هايحصل إيه لو رمضان عدى السنة دى من غير مسلسلات.. يعنى الناس مش هاتصوم» بهذه الجملة علق مصدر مسئول بقطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى لدى سؤاله عن مصير المسلسلات التى أعلن عن إنتاجها اتحاد الإذاعة والتليفزيون أو تلك التى تعاقد عليها بنظام المنتج المشارك بالفعل وقام بسداد دفعات من الحساب. يأتى ذلك فى الوقت الذى سادت فيه حالة من السكون قطاع الإنتاج فى ظل الأزمات المتلاحقة التى يشهدها مبنى ماسبيرو، فضلا عن حملة التطهير من الفساد التى يشهدها المبنى، وهو ما انعكس على أداء أغلب القيادات الذين يخشون الإطاحة بهم بين يوم وليلة بل وتحويلهم إلى النائب العام. قبيل اندلاع ثورة 25 يناير وتحديدا يوم 16 يناير الماضى أعلنت راوية بياض رئيس قطاع الإنتاج الخطة الإنتاجية لموسم 2011 التى اعتمدها كل من أنس الفقى وزير الإعلام السابق وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، الذى يخضع لتحقيقات نيابة الأموال العامة حاليا، والتى تضمنت 6 أعمال إنتاج مباشر و5 أعمال إنتاج مشارك. ورغم أن المصير المجهول يحيط بجميع المسلسلات إلا أن مسلسلات الإنتاج المشترك لها وضعية خاصة وذلك لأن التليفزيون المصرى وافق على الدخول فى شراكة إنتاجية فيها ليضمن العرض الحصرى لهذه الأعمال عبر القنوات المصرية وهو ما يغلق الأبواب أمام منتجى هذه المسلسلات بإجراء اتفاقات مع قنوات مصرية أخرى. ما هو الوضع فى ظل هذه الظروف؟.. يجيب المنتج صفوت غطاس منتج مسلسل «فرقة ناجى عطاالله» بطولة الفنان عادل إمام قائلا إن كل المنتجين يمرون بظروف غاية فى الصعوبة هذه الأيام وتحديدا هؤلاء الذين دخلوا شراكة مع التليفزيون المصرى.. ففى ظل الظروف التى يمر بها اتحاد الإذاعة والتليفزيون حاليا لم أعرف مع من أتحدث حتى مبنى التليفزيون صعب على دخوله ولا أدرك ماذا سيحدث خاصة أن التليفزيون تأخر عن صرف 3 دفعات من المبلغ المقرر كما ينص العقد.. فكل ما دفعه التليفزيون 10% فقط مما تم الاتفاق عليه وبعدها توقف عن المساهمة بنصيبه. وأضاف غطاس: أتمنى أن نجتمع قريبا مع اللواء طارق المهدى المشرف على اتحاد الإذاعة والتليفزيون لوضع النقاط فوق الحروف فالدنيا «متلغبطة» رغم أننى حريص على سير العمل وعلى معدلات التصوير خاصة أن لدينا التزامات بعد أن تعاقدنا عربيا لعرض المسلسل ولابد أن يعلم القائمون على مبنى ماسبيرو أنهم أمام مشروع رابح مهما كان المبلغ الذى أنفق عليه.. فالتليفزيون صاحب الحق فى العرض الحصرى داخل مصر وهذا أمر يجب وضعه فى الاعتبار. من ناحيتها، تقول كاملة أبوزكرى مخرجة مسلسل «ذات» وهو إنتاج مشارك بين التليفزيون المصرى وأفلام مصر العالمية: العمل متوقف تماما ولم تدر الكاميرا وأصبح تصوير المسلسل مجهولا ولا أحد يعلم إذا كان المشروع لا يزال قائما أم لا فى ظل الظروف التى يمر بها الوطن العربى كله وليس مصر فحسب فالحياة متوقفة فى كل المجالات ومن الصعب أن يخوض أى منتج خطوة حاليا دون التفكير فيما يحدث وماذا سيحدث للعمل الذى يتصدى اليه وبالتالى أنا بانتظار الالتقاء بالمنتج جابى خورى لتوضيح الموقف ومعرفة ما إذا كان بالإمكان أن تدور الكاميرا حتى نلحق بالموسم أم أن العمل سيتم تأجيله استجابة للظروف الحالية. أما مجدى أحمد على مخرج مسلسل «المحكمة» فيقول: المنتجة ناهد فريد شوقى تناضل حاليا