مع بدء طرح أجهزة تليفزيون الإنترنت، والتى تتيح للمستخدم مشاهدة محتوى مخصص من الإنترنت عبر التليفزيون، بدأ الصراع مبكرا بين أكبر لاعبين فى هذا السوق الجديد وهما شركتا آبل وجوجل، مع بدء نشر تقارير عن مبيعات كلتا الشركتين من تلك الأجهزة. فقد صرح ستيف جوبز رئيس شركة آبل للإلكترونيات بأن نظام تليفزيون آبل لم يعد مجرد لعبة فى أيدى الهواة، بل إنه تجاوز هذه المرحلة منذ فترة طويلة. ويرجع السبب فى ذلك إلى أن مبيعات الجيل الثانى من النظام توشك على تحطيم حاجز المليون مشتر خلال الأسابيع المقبلة، إن لم تكن قد تخطت هذه الرقم بالفعل. وذكر أرشيبالد هورليتز رئيس شركة جرافيس التى تبيع منتجات آبل فى أوروبا أن «شركة آبل استهانت بشكل خطير فى تقديراتها بحجم مبيعاتها المحتمل من تليفزيون آبل وخصوصا فى أوروبا». ويقول إنه كان بإمكانه أن يبيع ثلاثة أضعاف عدد أجهزة تليفزيون آبل التى حصل عليها، ولكن للأسف لم تصل المزيد من هذه الأجهزة. وبعكس الجيل الأول من تليفزيون آبل، فإن النسخة الأحدث ليست مزودة بقرص صلب مدمج، بل إنها تعرض المحتوى التليفزيونى من خلال الإنترنت إلى قرص صلب أو شبكة محلية. وتسمح هذه الخدمة بنقل ملفات فيديو من مواقع مثل «أى تيونز» ويوتيوب» من تليفزيون آبل إلى جهاز تليفزيون تقليدى. ويمكن كذلك نقل صور أو ملفات فيديو من مواقع مثل «فليكر» أو «موبايل مى». أما عن جوجل، فيبدو أن دخولها عالم تليفزيون الإنترنت لن يكون بالسلاسة التى كانت الشركة تخطط لها. وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أخيرا أن جوجل تعتزم إعادة صياغة البرنامج الخاص بتليفزيون جوجل قبل طرحه فى الأسواق، بعد الهجوم الحاد الذى شنه النقاد على النظام. وكان الهدف من تقنية «تليفزيون جوجل» أن تعمل على تليفزيونات خاصة أو من خلال أجهزة يجرى توصيلها بالتليفزيون. ومن المعروف أن شركتى سونى اليابانية ولوجيتيك السويسرية تستخدمان هذه التكنولوجيا بالفعل. وتتمثل الفكرة من تليفزيون جوجل فى الدمج بين التليفزيون والإنترنت. وسوف يكون بإمكان المشاهدين الدخول على متصفح الإنترنت «كروم» الخاص بشركة جوجل من خلال جهاز التليفزيون مباشرة. وكذلك سيكون من الممكن البحث عن المئات من قنوات التليفزيون ومشاهدتها على شاشات التليفزيون أو من خلال الإنترنت. وذكرت صحيفتا وول ستريت ونيويورك تايمز الأمريكيتان أنه فى معرض الأجهزة الإلكترونية للمستهلك الذى سيقام فى مدينة لاس فيجاس الأمريكية هذا الشهر، كانت الشركات مثل توشيبا و«إل. جى» وشارب مستعدة لعرض أجهزتها التى تعمل بتقنية «تليفزيون جوجل»، ولكن جوجل طلبت منهم تأجيل طرح هذه الأجهزة حتى تقوم بإعادة صياغة برنامجها. ولا تعتبر هذه المسألة الانتكاسة الأولى التى تواجه فكرة «تليفزيون جوجل»، حيث إن الكثير من شركات الإعلام لا ترغب فى عرض برامجها من خلال نظام جوجل خشية أن يؤثر ذلك على معايير البث الذى يعتمد على الدعاية والإعلانات، مثلما حدث بالفعل مع «نيفليكس» و«هولو» وهما موقعان متخصصان فى تقديم الأفلام والمسلسلات التليفزيونية عبر الإنترنت.