«كتاب الثورة» هو العنوان الرئيسى للعدد الجديد من مجلة الكتابة الأخرى، والذى صدر مؤخرا وبين دفتيه مجموعة كبيرة من النصوص والشهادات واليوميات والدراسات والرؤى الخاصة بثورة 25 يناير، وهو العدد الثانى فى الإصدار الجديد للكتابة الأخرى بعدما عاودت الصدور فى سبتمبر 2009. يفتتح العدد بمقال للشاعر هشام قشطة، المحرر العام ل«الكتابة الأخرى»، يتناول فيه فكرة «ريبة ما بعد الحداثة» التى سيطرت على عقول المثقفين المصريين عبر العشرين سنة الماضية، وعداؤها ل»مشروع التنوير الفرنسى الذى يعلى من شأن العقل وإمكانية الوصول إلى الحقيقة، ويبرر إمكانية الثورة وضرورتها». وكيف أن الثورة المصرية جاءت مباغتة لهؤلاء المثقفين الذين كان فيهم من أصبحوا «لا يعرفون سوى جسدهم، ولا يهمهم الشأن العام ولا سماع موسيقى المستقبل ولا المرويات الكبرى». تستشعر أيضا، فى مقال هشام قشطة، مقاومة لفكرة أنها ثورة الشباب وحدهم، أو كونها وليدة اللحظة، فيحاول التنويه إلى أن الثورة المصرية «مهدت لها حركة إضرابية استوعبت ألفى إضراب بين عامى 2005 و2010، ثم دخول الطبقة العاملة ساحة النضال فى 9 و10 و11 فبراير فى عصيان مدنى سافر بمثابة الضربة القاتلة التى أرغمت الدكتاتور عن عرشه ودفعت مسيرة الثورة الهادرة إلى الأمام». مفتتح العدد، يليه دراستان الأولى بعنوان «أولئك الذين ولدوا فى الميدان» لعبد برماوى، والثانية لأشرف يوسف واسمها «الهتافات واللافتات فى الثورة المصرية»، ثم يأتى باب «رؤى»، ويضم مقالات «الطريق الوحيد» لحسنى عبدالرحيم، «الوداع يا نظريات الاستبداد» لسامر سليمان، «الفرد فى مواجهة العصابة» لعزت القمحاوى، «ثورة 25 يناير.. عودة الأمل» لكريم عبدالسلام، «مشاهد من قلب ثورة العصف العظيم» لمحمود قرنى. يليه ملف الكاريكاتير بعنوان «قبل.. بعد الثورة» للفنان عمرو سليم، ثم شهادات ويوميات لعدد ضخم من الكتاب والصحفيين، من بينهم إبراهيم عبدالمجيد، عبدالمنعم رمضان، محمود الوردانى، عز الدين شكرى، إبراهيم فرغلى، أحمد زغلول الشيطى، أحمد اللباد، سيد محمود، شيرين أبوالنجا، محمد المنسى قنديل، مكاوى سعيد، وحيد الطويلة، وياسر عبد الحافظ، كلها تتمحور حول ما رأوه وشاركوا به أثناء الثورة التى مازالت مستمرة، وحول انطباعاتهم قبل وبعد 25 يناير، بما فيها من مشاهد إنسانية قابلت الكل سواء فى الميدان أو فى أماكن سكنهم وأعمالهم. الإخراج الفنى الرائق للفنان أحمد اللباد يتضمن مجموعة من الصور بعدسة: إسلام العزازى، تحسين بكر، جيهان عمر، عادل وسيلى، ومحمد حمدى. تضم المجلة أيضا نصوصا أدبية لإبراهيم عبدالفتاح، حمدى الجزار، سعدنى السلامونى، سمير الأمير، عبدالرحمن يوسف، عمرو حسنى، وعمر حاذق، فضلا عن بعض النصوص والقصائد الأجنبية، التى ترجمها أحمد يمانى. يتميز هذا العدد الاستثنائى بإصدار كتابين ملحقين به، وهما ديوان «قنابل مسيلة للدموع» للشاعر كريم عبدالسلام، وكتاب «الثورة المصرية.. 25 يناير» لآلان وودز وفريد ويستون، وهو مقالات، نقلت وترجمت عن موقع: marxist.com. العدد تحرير كل من: أشرف يوسف، جيهان عمر، حمدى الجزار، على منصور، مكاوى سعيد، وياسر عبداللطيف. «الكتابة الأخرى» غير دورية، مستقلة، كانت صدرت للمرة الأولى فى مايو 1991، وأشرف عليها مجموعة من أبناء الثمانينيات، منهم محررها العام هشام قشطة، ومعه حسن خضر، محمود الهندى، فتحى عبدالله، محمود قرنى، السماح عبدالله، والراحل حاتم عبدالعظيم، فى تجربة اعتبروها مكملة لتجربة الأدباء الذين أصدروا مجلات فى الستينيات، والسبعينيات، وإن اختلفت الهموم والقضايا، مثل جاليرى 68 وغيرها.