حتى يخرج العمل إلى النور وهى تناضل منذ أن كان أسامة الشيخ مسئولا عن اتحاد الاذاعة والتليفزيون وكان يتحرك بمزاجه الخاص فحتى لو وضع المسلسل على خطته الانتاجية هذا لا يعنى أبدا أنه سينفذه.. وأنا أنتظر ماذا سيسفر عنه نضال ناهد فريد شوقى وإن كنت أشك فى تحقيق أى نتائج مثمرة. وأشار إلى أن الاضطرابات لم تعد مقصورة على مبنى التليفزيون فحسب أو مصر فقط بل طالت المنطقة العربية كافة ومنها منطقة الخليج وهى السوق الذى يراهن عليه المنتجون المصريون إضافة إلى سبب أراه أقوى وهو مزاج المشاهد الذى تغير 180درجة. وأكد أن حالة الفساد التى كانت متفشية فى نظام المنتج المشترك مع التليفزيون المصرى انتهت.. فلقد أغلق الباب تماما أمام المنتجين المتربحين من هذا النظام والذين تسببوا فى رفع الأجور بشكل مبالغ فيه وأساءوا للدراما المصرية، وتوقع أن يختلف موسم الدراما هذا العام على نحو غير مسبوق فى ظل ندرة الأعمال واختفاء وجوه كثيرة مما أعتدنا عليها طوال السنوات الماضية. وحول مصير مسلسل «شجرة الدر» الذى كان من المقرر أن يتولى قطاع الإنتاج تمويله بشكل مباشر، أوضح مؤلفه الكاتب يسرى الجندى: المخرج محمد عزيزية انتهى من تنفيذ أعمال الجرافيك ومعاينة أماكن التصوير ولكن حاليا كل شىء متوقف خاصة أن الظروف بالتليفزيون فى الفترة الأخيرة أصابت القيادات بقلق بالغ وآثر كثير منهم الابتعاد عن المبنى. وأضاف: أتصور أنه فى ظل وجود اللواء طارق مهدى المشرف العام على اتحاد الاذاعة والتليفزيون سوف تتضح كثيرا من الأمور خاصة أن الكاميرات لابد أن تدور فى شهر مارس للالتحاق بموسم الدراما هذا العام.. فإذا تأخر تصوير العمل أكثر من هذا فسيخرج التليفزيون من الموسم وأغلب الظن أن هذا الأمر لن يقتصر على الأعمال التى يمولها التليفزيون فقط فموسم الدراما هذا العام غير واضح المعالم فنتيجة للتغيرات التى تطرأ على العالم كله فالمجالات جميعها تأثرت سواء الاقتصادية أو البترولية وبالطبع النشاط الثقاقى والفنى وهو أكثر الانشطة تأثرا بمثل هذه الأحداث. فيما رأى أحمد صقر، المفترض أن يخرج أحد مسلسلات التليفزيون، أن توقف عجلة إنتاج الدراما هو ثمن بخس جدا يدفعه الفن ليشارك فى هذه الثورة العظيمة. وقال: لست متشائما وأعتقد أن الانتاج الحكومى مستمر وهو بحاجة فقط لاستقرار الأوضاع باتحاد الاذاعة والتليفزيون ونعلم أنه ستكون هناك أولويات لمراعاة الأحداث التى تشهد مصر وأتصور أن خطة الانتاج هذا العام لن يتم تنفيذها كاملة. وأشار إلى أن راوية بياض، رئيس قطاع الإنتاج لم تتحدث معه حول أى خطوات فعلية فى مسلسل «الدم والعصافير» وهو قصة د. عمرو عبدالسميع وبطولة عمرو واكد ويسرا اللوزى رغم أنها صاحبة المبادرة فى إسناد هذا العمل لى، معربا عن تفهمه للموقف. وقال إذا وجدوا الوسيلة فسوف تدور العجلة وإذا لم يحدث فسوف يتم تأجيل كل المشروعات التى أعلن عنها هذا العام وهى خسارة نتكبدها جميعا وأرى أنها ثمن زهيد مقابل الحدث العظيم الذى نعيشه. وأوضح أنه خلال السنوات الماضية كنا نعانى من كم هائل من المسلسلات لا يراها أحد ورب ضارة نافعة بأن يصب ما حدث فى صالح الدراما بالاهتمام بالكيف عن الكم. جدير بالذكر أن خطة قطاع الانتاج تتضمن ايضا مسلسلات الصفعة بطولة شريف منير والميراث الملعون بطولة دلال عبدالعزيز ودوران شبرا بطولة أحمد عزمى.