لأنها مدينة تتوسع فى البناء سنويا، دون اهتمام بزيادة المسطحات الخضراء، فإن الغلاف الجوى يستقبل المزيد من غازات الصوبة الدفيئة والغبار الجوى، فتصبح القاهرة أكثر سخونة كل عام. د.ناهد عمران مدرس الهندسة المعمارية وتخطيط المدن بالأكاديمية الحديثة للهندسة والتكنولوجيا بالمعادى، وسكرتير عام جمعية الارتقاء بالبيئة العمرانية، رصدت فى دراسة «تأثيرات ظاهرة التغير المناخى فى المناطق الحضرية» أسبابا جديدة لارتفاع الحرارة فى المدن مقارنة بالريف، منها أن مبانى المدن تختزن الحرارة فتصبح مصدر إشعاع حرارى ثانوى. وهو ما يزيد من الإشعاع الحرارى ليلا، «وتكون الظاهرة أوضح فى بداية الليل مما يساعد فى تكون الجزر الحرارية فوق المدن خلال الساعات الأولى من بعد الظهر، أما المبانى المرتفعة فهى تعمل كمصدات للرياح وبالتالى تعوق انسياب الهواء وتسهم فى زيادة تكون الصوب الحرارية». الدراسة أشارت إلى أن المناطق التى تتعدد بها المصانع تشهد تكوين قطرات المطر داخل السحب، وتكاثفها على نوويات الغبار الجوى وفى حالة زيادة انبعاث الغازات والأجسام الصلبة (الأيروسولات) يتساقط المطر الحمضى. وأكدت الباحثة تشابك ظاهرة التغيير المناخى والنمو الحضرى السريع فى الطاقة والكهرباء فى المدن، حيث إن 75% من استهلاك الطاقة العالمية يستخدم فى أغراض التدفئة والتبريد. كما أن وسائل النقل تسهم فى زيادة نسبة الكربون والانبعاثات الحرارية جراء احتراق الوقود ومع التدهور المتوقع فى المناطق الزراعية والساحلية، تزيد الهجرة من الريف إلى المدن أى مزيد من الإسكان العشوائى. وأشارت عمران إلى أن هناك مفاهيم جديدة فى تخطيط المدن تساعد على الحد من ظاهرة الاحتباس الحرارى مثل مفهوم المدن الصحية والمدن المنسجمة وجمعيها ترمى إلى إعادة تخطيط المدن بمواصفات تسهم فى الحد من التغيرات المناخية. تهدف المدن الصحية وفقا لما جاء مشروع المدن الصحية التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى تأمين البيئة الصحية للمواطنين من حيث السكن وتوفير الخدمات والمرافق والبيئة الخالية من التلوث. أما المدن المنسجمة فهى التى تسعى إلى إدخال تعديلات على قانون مراقبة البناء، حيث يتعين على جميع المبانى الجديدة تحقيق المعيار الأساسى للحصول على شهادة «العلامة الخضراء»، والتى تم تصميمها على أساس الحفاظ على فاعلية الطاقة.