كشفت تقارير صحفية بريطانية النقاب عن أن نادي تشيلسي في طريقه للتخلي عن مهاجمه الإيفواري الدولي ديدييه دروجبا في أزمته الأخيرة مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "الويفا" بسبب سوء سلوك اللاعب في ختام مباراة تشيلسي مع برشلونة على استاد ستامفورد بريدج في إياب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا ، والتي انتهت بخروج مأساوي ل"الزرق" من البطولة. وذكرت وسائل الإعلام البريطانية في تقاريرها ، أو ربما فلنقل إنه لا حديث لوسائل الإعلام البريطانية هذه الأيام إلا عن هذه الأزمة تحديدا ، أن الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش مالك تشيلسي مستاء للغاية من التصرفات التي قام بها دروجبا أمام شاشات التليفزيون ، وهو ما دفعه إلى إعطاء الضوء الأخضر لمسئولي النادي للاستغناء عن اللاعب في نهاية الموسم الحالي ، مهما كانت درجة العقوبة التي سيوقعها "الويفا" عليه بسبب أفعاله ، وهو الاعتذار الذي رحب به النادي الأزرق في بيان رسمي له ، وكذلك رحب به الهولندي جوس هيدينك المدير الفني لتشيلسي الذي ناشد الويفا بوضع اعتذار اللاعب في الاعتبار وكذلك النظر إلى أن أخطاء الحكم لم تكن هينة بالفعل. وكان دروجبا قد اعترض بشكل عنيف على الحكم الدولي النرويجي توم هينينج أوفريبو عقب انتهاء المباراة مع برشلونة بتعادل الفريقين بهدف وتغاضي الحكم عن عدد كبير من ركلات الجزاء المستحقة لتشيلسي ، وشوهد دروجبا وهو يقف أمام كاميرات التليفزيون وهو يوجه عبارات السب والانتقاد إلى الحكم علانية ، وتبارت وسائل الإعلام البريطانية في نشر النص الحرفي لما قاله دروجبا في هذه "الخطبة العصماء" ، وكان أبرز ما فيها وصفه للحكم بأنه "عار" ، فضلا عن استخدامه لفظا بذيئا مشهورا لوصف الحكم! ووصل الأمر لدرجة أن أحد الهواة وضع لقطات لاعتراضات دروجبا على خلفية صوت أغنية شهيرة ، لكي يبدو فيها دروجبا وكأنه هو الذي يغني ويرقص على طريقة الغنيات الغربية الحديثة ، وانتشرت هذه اللقطة عبر موقع "يوتيوب" ووسائل الإعلام المختلفة ، ليتحول النجم الإيفواري – 31 عاما - الذي كان أحد أبرز علامات الدوري الإنجليزي في السنوات الماضية إلى "نكتة" ، ولم يشفع له اعتذاره العلني بعد 24 ساعة فقط من انتهاء المباراة عن أفعاله! ومن المعروف أن دروجبا يتقاضى أجرا أسبوعيا من تشيلسي يبلغ 91 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا ، ولكن عقده مع ناديه ينتهي بنهاية الموسم الحالي ، وسبق له أن أعلن رغبته في اللعب لأوليمبيك مارسيليا الفرنسي ، كما أعرب ناديا ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي عن اهتمامهما بضمه. ولم تقف القضية عند دروجبا ، بل إن اللقطة التي ظهر فيها الألماني الدولي مايكل بالاك – أحد أعظم لاعبي العالم – وهو يعدو وراء الحكم البدين محاولا الإمساك به أثناء سير المباراة استخدمت في العديد من المواقع بشكل ساخر من اللاعب والحكم معا ، ومن الواضح أن بالاك سيكون له نصيب من العقوبات التي سيتم توقيعها على نادي تشيلسي ودروجبا. وانضم جوزيه بوسينجوا ظهير تشيلسي إلى قائمة المنتقدين للحكم النرويجي ، بل إنه وجه إليه اتهاما لا يتوقع أن يمر هكذا بدون عقاب أو مساءلة ، حيث وصفه بأنه كان يفعل ذلك خلال المباراة "إلغاء ركلات الجزاء" بناء على أوامر تلقاها!! وقال اللاعب البالغ من العمر 26 عاما : "هذا الحكم تلقى أوامر بذلك .. لا أعرف إذا كان حكما أم لصا .. يجب أن يتم منعه من التحكيم ثانية"! غير أن اللاعب الأسمر الذي كان أحد نجوم المباراة لم يوضح الجهة التي أعطت أوامرها للحكم! أما الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "الويفا" والذي يعتقد بأنه سيعلن عقوباته على تشيلسي غدا – الإثنين – فقد نصح الحكم النرويجي أوفريبو بالتزام الصمت خلال التحقيق حول وقائع المباراة. وقال روجير سولهيم المتحدث باسم الاتحاد النرويجي لكرة القدم : "الاتحاد الأوروبي لا يزال يحقق في الموضوع ، وطلب من السيد أوفريبو عدم الإدلاء بأي تصريح في وسائل الإعلام حول القرارت التحكيمية التي اتخذها خلال المباراة أو حول ما جرى من أحداث بعد المباراة". وكانت الأمور قد تفاقمت بالنسبة للحكم بعد أن تلقى تهديدات بالقتل من قبل جماهير النادي اللندني ، بينما أكد الحكم الإنجليزي الدولي السابق جراهام بول لوسائل الإعلام أن أوفريبو غادر لندن مع مرافقين أمنيين تخوفا على سلامته. وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أحد الحكام لتهديدات بالقتل من قبل جماهير تشيلسي تحديدا ، لأن الحكم السويدي أندريس فريسك اضطر في 2005 إلى اعتزال التحكيم بسبب تلقيه تهديدات مماثلة من قبل مشجعي الفريق اللندني ، والمفارقة أنها جاءت بعد خسارة فريقهم أمام برشلونة أيضا 2-1 في دوري الأبطال في 23 فبراير 2005 على استاد "نوكامب" في برشلونة ، وكان دروجبا أيضا محور ما حدث قبل أربعة أعوام لأن فريسك أشهر البطاقة الحمراء في وجه اللاعب عندما كانت النتيجة لصالح تشيلسي 1-صفر ، فاستغل الفريق الكاتالوني النقص العددي وسجل هدفين أنهى بهما المباراة في صالحه 2-1.