توافد آلاف المصريين فى الوجه القبلى على لجان التصويت، أمس، منذ بدء فتح المقار فى الثامنة صباحا، ووصف مراقبون كثافة الإقبال فى معظم اللجان ب«لحظة تاريخية ونادرة فى الحياة السياسية فى مصر»، واستمر توافد الأهالى حتى مثول الجريدة للطبع، وسط توقعات بزيادة الإقبال فى الفترة المسائية حتى إغلاق اللجان فى السابعة مساء. وفى محافظة قنا، تأخرت معظم اللجان فى فتح مقارها حتى الساعة العاشرة والنصف صباحا، مثلما حدث فى لجان بمدينة قنا وقرى الأشراف الشرقية ولجان الكرنك والشمرات ومدرسة أولاد عمرو الإعدادية وجزيرة الطوابية، فيما أكد عدد من الضباط الموجودين أن السبب يعود إلى تأخر وصول القضاة، وهو ما تسبب فى غضب الأهالى الذين احتشدوا أمام المقار منذ الثامنة صباحا. وتأرجحت نسب الإقبال فى 279 مقرا على مستوى المحافظة، حيث شهدت لجان نسب إقبال عالية، فيما انخفضت إلى متوسط أقل بخاصة فى لجان القرى، وبدا لافتا حشد الإخوان المسلمين للأهالى للتصويت بنعم على الاستفتاء، ففى مدينتى قنا ونجع حمادى طافت سيارات تابعة للجماعة تحض المواطنين عبر الميكروفونات لقبول التعديلات. وفى الوادى الجديد، توافد أبناء المحافظة منذ الصباح على 123 لجنة انتخابية، وبدا واضحا وجود حشود من جماعة الإخوان والسلفيين إلى جانب نواب الحزب الوطنى السابقين، الذين حضروا إلى اللجان بصحبة ذويهم وأنصارهم، ودعوا الأهالى إلى قبول التعديلات الدستورية. فى مقدمة نواب الوطنى السابقين أنور رضوان، الذى علق لافتة واحدة لتأييد ثورة 25 يناير وقبول التعديلات، والتحم فى مشادة كلامية مع كمال فؤاد، أمين حزب الخضر، الذى اتهمه بالتناقض، فيما لوحظ إقبال السيدات على اللجان، وبالأخص المنتقبات اللاتى تفرغن لدعوة السيدات للتصويت بنعم فى الاستفتاء، ولكن ضعف الإقبال بشكل لافت فى اللجان الموجودة بقرى مركزى الخارجة والداخلة والفرافرة. ولم تشهد اللجان أى خروج عن القانون، ووجدت القوات المسلحة والشرطة أمام المقار لتأمينها، وتم وضع الحواجز الأمنية أمام أبواب اللجان، فيما تم توفير أفراد من إدارة الحماية المدنية بكل لجنة، ومن المتوقع ارتفاع نسبة الإقبال بشكل كبير فى فترة الظهيرة، ويقدر عدد الذين لهم حق التصويت فى المحافظة نحو 113 ألفا و956 مواطنا. وفى أسيوط، تزاحم أعداد كبيرة من الأقباط منذ الساعات الأولى أمام المقار، وبالأخص أمام لجان مدارس عصمت عفيفى الإعدادية والتجريبية للغات والأقباط الإعدادية بأبوتيج، والأقباط الإبتدائية بالنخيلة وفى لجان قرى بنى رافع والحواتكة وبنى شقير بمركز منفلوط. وفى المقابل كان الإقبال ضعيفا فى الفترة الصباحية على لجان أخرى، من بينها مدرسة يونس القاضى والمدرسة الإبتدائية بالبلايزة والخلفاء الراشدين بالوحدة المجمعة بمركز أبوتيج، وأحمد عرابى الابتدائية والمدرسة الإسلامية الإعدادية بنات، والخياط الثانوية بنات ومدرسة عبدالله النديم الابتدائية وعدد من لجان مركزى الغنايم وصدفا. وفى الفيوم، انتظمت عملية التصويت فى اللجان منذ الصباح، وتم منع مندوبى الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطى من مراقبة التصويت داخل لجان مدرسة جمال عبدالناصر الثانوية العسكرية، لعدم حصولهم على ختم التفويضات الصادرة عن اللجنة العليا للاستفتاء. وفى مركز طامية بذلت التيارات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان والتيار السلفى جهودا كبيرة لحشد الأهالى للتصويت بنعم على الاستفتاء، وأكد شهود عيان أن عددا منهم تعرضوا للإجبار من قبل سلفيين بلجنة قرية فانوس بمركز طامية للتصويت بنعم، والأمر نفسه تكرر فى مدرسة قصر رشوان الإعدادية. وفى الأقصر، خرج الأهالى بصورة ملحوظة للتصويت على التعديلات الدستورية، وأكد بعضهم ل«الشروق» أنهم هذه المرة يشعرون بالمسئولية تجاه ضرورة المشاركة السياسية. شارك في التغطية: حمادة عاشور وعمرو بحر ويونس درويش وميشيل عبد الله.