تباينت آراء المثقفين المصريين بشأن تعيين عماد بدر الدين أبو غازي، وزيرا جديدا للثقافة، فالبعض عده من مدرسة الوزير الأسبق فاروق حسني، فيما يرى آخرون أنه منفتح وخبير بالاتجاهات الفكرية، ولديه معرفة جيدة بأروقة ومشاكل الوزارة. وكان أبو غازي قد أدى اليمين القانونية، أمس الاثنين، وزيرا للثقافة في مصر، ليصبح ثاني وزير للوزارة في أقل من أسبوعين، بعد أن أطاحت "ثورة التحرير" بحكومة أحمد شفيق الثانية، وتولي عصام شرف رئاسة الوزارة الجديدة. وأبو غازي هو أستاذ مساعد في تخصص الوثائق والمكتبات بجامعة القاهرة، وكان يشغل قبل توليه الوزارة منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ويعد أحد المقربين من الوزير الأسبق فاروق حسني، ومن كبار معاونيه. ويرفض حسن عبد الرحيم أحد نشطاء ثورة التحرير تولي أحد من رموز وزارة الثقافة "في العهد البائد"، لافتا إلى أن أبو غازي كان الذراع اليمنى للوزير حسني، باعتباره كان مسؤولا عن المجلس الأعلى للثقافة، أعلى مؤسسات الوزارة. ووصف الناشط السياسي يسري عادل الوزير الجديد بأنه "مثقف سلطة، لا يمكن أن يعبر عن مرحلة ما بعد الثورة، باعتباره أحد الوجوه القديمة التي مللنا منها، ونحن نريد جيلا جديدا يعبر عن مصر الحرية". في المقابل، الروائي فؤاد قنديل وصف الوزير الجديد بأنه "مثقف وأستاذ جامعي وصاحب تجربة كبيرة في ميدان العمل الثقافي الرسمي، ولديه خبرات ومعرفة وفيرة عن الهيئات والمجالس التابعة لوزارة الثقافة، ومختلف قضاياها وقوانينها والعاملين فيها". وأشار قنديل في حديثه للجزيرة نت إلى أن "أبو غازي يجيد الاستماع إلى الآخرين، ويتمتع بحضور ذهني يساعده على اتخاذ قرارات حكيمة إلى حد كبير، فضلا عن معرفته بالمثقفين بمختلف تياراتهم، وبينه وبينهم حوارات متواصلة ومتصلة طوال العشرين سنة الأخيرة". ابن الوزارة ومن ناحيته يؤكد الأديب والروائي خيري شلبي أن "أبو غازي" هو "أصلح شخص لهذا المنصب، لأنه ابن وزارة الثقافة، ويعرف كل صغيرة وكبيرة داخلها، ويعرف أيضا المثقفين المصريين والعرب، وتعامل معهم بشكل متصل، وهذه إمكانيات خاصة تبشر بأنه سوف يوفق في إدارة هذه الوزارة". وأضاف شلبي في حديثه للجزيرة نت أن الوزير الجديد "خلوق ومحترم ونظيف اليد وشريف، ولم نسمع عنه أي شائبة طوال حياته، وخلال 20 سنة من العمل معا كان يثير إعجابي بتواضعه الجم، وأعتقد أنه يمتلك مميزات كثيرة، تجعلني أرحب به وزيرا للثقافة". في السياق، أشار مقرر لجنة الدراسات الأدبية بالمجلس الأعلى للثقافة الدكتور أحمد درويش إلى أن أبو غازي شخصية ثقافية تتمتع بخبرة واسعة في مجال العمل في مؤسسات وزارة الثقافة، وله صلة طيبة بالمثقفين في مصر والعالم العربي، وله آراؤه السياسية والاجتماعية التي كانت دائما موضع تقدير. وأضاف درويش في حديثه مع الجزيرة نت "أبو غازي شخصية علمية، متخصص في علم المكتبات والوثائق، وينتمي لما يسمى بالمدرسة المصرية الوطنية، وهو شديد الانتماء للتراث المصري بشرائحه المختلفة، ويعشق الروح المصرية الشعبية". اختيار موفق وبدوره وصف أستاذ النقد الأدبي بجامعة عين شمس الدكتور صلاح فضل اختيار أبو غازي للوزارة بأنه موفق للغاية؛ "لأنه أستاذ جامعي متخصص في التاريخ والوثائق، وعمله لسنوات عديدة بالمجلس الأعلى للثقافة أتاح له فرصة المعرفة المستوعبة لاتجاهات المثقفين المختلفة". وأضاف فضل في تصريح للجزيرة نت، أن عمل أبو غازي بالصحافة جعله متواصلا مع الرأي العام، كما أنه من أسرة عريقة، فوالده كان وزيرا للثقافة في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، وخال والده هو الفنان محمود مختار صاحب تمثال نهضة مصر. وأشار إلى أن الوزير الجديد "كان في شبابه ذا ميول يسارية، جعلته مستنيرا وتقدميا، ولهذا سينهض جيدا بأعباء الوزارة وجوانبها المتعددة بطريقة متوازنة".