تسلمت أمس نيابة الأموال العامة العليا تحريات المباحث حول وقائع الفساد المتهم فيها الوزراء أحمد المغربى، وزير الإسكان السابق، وزهير جرانة، وزير السياحة السابق، وحبيب العادلى وزير الداخلية السابق، ورجل الأعمال، أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب الوطنى، المحبوسين احتياطيا 15 يوما على ذمة التحقيقات، فى اتهامهم باستغلال النفوذ والتربح وإهدار المال العام والاستيلاء عليه. كما تسلمت تقرير لجنة الخبراء المشكلة من قبل النيابة العامة لفحص أوراق القضايا لبيان ما تعرض له المال العام من إهدار واستيلاء، كما ناقشت النيابة لجنة الخبراء حول المعلومات الواردة فى تقريرها. وكانت النيابة أنهت تحقيقاتها مع المتهمين مساء أمس الأول فى العاشرة مساء، لتعود سيارات الترحيلات الثلاث التى أقلت عز وجرانة والمغربى إلى النيابة، أربع سيارات إلى سجن طرة بعد قرار نيابة الأموال العامة بحبس محمد عهدى فضلى، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم السابق 15 يوما على ذمة التحقيقات فى اتهامه بإهدار المال العام، والتربح من وظيفته، والاستيلاء على أموال مؤسسة «الأخبار» من خلال بيعه مساحات كبيرة من أراضى المؤسسة، بمدينة أكتوبر، وبيعها لشركة «بالم هيلز»، مقابل 350 جنيها للمتر، فى حين أن السعر السوقى للمتر 850 جنيها، لكنه أنكر الاتهامات الموجهة إليه. باشر التحقيقات فريق من النيابة العامة ضم عماد الدين عبدالله وأشرف محمد رزق، ومعتز الحميلى، وعبداللطيف الشرنوبى، وخالد بيومى، رؤساء النيابة بإشراف المستشار على الهوارى، المحامى العام الأول لنيابات الأموال العامة العليا. وصل المتهمون عز وجرانة والمغربى وسط حراسة أمنية مشددة، وأشرف على تأمين وصول موكبهم ومغادرته اللواء عابدين يوسف، مدير أمن حلوان، الذى ظل موجودا فى مجمع النيابات بالتجمع الخامس من الواحدة ظهرا وحتى العاشرة مساء، وتعمدت الشرطة إخفاء المتهمين الثلاثة عن كاميرات مصورى الصحف، فقامت بإدخال سيارات الترحيلات إلى جراج النيابة، وأنزلت المتهمين داخل الجراج، وصعدوا إلى النيابة عبر سلم خلفى. وقال مصدر أمنى بمديرية أمن حلون، إن مدير الأمن قرر إخفاء المتهمين بعيدا عن أعين المواطنين وكاميرات الصحف، وتغيير مكان دخولهم إلى النيابة، بعد الصورة التى التقطتها كاميرا «الشروق» لأحمد عز، أثناء خروجه ليلا من نيابة الأموال العامة إلى سيارة الترحيلات، بعد صدور قرار حبسهم 15 يوما، وبرر المصدر الأمنى هذا القرار، بأن المتهم الذى تلتقطه الكاميرا من الممكن أن تطوله رصاصة، مؤكدا أن هذه الإجراءات التأمينية المشددة ليس هدفها إخفاء المتهمين عن كاميرات وسائل الإعلام لغرض الدفاع عنهم، بل حماية لهم حتى تقديمهم للعدالة، لأنهم مستهدفون. ولأول مرة يظهر أحمد عز بملابس الحبس البيضاء، وكان يرتدى نظارة سوداء، وطاقية سوداء، ومعه سيجارة مشتعلة، بينما نزل زهير جرانة ومعه كرسى بلاستيك أحمر، كان يجلس عليه داخل سيارة الترحيلات، بينما حضر عهدى فضلى إلى النيابة الساعة الخامسة مساء مرتديا بدلته السوداء، واستقل المتهمون الأربعة سيارات الترحيلات، كل منهم فى سيارة على حدة، وتوجهوا إلى سجن مزرعة طرة. كشفت تحقيقات نيابة الأموال العامة بشأن أرض أخبار اليوم بأكتوبر فى القضية المتهم فيها محمد عهدى عن قيام فضلى ببيع كامل مساحة الأرض الخاصة للمؤسسة إلى شركة «ركين ايجيبت» إحدى شركات مجموعة بالم هيلز للاستثمار العقارى المملوكة لعدد من المستثمرين على رأسهم وزير الإسكان السابق أحمد المغربى وابن خالته رجل الأعمال ياسين منصور وذلك بدون مراعاة الإجراءات القانونية المتبعة والمنصوص عليها فى قانون المزايدات رقم 89 لسنة 1998. وأضافت التحقيقات أن مؤسسة أخبار اليوم حصلت على قطعة أرض بمدينة 6 أكتوبر من أجود وأفضل المواقع بجانب مدينة الإنتاج الإعلامى وذلك فى 1997 بالتخصيص المباشر من وزير الإسكان الأسبق إبراهيم سليمان بغرض إنشاء وحدات سكنية ضمن مشروع كبير لخدمة العاملين بالمؤسسة. وكشفت التحقيقات عن عدم استغلال قطعة الأرض على مدار 10 سنوات وارتفع خلالها سعر متر الأرض فى المنطقة إلى 850 جنيها كحد أدنى يزيد فى بعض الأحيان إلى ألف جنيه، وتم خلال هذه الفترة انشاء شركة استثمارية لمؤسسة أخبار اليوم يرأسها رئيس مجلس الإدارة وآلت إليها ملكية الأرض. وأظهرت الأوراق فى التحقيقات أن فضلى باع كامل المساحة بسعر المتر 350 جنيها أقل 500 جنيه عن عرض شراء آخر تلقته المؤسسة وتم رفضه لأسباب غير قانونية، كما أنه تم بيع الأرض بهدف الاستثمار لشركة «ركين ايجيبت» بالمخالفة لقرار التخصيص الأصلى الذى نص على استغلالها للأغراض السكنية التعاونية للعاملين بالمؤسسة.