منذ أيام احتفلت قناة mtv اللبنانية بمرور عامين على عودتها للنور مرة أخرى بعد أن حجبت لسنوات طويلة إثر خلافات سياسية لبنانية وربما طائفية . ليس هذا مجال الحديث عنها، والحقيقة أن القناة التى تمتلكها عائلة سياسية وإعلامية لها تاريخ كبير فى الشأن اللبنانى تقودها بمهنية كبيرة أيضا حتى أصبحت واحدة من أهم القنوات الفضائية اللبنانية والعربية على حد سواء والحقيقة أيضا أن القناة تقدم مجموعة من البرامج المتميزة التى أصبح لها جمهور فى مصر رغم أنها معنية فى المقام الأول بالشأن اللبنانى لكن ربما لأن الجمهور المصرى له هوى لبنانى فقد استطاعت القناة أن تجتذب جمهورا لها من مصر، أنا شخصيا متابع جيد لبرامجها الرئيسية التى تمتاز بمهنية عالية وبعيدا عن طنطنة الصوت العالى والهالة الإعلامية التى تنجح بها بعضا من قنواتنا وبرامجنا فعلى سبيل المثال تقدم القناة برنامجا مميزا نفتقده على المستوى المصرى بشدة هو برنامج «تحقيق» . الذى تقدمه كلود أبوناضر هندى وهو من نوعية البرامج البحثية التحقيقية التى يعتمد على الدراسات والإعداد المتأنى الذى يجمع وجهات النظر المختلفة حول قضية ما وهو واحد من أمتع برامج القناة التى يقدم عليها برنامجا آخر له شعبية كبيرة فى الأوساط العربية ربما بسبب حضور مذيعته وربما بسبب نجومية ضيوفه وخفة دم الإعداد والفقرات التى تقدم أسبوعيا هو برنامج حديث البلد الذى تقدمه الإعلامية منى أبوحمزة الذى يشعرك بالبهجة الراقية ليس لجمال مقدمته الأخاذ بالفعل ولكن لذكائها وحضورها الطاغى وهى نموذج لمذيعة عصرية. إضافة إلى خفة دم برنامج حديث البلد الذى يقدم ضيفا كوميديا دائما يضفى بهجة دائمة على البرنامج هو الكوميدى اللبنانى ميشيل أبوسليمان هناك أيضا إطلالة كوميدية أسبوعية من خلال برنامج نكت أصبح حديث الناس فى مصر الآن، هو برنامج «اهضم شى» الذى تقدمه ميراى مزرعانى الذى يشهد حالة من السرور والفرح وربما يكون هو البرنامج الوحيد الذى يخرج ضيوفه المهمين من وقارهم ليلقوا نكاتا تسعد الجماهير. هناك أيضا برامج شبابية احرص على مشاهدتها فى mtv، مثل «من الآخر» وهو برنامج شبابى ابداعى يضم عددا من المبدعين أجمل ما فيهم أنهم يختلفون ويتفقون فى مناخ إعلامى راق ومميز، أما برامج النقد السياسى التى توجد على شاشة القناة مثل كتير سلبى وcia، فلها أثر مهم فى الحياة السياسية والإعلامية على حد سواء. الحقيقة أن محطة mtv اللبنانية نموذج مهم لقناة تليفزيونية ترفيهية تجذب المشاهد حتى لو كانت غارقة فى المحلية وتعطى دروسا مهمة فى المهنية الإعلامية أتمنى أن تستفيد منها قنواتنا بعيدا عن نعرة الريادة والتفوق التى صدرها لنا أشخاص أبعدونا عن العالم من حولنا بسببها.