أعلنت مجموعة فيمبلكوم الروسية للاتصالات، أمس، أن مجلس إدارتها وافق بشكل نهائى على الصفقة المعدلة للاستحواذ على 51.7% من شركة أوراسكوم تيليكوم بالإضافة إلى شركة ويند الإيطالية بالكامل، التابعتين لمجموعة ويند تيليكوم (ويذر انفستمنتس سابقا)، المملوكة لنجيب ساويرس، رغم استمرار معارضة المساهم الرئيسى للمجموعة تيلينور. وبموجب الشروط المعدلة ستصدر فيمبلكوم 325.6 مليون سهم عادى و305 ملايين سهم ممتاز قابل للتحويل كما ستدفع 1.495 مليار دولار إلى ساويرس مقابل الاستحواذ على حصة 51.7% فى أوراسكوم تيليكوم وويند الإيطالية بالكامل. وكانت فيمبلكوم تعتزم فى العرض الأصلى إصدار 325.6 مليون سهم عادى جديد ودفع 1.8 مليار دولار إلى ساويرس فى صفقة قيمتها 6.6 مليار دولار. ومن جهته أوضح خالد بشارة، رئيس مجلس الإدارة التنفيذى، ل«الشروق»، أن القيمة الإجمالية للصفقة (6.6 مليار دولار) لم تتغير، وإنما الاختلاف الذى حدث فى الصفقة المعدلة يتمثل فى شراء ويند تيليكوم لأسهم ممتازة مما يرفع حصتها فى الكيان الجديد من 20% (فى الصفقة الأصلية) إلى 30.6% تبعا للصفقة المعدلة. وكان ساويرس قد أشار ل«الشروق»، عشية اجتماعه مع فيمبلكوم، إلى أن هذه الأسهم الممتازة ستزيد من الوزن التصويتى له فى الكيان الجديد ولكن دون أن يكون له حق فى توزيعات الأرباح. وقد تضمنت الصفقة استبعاد ساويرس من مجلس إدارة الكيان الجديد، وفى هذا السياق أشارت صحيفة الفاينانشيال تايمز، فى عددها الصادر أمس، إلى أن «ساويرس يأمل فى الحصول على تمثيل فى مجلس الإدارة وسيسعى لفعل ذلك حتى نهاية المطاف». وأضافت الصحيفة البريطانية أن «تيلينور تخشى من أن تخفض الصفقة الجديدة نفوذها فى فيمبلكوم، كما أن لديها تحفظات على تمثيل ساويرس فى مجلس الإدارة». وقد أشار ساويرس فى تعليقه على الصفقة، الذى تم إرساله للشروق عبر البريد الإلكترونى، أنه «وافق على التنازل عن حقوق التمثيل داخل مجلس الإدارة لإقناع تيلينور بتأييد الصفقة»، معتبرا أن «استمرار عدم اتفاق مساهمى فيمبلكوم الرئيسيين بشأن الصفقة أمر مؤسف». وقد أشار ساويرس إلى أنه سيقوم بالاتصال بمساهمى تيلينور وألتيمو، للتعرف على وجهات نظر الشركاء الرئيسين» بحسب تعبيره، معربا عن ترحابه بموافقة مجلس إدارة فيمبلكوم على الشروط المعدلة للصفقة، التى سينجم عنها خامس أكبر كيان فى قطاع الاتصالات على مستوى العالم. وفى هذا السياق، اعتبر بشارة أنه سيكون من الصعب فى المستقبل أن يبقى وضع عدم تمثيل ساويرس فى مجلس إدارة الكيان الجديد كما هو، كوننا نمتلك حصة 30.6%»، على حد تعبيره. ومن جهتها اعتبرت تيلينور أن استحواذ فيمبلكوم على ويند تليكوم ليس منطقيا وأنها ستحاول وقف العملية، بحسب ما أعلنته أمس. ولكن الشركة النرويجية أكدت أن تخارجها من فيمبلكوم «ليس مطروحا الآن، حيث إن فيمبلكوم شركة جيدة جدا ونريد المشاركة فى تطويرها»، وأبلغ متحدث باسم تيلينور وكالة رويترز للأنباء أن الشركة تركز حاليا على وقف الصفقة خلال اجتماع لمساهمى فيمبلكوم. وتقلق تيلينور من مستقبل جيزى، وحدة أوراسكوم الجزائرية، والتى تواجه خطر التأميم إضافة الى أعباء ديون شركتها الأم ويند. وستتقاسم المجموعة الروسية مع ساويرس أى خسائر أو مكاسب مالية تتعلق بتأميم محتمل لجيزى، وحدة أوراسكوم فى الجزائر، تبعا لفيمبلكوم، التى أوضحت أن الصفقة المعدلة لن تشمل أى تغيير على اتفاق المساهمين الموقع بين الشريكين الرئيسيين ألتيمو وتيلينور فى 2009 بعد سنوات من الصراع بين الشركتين.