معروف أن الأسواني يعتبر من أبرز وأشهر الأدباء العرب المعاصرين، وترجمت أعماله إلى 32 لغة، وحصل على العديد من الجوائز الدولية الرفيعة، واختارته جريدة التايمز البريطانية كواحد من أهم 50 روائياً في العالم، كما اختاره المعرض الدولي للكتاب في باريس عام 2009 كواحد من أبرز 30 روائياً من غير الفرنسيين في العالم، وقد أصدر الأسواني روايتين هما "عمارة يعقوبيان" و"شيكاجو"، ومجموعته القصصية " نيران صديقة"، كما جمع مقالاته في كتاب "لماذا لا يثور المصريون"، وآخر كتبه "مصر على دكة الاحتياطي" الذي يصف فيه المصريين بمجموعة من لاعبي الكرة الموهوبين الذين يجلسون علي دكة الاحتياطي، ولا يحصلون على فرصتهم. علاء الأسواني، طبيب أسنان وأديب مصري. أتم دراسته الثانوية في مدرسة الليسيه الفرنسية في مصر. وحصل علاء الأسواني على شهادة الماجستير في طب الأسنان من الولاياتالمتحدةالأمريكية في شيكاغو في جامعة إلينوي. كان أبوه محامياً وكاتباً روائياً أيضا. ولد علاء في 26 مايو 1957 وهو عضو في "حركه كفايه" المعارضة في مصر.. وهو من أوضح المثقفين المصريين في معارضة نظام مبارك، ومن أبرز الشخصيات المصرية المشاركة في انتفاضة شعب مصر العظيم، يقول أن مبارك فقد شرعيته من خلال تصويت 10 ملايين مصري خرجوا ليقولوا.."ارحل", لافتاً إلى أن هذا العدد الضخم لا ينزل للتصويت في الانتخابات.. ويقول الأسواني أن جزءاً كبيراً من أدباء مصر انعزل عن المجتمع والناس، وأصبحوا في عالم آخر، لأنهم عندما يتحدثون لا يري الناس همومهم في كلامهم، ولا تعكس مقالاتهم نبض حياتهم اليومية، ولذلك أصبح هؤلاء الكتاب في عالم والمصريون في عالم آخر – حسب تعبيره - .. واعتبر أن "الولاياتالمتحدة ستظل سنداً لنظام مبارك الديكتاتوري حتى آخر لحظة.. فليس معقولاً أن يطلبوا منه أن يتحول لحاكم ديمقراطي في غمضة عين"! طوفان مصر اليوم يذكرنا برواية الحرافيش لنجيب محفوظ : تقول العجوز المكلومة للبلطجي سماحة - فتوة الحارة-: "احذر غضب الحرافيش".. لكن الطاغية سماحة لا يأخذ بوعيد العجوز وحكمتها.. حتى وقع المقدر. [.. قناة سحرية للاتصال بين الأرواح. ثمل الفضاء بالهمسات المفعمة بالحرارة. الهمس يذوب في الفضاء مثل روح هائمة.. همسة تدعو النائم أن يستيقظ. همسة تلعن الجشع. همسة تقول أن الجشع عدو الإنسان لا القحط. همسة تتساءل أليست المغامرة أفضل من الموت جوعاً. همسة تسأل ماذا يقف في وجه الكثرة إذا اندفعت. شُحن الغيب بقوى مجهولة. استيقظ التحدي.. وقعت الواقعة. رسبت الهمسات في أعماق الحرافيش فتحولت إلى قوة مدمرة. اجتاح الحارة طوفان لم تعرفه من قبل..] إذا كان الروائي العظيم نجيب محفوظ قد تنبأ في رائعته "ملحمة الحرافيش" بطوفان الثائرين ضد الظلم، فقد انخرط الروائي الكبير علاء الأسواني في جحافلهم قولاً وعملاً وإبداعاً .. وها نحن نستذكر معه رائعة أمل دنقل: [جاء طوفان نوح! الماء يعلو على درجات البيوت الحوانيت مبنى البريد البنوك التماثيل (أجدادنا الخالدين) المعابد أجولة القمح مستشفيات الولادة بوابة السجن دار الولاية أروقة الثكنات الحصينة.. جاء طوفان نوح. هاهم الحكماء يفرون نحو السفينة المغنون سائس خيل الأمير المرابون قاضي القضاة.. (ومملوكه!) حامل السيف راقصة المعبد (ابتهجت عندما انتشلت شعرها المستعار) جباة الضرائب تجار السلاح هاهم الجبناء يفرون نحو السفينة. بينما كنت ..كان شباب المدينة يلجمون جواد المياه الجموح، ينقلون المياه على الكتفين. ويستبقون الزمن علّهم ينقذون مهاد الصبا والحضارة.. علّهم ينقذون.. الوطن!] تحية إكبار واحترام لعلاء الأسواني؛ وهو يقف نيابة عن مثقفي الأمة المخلصين في ميدان التحرير.