسسات وزارة الثقافة يحتاج إلى مناقشات مع المثقفين أنفسهم». علاقة هذا المجلس بوزارة الثقافة موضوع تم إثارته منذ تولى عماد أبوغازى وزارة الثقافة، خاصة بعد مقترح الفنان عادل السيوى الذى تناوله «الشروق» من قبل حول ضرورة انفصال المجلس عن الوزارة، وتعليقا على ذلك، أكد شكرى أنه بالفعل بدأ حوارا مع بعض المثقفين، لكى يصلوا إلى توافق حول دور المجلس، وتشكيله ومهامه. وأضاف شكرى أن فكرة فصل المجلس واردة، لكن لابد أن يتم الاتفاق على مهامه التنفيذية، و«ما يهمنى هنا ألا أفرض رأيى على الجماعة الثقافية». وماذا ستفعل إلى أن يجئ موعد إعلان جوائز الدولة؟ هناك تحد حسب رأى شكرى وهو متى وكيف ينتهى البحث حول جوائز الدولة، وبحث مسألة تشكيل المجلس، المعضلة الأساسية فى منح الجوائز، قبل يونيو المقبل. وأوضح شكرى أن يجب تجاوز المشكلات خلال هذه الدورة، على أن ينصلح الحال بالكامل فى جوائز العام المقبل 2012. وعن جهات الترشيح، التى يحق لها التصويت أيضا، أكد شكرى أن الترشيح يجب أن يبقى كما هو. المشكلة تكمن فى التصويت، فلا يجوز لجهات الترشيح للجوائز أن تصوت عليها. أما موضوع الجائزة التى تحمل اسم الرئيس السابق، فهى لابد أن يحسمها مجلس الشعب المنحل، وهذه ورطة فى الحقيقة، نحاول تخطيها الآن. وختم شكرى حديثه بقوله: «جوائز الدولة يجب أن تسهم فى إثراء الوسط الثقافى، لا أن تكون سببا فى انقسام المثقفين».