أدان علي جمعة، مفتي الجمهورية، اليوم الأربعاء، حرق قس أمريكي نسخة من المصحف الكريم، معتبرًا ذلك جريمة عنصرية، ومطالبًا المسلمين بالوقوف معًا ضد حملة التشويه العاتية، التي تصور الإسلام على أنه دين يشجع العنف ويؤسس للإرهاب. ودعا جمعة الجميع إلى العمل بكل جدية للتعريف على حقيقة الإسلام، ولضمان عودة حقوق المسلمين إليهم، ورفع الظلم عنهم في كل مكان، جاء ذلك خلال اجتماع عقده جمعة مع أمانة الفتوى بدار الإفتاء لاستعراض المستجدات على الساحة، وبحث زيادة التواصل الفعال مع الجمهور، ورسم الخطط المستقبلية وتحديد أولويات المرحلة الجديدة. وأكد المفتي أن منهج الدعوة إلى الله يقوم على الرفق واللين، ويرفض الغلظة والعنف في التوجيه والتعبير، ويقوم على التوازن والاعتدال والتوسط، وأن نزعات الغلو والتطرف والتشدد ليست من طباع المسلم الحقيقي المتسامح، المنشرح الصدر، كما أنها ليست من خواص أمة الإسلام بحال من الأحوال. وأوضح: "إننا نرى أن وسائل مقاومة الظلم وإقرار العدل تكون مشروعة بوسائل مشروعة، وندعو الأمة للأخذ بأسباب النعمة والقوة لبناء الذات والمحافظة على الحقوق، وأن التطرف بكل أشكاله غريب عن الإسلام الذي يقوم على الاعتدال والتسامح". وأضاف أن مقتضيات المرحلة القادمة تقتضي الانخراط والمشاركة في المجتمع الإنساني المعاصر والإسهام في حركة الحضارة بل قيادتها، وتقتضي أيضا الإفادة من ثورة الاتصالات لرد الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام بطريقة علمية سليمة، دون ضعف أو انفعال والاهتمام بالبحث العلمي والتعامل مع العلوم المعاصرة،على أساس نظرة الإسلام المتميزة للكون والحياة والإنسان، والاستفادة من إنجازات العصر في مجالات العلوم والتكنولوجيا. وطالب علماء الأمة ودعاتها وإصلاحييها بأن ينيروا بحقيقة الإسلام وقيمه العظيمة عقول الأجيال الشابة، بحيث تجنبهم مخاطر الانزلاق في مسالك الجهل والفساد والانغلاق والتبعية، وتنير دروبهم بالسماحة والاعتدال والوسطية والخير، وتبعدهم عن دعوات التطرف والتشنج المدمرة، والإسهام في تفعيل "مسيرتنا وتحقيق أولوياتنا بأن يكونوا القدوة والمثل في الدين والخلق والسلوك والخطاب الراشد المستنير".