دقت الساعة الرابعة ظهرا.. توقفت سيارتا الأمن المركزى فى شارع عثمان محرم بالطالبية.. طوق رجال الأمن مكان تمثيل المتهم عشرى عطية لجريمته البشعة التى راح ضحيتها الطفل زياد وشقيقته شهد. فجأة توقفت سيارة الشرطة وبها محمد مصطفى وكيل أول نيابة حوادث جنوبالجيزة ومعه المتهم فى حالة ذهول نظر لوكيل النيابة وطلب منه حمايته من أعمام المجنى عليهم.. انهالت شتائم سكان الشارع على المتهم. انخرط الجميع فى البكاء والعويل بصوت عال.. حاول بعض أقارب المجنى عليه اقتحام الطوق الأمنى فتصدى لهم العميد مجدى عبدالعال مفتش المباحث والمقدم مدحت فارس رئيس مباحث العمرانية، حاول المتهم العودة إلى السيارة خوفا من الفتك به.. دفعه الشرطى إلى الأمام بعد ابتسامه خاطفه من وكيل النيابة للاطمئنان عليه. صعد المتهم إلى الطابق الرابع بسرعة رهيبه. وصل إلى الشقة..وقف أمامه وكيل النيابة بدأ المتهم عشرى عطية 27 سنة بكالوريوس التربية تمثيل الجريمة فى خوف شديد.. قال: صعدت إلى شقة خالى فى الصباح حتى أخبره بالتحاقى بعمل فى منطقه الزمالك وأعرفه بأنه يظلمنى ويعاملنى معاملة سيئة وكذلك أولاده وزوجته وفور وصولى إلى باب الشقة سمعت صوت زوجة خالى فنزلت بسرعة حتى تخرج إلى عملها وبعد نصف الساعة عدت إلى الشقة..طرقت الباب..فتح لى الطفل زياد وبمجرد وقوفى على الباب قال لى: «أنت جيت تانى». «كرهت نفسى وكرهت الزمن الذى جعلنى أعود إلى خالى مرة أخرى وتذكرت وقتها مشاكلى مع الأسره وجلوسى فى البلد دون عمل وأيضا إهاناته المتكررة أمام الزبائن وكأننى عبد لديه».. هكذا كان يتعامل معى رغم أنه يعلم تماما أننى خريج كليه التربية ولكن الشهادة ليست لها قيمة فى هذا الزمن ولذلك تعلمت مهنه الاستورجى وأصبحت ماهرا فيها ولكن خالى لا يقدر عملى ويستحل عرقى وعندما قام ابنه الصغير بتوبيخى والتلفظ بألفاظ نابية تغيرت ملامح وجهى وجاءت فكرة القتل والانتقام من خالى حتى أحرق قلبه هو وزوجته كما أحرق قلبى واستحل عرقى. وجدت سكين المطبخ على ترابيزة بالصالة.. اقتربت منه طعنته بالسكين طعنة واحدة وفوجئت به يصرخ ويشتم بكلمات لا يتحملها إنسان وكشف عن مدى كراهيتهم لى وشعرت بفرحة غامرة وأنا أقتل الطفل المدلل لخالى وطعنته كثيرا وعندما شعرت شقيقته شهد بالضرب حاولت الهرب وفتح الباب فناولتها طعنة قاتلة سقطت على إثرها على الأرض وبدأت فى ضرب زياد مرة أخرى . وكنت أغرس السكين فى جسده بعنف شديد لدرجة أن نصل السكين انكسر فى يدى وجرح يدى بإصابات غائرة وقصدت غرس السكين بالرقبة والقلب للتأكد من وفاته وبعدها أكملت الطعنات فى جسد شهد التى طعنتها فى وجهها وبطنها وغرست السكين فى رقبتها والقصبة الهوائية للتأكد من وفاتها هى الأخرى. توقف القاتل لحظات وانتابته حاله من البكاء الهستيرى والخوف من الثأر منه والتمثيل بجثته مثلما فعل بالطفلين وقال: إن خالى هو السبب، لو احتضننى وجعلنى مثل ابنه لكان الأمر قد تغير تماما وأصبحت خادما له فى أى وقت ولم ارتكب مثل هذه الجريمة ولكنه كان بخيلا واستغل حاجتى للعمل. واستكمل المتهم تمثيل الجريمة قائلا: إنى وجدت بعض الدماء سقطت على ملابسى وحذائى وفوجئت بجثة زياد تنتفض.. عدت إلى جثته مره أخرى وطعنته عدة طعنات.. غسلت يدى ومسحت الدماء من حذائى وفوجئت بإصابتى فى يدى.. ارتديت قميص خالى فوق قميصى الملوث بالدماء.. وضعت السكين فى كيس بلاستيك أسود وفتحت الباب حتى أنزل وشاهدت الزبال فى الطابق الثالث.. وضعت السكين فى كيس القمامة ونزلت مسرعا بعد صعود الزبال إلى الطابق الخامس وهربت إلى الشارع وشاهدنى أحد سكان الشارع وحاولت الهرب منه ولكنه أصر على الحديث معى ولكنى تركته . وذهبت إلى سوهاج فى سيارة ميكروباص وفى الطريق خلعت القميص الملوث بالدماء ووضعت المحمول فى القميص وألقيته من شباك الميكروباص وفور وصولى قرية نهوه بطهطا سوهاج استقبلنى الأهل بالحزن بعد علمهم بالجريمة. وعندها حاولت الهرب ولكنهم أغلقوا على غرفة وأبلغوا الشرطة وتم القبض على وانخرط المتهم فى البكاء أثناء خروجه من الشقة وطلب من النيابة حمايته من الثأر لأنه شعر بأنه سوف يقتل.