أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن النظام الحاكم في مصر غير مستقر، على عكس ما صرحت به هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، أمس الثلاثاء، عندما اندلعت المظاهرات وفيها مئات الآلاف من المواطنين المصريين في المحافظات المصرية كافة فيما وُصف ب"يوم الغضب" في مصر. ووصفت الصحيفة في مقالها الافتتاحي المنشور، اليوم الأربعاء، ما حدث أمس ب"الانتفاضة غير المسبوقة" ضد النظام الحاكم في مصر، استلهم المصريون فيها ثورة تونس، وطالبوا بمطالب سياسية منها رحيل النظام وحل البرلمان وإسقاط الحكومة وإلغاء حالة الطوارئ. كما وصفت تصريحات كلينتون ب"الغبية"، لأنها فشلت في فهم التأثير الحقيقي لثورة تونس على الشرق الأوسط، فضلا عن أنها اعتقدت أن ثقل مصر واستقرارها يعتمد بشكل كامل على استمرار الرئيس مبارك (82 سنة) في الحكم. وانتقدت الصحيفة تجاهل الإدارة الأمريكية لما يحدث في مصر، خاصة بعد أن أجريت محادثات هاتفية بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومبارك، ولم يشر فيها أوباما إلى الوضع في مصر ولا إلى نية النظام لإجراء انتخابات رئاسية هذا العام، يتوقع أن يتم التلاعب بها. "وأثبتت أحداث، أمس الثلاثاء، أن الحكومة المصرية ليست مستقرة على الإطلاق، بعد استخدام الأمن للعنف المفرط مع المتظاهرين، وسقوط ثلاثة قتلى وعشرات المصابين. وهو ما سيجعل الشعب المصري غاضبا أكثر من ذي قبل، لأن مبارك لا يحاول التعامل مع مطالب المتظاهرين الشرعية، وإنما يقوم النظام بتدعيم وجوده من خلال القوة فقط"، حسبما قالت الصحيفة. واختتم المقال بالتأكيد على أهمية مصر كحليف إستراتيجي للولايات المتحدةالأمريكية، ولهذا يعتبر تغيير النظام خطوة مرعبة للكثيرين في واشنطن. وحذرت من أن يؤدي "الدعم الأمريكي الأعمى" للنظام المصري إلى حدوث كارثة سياسية مصر، وبدلا من التأكيد على استقرار النظام، ينبغي على أوباما وكلينتون أن يبدآ في الحديث مع مبارك عن التغيير.