«كرامتنا هى الأساس. حقى وحقكم فوق الراس»، على مدار الأيام الماضية، كان عشرات الطلاب داخل الجامعة الألمانية بالتجمع الخامس يهتفون أمام البوابة الرئيسية للجامعة مطالبين بفتحها والسماح بدخول الطلبة المفصولين الذين منعتهم الإدارة من دخول الحرم. إدارة الجامعة الألمانية بالقاهرة أوقفت 40 طالبا حتى الآن بتهمة «خرق التقاليد والأعراف الجامعية والقواعد العامة والخاصة بسلوك الطلاب داخل الحرم الجامعى»، وهو وصف إدارة الجامعة لسلوك الطلبة الذين نظموا مظاهرات ومسيرات داخل الجامعة منذ الشهر الماضى. بدأت الأحداث يوم 26 فبراير الماضى حين تجمع عشرات الطلاب فى مظاهرة تطالب بإنشاء اتحاد طلبة يعبر عن رغبات الطلاب لإدارة الجامعة. «وساعتها قالوا لنا إن الإدارة حتجتمع وترد علينا آخر الشهر»، كما يروى مصطفى الششتاوى، أحد الطلبة المفصولين من الفرقة الخامسة بكلية الهندسة. مرت الأيام دون رد من الجامعة، إلى أن اقترحت الإدارة عمل اتحاد طلاب يختار نصف أعضائه إدارة الجامعة نفسها، وهو الاقتراح الذى قوبل بالرفض التام كما يروى الششتاوى، وتصاعدت الاحتجاجات إلى أن جاءت قوة من الجيش لاستطلاع طبيعة المظاهرات داخل الجامعة فى العاشر من الشهر الحالى، وانصرفت بعد أن تأكدت من أن خلو المظاهرة من أعمال الشغب والتخريب. ووافقت إدارة الجامعة أخيرا أن تلتقى مع 8 ممثلين عن باقى المتظاهرين، «وفى الاجتماع ده، كان الكلام كله بصيغة التهديد، وخافوا على مستقبلكم واتخرجوا»، ولم يخرج المتفاوضون بشىء يرضيهم. دخل الطلاب اعتصاما مفتوحا بهدف إقالة مجلس أمناء الجامعة، وبدأ الطلبة فى رفع سقف مطالبهم. طبقا لموقع وزارة التعليم الألمانى، فإن الجامعة الألمانية بالقاهرة هى أول جامعة تتبع النظام والمعايرة الألمانية فى التعليم خارج ألمانيا، وأنفقت الوزارة 3 مليارات يورو، نحو 25 مليار جنيه مصرى، على إنشاء الجامعة غير الهادفة للربح. «الفلوس دى راحت فين؟ وإزاى الإدارة بتزود المصاريف بشكل عشوائى رغم إنها غير هادفة للربح؟»، هو السؤال الذى كان على ألسنة الطلبة طبقا لمصطفى. وأمام ضغط الطلاب، عرضت الإدارة عليهم تخفيضات فى ثمن بعض الساعات الدراسية، فمثلا يصبح من حق الطالب الذى يعيد امتحانا فى مادة دراسية أن يخوض الامتحان 3 مرات مجانا، وألا يتحمل تكلفة الإعادة إن نجح فى الامتحان. «كانوا زى التجار اللى بتفاصل معاهم»، على حد تعبير مصطفى. تصاعدت المواجهات بين الطلبة والجامعة بعد أن منع الأمن إدخال البطاطين والطعام للطلبة المعتصمين، ورد الطلاب بإرسال انتقاداتهم إلى السفارة الألمانية بالقاهرة والجامعة الألمانية المشاركة فى إنشاء الجامعة الألمانية بالقاهرة. قررت الجامعة فصل 26 طالبا، ارتفع عددهم على مدار الأيام القليلة الماضية إلى 40 طالبا. وأرسلت الإدارة رسائل بالبريد الإلكترونى إلى أولياء أمور الطلبة تخطرهم بأن الجامعة مستعدة للتنازل عن مصروفات الترم الثانى إن قرروا نقل أبنائهم إلى جامعة أخرى. شكاوى طلاب الجامعة الألمانية لا تتوقف عند منع الإدارة للطلاب من إنشاء اتحاد طلاب حر، والقرارات العشوائية برفع المصاريف، فهناك طلاب يتهمون أشخاصا بعينهم من الإدارة بالسب والقذف والتطاول على الطلاب بألفاظ نابية، وآخرون يدعون أن الجامعة قد ساومت بعض طلبة الهندسة على دفع ثمن مقررات دراسية لم يدرسوها مقابل الحصول على شهادة التخرج. وحاولت «الشروق» الحصول على رد الجامعة الألمانية على مدار 3 أيام من خلال الاتصال بمكتب رئيس الجامعة د.أشرف منصور والمكتب الإعلامى للجامعة دون جدوى. «مطلبنا إقالة رئيس الجامعة نفسه ومجلس الأمناء بالكامل، ومش حنسكت غير لما ناخد حقنا»، يقول مصطفى.