هي عائلة مصرية دخلت بأعضائها كافة معترك السياسة منذ أوائل السبعينيات، حين شارك أحد أعضائها في انتفاضة 17 و18 يناير 1977، إنها عائلة أبو العز الحريري، الذي يعتبر أحد أهم قادة اليسار بالإسكندرية، وعضو حزب التجمع سابقًا، وعضو الجمعية الوطنية للتغيير. بينما كان أبو العز الحريري يهتف في مسيرات دار القضاء العالي بالقاهرة، كان صوت عائلة الحريري يتردد في مكان آخر بالإسكندرية، تحديدًا بمنطقة العصافرة وشارع المعهد الديني، حين قاد هيثم وهشام وهند الحريري المسيرات، هاتفين: "غلوا السكر.. غلوا الزيت.. سرقوا رغيف العيش من البيت"، بينما قررت زينب الحضري زوجه أبو العز تشكيل غرفة عمليات لمتابعة أية تطورات. يروي أبو العز الحريري ل"الشروق" تفاصيل يوم الغضب، ويقول: "سافرت إلى القاهرة كأحد أعضاء البرلمان الشعبي المكون من أعضاء مجلس شعب سابقين، بالإضافة إلى قيادات من القوى الوطنية، حيث تواجدت أمام دار القضاء العالي للمشاركة بالمظاهرات، وصادفني رجل عجوز يحمل شكوى مكتوبة، وطلب مني أن آخذها لعرضها على أحد المسؤولين، ولكني طلبت منه الانتظار لحين انتهاء المسيرة، فأخذ يبكي، ولكنه عندما شاهد آلاف المصريين يتجمعون من أجل المسيرة صرخ في عفوية "مصر جاية"، وسجد على الأرض، وأخذ يقبلها، ويقول "عزيزة يا مصر"، ثم نهض وقال: "خلاص مش عايز حاجة، أنا كده شبعان ومطمن مصر جاية"، ما أبكى جنود الأمن المركزي الواقفين". وتضيف زوجته زينب الحريري: "أشجع أولادي منذ الصغر على المشاركة في الحياة السياسية، ولم أخش عليهم من المشاركة في يوم الغضب، فقد كنت سعيدة بمشاركتهم، بالرغم مما واجهته ابنتي هند من صعوبات أثناء مشاركتها بالمسيرة بمنطقة سيدي جابر، حيث دهمت قوات الأمن جموع المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع، فاضطرت هند إلى الاختباء بأحد العقارات بعد فقدانها للهاتف المحمول الخاص بها. كما أضافت: "حالة الخوف على الأبناء موقف عام، ولكن الخوف على الوطن أكبر وأعظم، ومن الطبيعي أن يكون لكل شيء ثمن، وأن تكون التضحية بالأبناء هي أقل مما يمكن تقديمه إلى هذا الوطن".