تحولت احتفالية الجامعة بثورة 25 يناير فى جامعة القاهرة إلى «هرجلة» على حد وصف الأساتذة أنفسهم، الذين طلبوا الكلمة خلال المؤتمر الحاشد الذى حضره آلاف من أعضاء هيئة التدريس من مختلف الجامعات المصرية أمس. وعلى الرغم من محاولات الدكتور محمد أبوالغار، أستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة، والدكتور حسن نافعة أستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية تهدئة الأجواء، فإن الأساتذة لم يجمعوا على مطالب موحدة، واختلفوا فيما بينهم على بيان ائتلاف المهنيين والمثقفين وأساتذة الجامعات، والجمعية الوطنية للتغيير، لكنهم اتفقوا على رفض الحكومة الحالية وعلى رأسها هانى هلال وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى. «الشباب كانوا أكثر تنظيما منا» هذا ما قاله أحد الأساتذة معلقا على المؤتمر قبل أن يغادر اللقاء نهائيا، وصعد عشرات الأساتذة على المنصة وافتعلوا مشاجرات، ما دعا البعض إلى القول «من الواضح أن بعض أفراد الحزب الوطنى اندس وسطنا لتمزيقنا»، وقام أساتذة ب«التخبيط» على المدرجات، وآخرون بالتصفيق لعدم سماع كلمات المنصة، «لننس أشخاصنا، ونركز على دعم الثورة، وأن نستكمل المسيرة ونسد الطريق أمام أى إجهاض للثورة، المعركة لم تنته، أول ما ننادى به إزالة حكومة الحزب الوطنى» بحسب أبوالغار، «يجب نحافظ على الثورة بأيدينا وأسناننا». ولفت نافعة النظر إلى أن شهداء الثورة فيهم مسلمون ومسيحيون وأطفال ونساء وشباب وشيوخ، مما يدل على أن الثورة صنعها أفراد الشعب المصرى، «الثورة تمر بأخطر مرحلة حاليا»، واعتبر أن المطالب الفئوية مشروعة لكنه دعا إلى الاهتمام أكثر بإنشاء نظام سياسى وديمقراطى حقيقى أولا وطالب الأساتذة بالتحلى بروح الثورة، ثم التركيز على استقلال الجامعات والحريات الأكاديمية وانتخاب أعضاء هيئة التدريس، مطالبا بإقصاء كل الهياكل السابقة التى تتولى مناصب داخل الجامعات، والتأكيد على إنشاء اتحادات طلابية بعيدة عن تدخلات الأمن، مؤكدا على أهمية تطبيق الحكم الخاص بإلغاء الحرس الجامعى. ودعا الدكتور عبدالجليل مصطفى أستاذ بكلية الطب إلى التوقف عن ملاحقة ثوار 25 يناير، ورفض إجراء تعديلات دستورية مهلهلة وقال: «نريد إعلان دستور مؤقت لفترة الانتقال لا تزيد على سنة تمهيدا لتولى جمعية منتخبة لعمل دستور جديد». ورفض الأساتذة ما وصف بالأساليب البوليسية ضد أساتذة الجامعة الذين أزالوا لافتة عاطف عبيد فى كلية تجارة جامعة القاهرة لأنهم اعتبروه رمزا من رموز الفساد، وطالبت عزة حجازى من جامعة عين شمس، بالكشف عن الفساد فى كل المواقع». وفى نهاية المؤتمر اتفق أغلب الأساتذة على محاكمة الرئيس محمد حسنى مبارك ونائبه، وتجميد أرصدته ومعه كل رموز الحزب الوطنى، فضلا عن تكليف حكومة انتقالية تخلو من عناصر النظام السابق لاكتساب ثقة الشعب، وحل جهاز أمن الدولة وإطلاق حق تكوين الأحزاب وحرية الإعلام وتطهير الإعلام الحكومى من رموز الفساد، وطالب البعض بالخروج كل يوم جمعة فى مسيرات مليونية حتى تتحقق تلك المطالب، مع إعلان اعتصام أساتذة الجامعة.