أرسل د.محمد محيي الدين مذكرة إلى د.لميس رجب عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة القاهرة، يطالبها بالتحقيق في استخدام أوتوبيسات مستشفى القصر العيني التعليمي الجديد (الفرنساوي) لنقل مؤيدي مبارك إلى ميدان التحرير، فضلا عن التحقيق في تورط محاسب بالدور الرابع بنفس المسشفى في تزعم بلطجية لقطع طريق الكورنيش وشارع قصر العيني ومنع مرور الطعام والأدوية إلى ميدان التحرير. تقول المذكرة على لسان محيي الدين "أبلغت سيادتكم بما رأيته وعاصرته بنفسي من استعمال سيارات الأوتوبيس الخاصة بمستشفى قصر العيني التعليمي الجديد (الفرنساوي) لنقل البلطجية التابعين للحزب الوطني من فم الخليج إلى ميدان التحرير عن طريق كورنيش النيل، وقد رجعت في واحدة منها قبيل المغرب بقليل يوم الأربعاء المشؤوم أثناء قيام هؤلاء البلطجية بقتل المتظاهرين العزل بميدان التحرير". وتضيف المذكرة: "أقر د.عمرو جاد مدير (الفرنساوى) أمام سيادتكم بأن هذه السيارات خرجت بورق رسمي بناء على طلب رسمي من د.سامح فريد عميد الكلية ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة القاهرة (سابقا) ووزير الصحة الحالي لتقديم مئات الوجبات الساخنة والباردة من (الفرنساوي) إلى ميدان التحرير على أفواج متكررة وليس لنقل البلطجية". وفي الوقت الذي لقي فيه البلاغ المقدم من محيي الدين مطالبات بتطهير القصر العيني والجامعة من قيادات الحزب الوطني، أكد كل من د.لميس رجب العميد الجديد للكية الطب، ود.عمرو جاد مدير مستشفى الفرنساوي -كلاهما حزب وطني بلا بطاقة انتخابية- في تصريحات للشروق: "أن القصر العيني القديم أو الجديد لعبا دورا هاما ولا يقل وطنية عن شباب ثورة 25 يناير في إسعاف المصابين وعلاجهم داخل وخارج المستشفى"، ورفضا الاتهامات وقدما للشروق مستندات تنفي تورط القصر العيني الفرنساوي، استدركا قائلين "إذا كان د.محمد محيي الدين لديه ما يثبت أقواله فعليه أن يقدمها الى النائب العام للتحقيق فيها". يذكر أن سامح فريد وزير الصحة الحالي سارع بتكذيب البلاغ قبل استكمال التحقيقات، مؤكدا أنه طلب رسميا من القصر العيني الفرنساوي إعداد وجبات ساخنة يوم الجمعة 4 فبراير أثناء تفقده لأكثر من ثمانين سيارة إسعاف بمسعفيها وسائقيها بميدان التحرير، بعد أن تعذر إرسال وجبات غذائية لهم من معهد ناصر، وبدوره استجاب المستشفى الفرنساوي لطلب وزير الصحة "بتحضير 880 وجبة ساخنة و1180 وجبة جافة من يوم 4 إلى 10 فبراير، بتكلفة إجمالية 22 ألفا و175 جنيها تحملت مصروفاتها ميزانية هيئة الإسعاف المصرية"، وفقا لما أكده عمرو جاد مدير المستشفى. أما فيما يخص استخدام أوتوبيسات المستشفى في نقل بلطجية، أمدنا جاد بمستند يؤكد أنه أصدر أمرا مباشرا منذ 25 يناير بتوقف حركة جميع المركبات عدا المأموريات الهامة، مشيرا الى أن الأربعاء الموافق 2 فبراير "معركة الجمل" لم تخرج أي مأمورية إسعاف، وقال للشروق إنه تابع هذا بنفسه قبل مواعيد حظر التجوال، حيث كان يغادر المستشفى التزما بالحظر، وأضاف أنه واجه المحاسب الذى اتهمه محيي الدين بتزعم البلطجية، لكنه أنكر أي صلة له بالأمر. يذكر أن القصر العيني القديم استقبل منذ 26 يناير نحو 3 آلاف مصاب، كما استقبل الفرنساوي نحو 300 مصاب و15 حالة وفاة، حيث كانت تتعامل إدارة كلا المستشفيين مع الأحداث على أنها إدارة حرب، وقالت لميس رجب "إننا لسنا طرفا، ولسنا جهة تحقيق، ومن لديه مستندات ضد القصر العيني فعليه أن يتقدم بها الى جهات التحقيق".