أعرب راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي التونسي عن قناعته بأن حركة الاحتجاج الحالية في تونس التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي، جاءت بسبب الظلم والقمع لأكثر من 20 عاما. وقال الغنوشي لصحيفة"الشرق الأوسط" اللندنية، في عددها الصادر، اليوم الأحد، "لقد وصلت السكين للعظم"، مؤكدا أن الجميع شارك في تحرك الشارع التونسي من "علمانيين وشيوعيين وإسلاميين". وأكد أنه لن يرشح نفسه في انتخابات الرئاسة المقبلة، ولن يقدم مرشح إسلامي من حزب النهضة، إلا أنه قال إنه "كبر في السن، وهناك جيل من الإسلاميين في الأربعينيات والخمسينيات بالداخل، وكذلك أطباء ومهندسون هم أقدر منه على العمل لصالح الشعب التونسي"، مشيرا إلى أنه اختص لنفسه هموم الأمة الإسلامية بقدرته على العمل في مجال البحث والفكر الإسلامي. وأكد "أنه على يقين أن الحركة الإسلامية ليست مرشحة للحكم في تونس"، مشيرا إلى أنه "ليس زاهدا في السلطة، ولكن الرئيس بن علي ظل لأكثر من 20 عاما يخوف الغرب من فزاعة الإسلاميين، أي أنه إذا ذهب سيأتي الأصوليون ويحكمون البلد، وكنا نريد أيضا أن نفوت عليه هذه الفرصة". وقال الغنوشي من مقر إقامته في لندن: "هناك ربع مليون عاطل عن العمل أغلبهم يحملون الشهادات العليا في القرى والنجوع التونسية، ظلوا بلا وظائف ما بين 10 و15 عاما حركهم الظلم والقهر وهم يشاهدون الأدنى منهم من أقارب الرئيس يحتلون المناصب العليا في الوظائف وفي الحياة العامة". وأكد أن وسائل الإعلام الحديثة مثل "فيس بوك" و"تويتر" أسقطت التعتيم الإعلامي للرئيس بن علي، مشددا على أن "نظام المافيا انتهى"، الشعب أراد التخلص منه وانتصر في انتفاضته، واعتبر أن "الشعب" التونسي "لا يريد الفساد ويطالب بديمقراطية حقيقية وليس بمجرد واجهة". وأكد الغنوشي أن حزبه "ليس وراء حركة الاحتجاج الحالية"، وأنه "بعيد جدا عن ذلك"، وقال "نحن متفقون على مجتمع يقوم على أسس ديمقراطية تتضمن احترام حقوق الإنسان وحرية المعتقد". وذكر الغنوشي بأنه يعيش في المنفى منذ 1989 بعد أن أخذت حكومة بن علي في قمع الإسلاميين الذين فازوا في تلك الانتخابات بنحو 17% من الأصوات، معربا عن الأمل في العودة سريعا إلى تونس.