أكد الطبيب المصري الدكتور مجدي بدران، استشاري الأطفال، أنه لا مجال من الهروب في عالم البصمات، لافتا إلى أن هناك 10 أنواع من البصمات، تعد بصمة الحمض النووي ال"دي إن آيه" إحداها، حيث أصبحت إحدى الأدلة الرئيسية في علم الطب الشرعي منذ عام 1984. وقال بدران، في تصريح له، اليوم السبت، بمناسبة استلام النائب العام تقرير الطب الشرعي بشأن معاينة جثث ضحايا حادث كنيسة الإسكندرية: إن العالم بدأ في تطبيق تكنولوجيا التعرف على الأفراد من خلال فحص الحمض النووي ال"دي إن آيه"، لما تتميز به هذه البصمة الجينية من تفرد على مستوى الأشخاص، حيث يحمل كل إنسان بصمة جينية خاصة به، لا تتشابه مع أحد، وباستخدامها يمكن التعرف على بصمات المشتبه فيهم. وأضاف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن جزيء الحمض النووي ال"دي إن آيه" موجود في كل خلية من خلايا الجسم، ويعتبر سجلا شخصيا كاملا عن المعلومات الوراثية التي تحدد صفات الإنسان. لافتا إلى أن كل خلية من خلايا الجسم البشرى تحمل البصمة الوراثية نفسها للحامض النووي، ولا يوجد شخصان يشتركان في الحمض النووي إطلاقا عدا التوأمين الناشئين من بويضة واحدة انقسمت لنصفين، رغم أنهما يختلفان في بصمات الأصابع. وأوضح أنه يمكن الحصول على البصمة الوراثية من أي مخلفات بشرية مثل اللعاب، الدم، الجلد، العظم، الشعر، مهما كان صغر حجم هذه المخلفات، مشيرا إلى أن الحمض النووي يقاوم عوامل التحلل والتعفن لفترات طويلة تصل إلى عدة شهور. وأكد بدران، زميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن ثورة البصمات تغلغلت في حياتنا، لدرجة أن بعض السيارات الحديثة أصبحت مزودة بأجهزة، تتعرف على شخصية صاحبها من بصمات رائحة عرقه أو صوته أو وجهه، ولفت إلى أن عالم البصمات يشمل بصمات الأصابع، المشي، العرق، الشعر، الصوت، العين، الوجه، بالإضافة إلى البصمة الميكروبية، والحرارية. وأضاف أن العرب اشتهروا ببصمة المشي "اقتفاء الأثر" التي من الممكن أن تميز بين قدم الطفل وقدم الشاب وقدم الشيخ والأنثى والذكر. وعن بصمة العرق، قال بدران: إنها تميز الإنسان وتستخدمها الكلاب البوليسية في التعرف على المجرمين، كما تتعرف الكلاب على قطعان الماشية التي تحميها وتتبعها، وتستطيع بعض الكلاب شم ما تحت سطح الأرض إلى 40 قدما، مشيرا إلى أن مركز الشم عند الكلب أكبر من مثيله عند الإنسان 40 مرة مقارنة بالحجم، وأن الكلب المدرب يستطيع أن يميز بين رائحة توأمين متطابقين تماما، وكذلك يمكنه تمييز الروائح حتى بالتركيزات الضعيفة جدا التي لا يستطيع البشر شمها. وأوضح الدكتور مجدي بدران أنه يمكن التعرف على الأماكن التي زارها الشخص منذ شهور من خلال بصمة شعره، مما يكشف حالات الكذب عند إنكار التواجد في مكان ما. وقال إن تحليل عينات الشعر "الرأس أو الجسم" يفيد في تشخيص التسمم بالرصاص أو الزئبق أو الزرنيخ أو معرفة أقارب الدم، بالإضافة إلى أن الحمض النووي للشعر يفيد في تحديد الشخص المشتبه به وتحديد الأبوة. وأضاف بدران أن للصوت أيضا بصمة، وتستخدم البصمة الصوتية في تأمين الممتلكات الخاصة وفتح الأقفال المغلقة أو أجهزة الكمبيوتر أو الخزائن المهمة أو الأبواب أو المصاعد الكهربائية، كما أن للعين بصمة تستخدم للتحقق من الشخصية، ويتم حاليا تزويد ماكينات صرف النقود ببصمة "القزحية"، للتعرف على العملاء من خلال بصمات عيونهم. ولفت إلى أن هناك بصمة ميكروبية للإنسان تعتمد على وجود 400 نوع من البكتيريا النافعة التي تستوطن الأمعاء وتحمي الإنسان من 100 نوع من البكتيريا الضارة، وتختلف كمية وتركيب البكتيريا النافعة من إنسان لإنسان بصورة مميزة، حسب عمر الإنسان ونمطه الغذائي وحالته المناعية، موضحا أن عدد هذه الميكروبات في الشخص الطبيعي الذي لا يتناول المضادات الحيوية بصورة عشوائية يبلغ 100 بليون، أما وزنها فيصل إلى 1.5 كجم. ونوه بأن البصمة الحرارية التي تعتمد على اعتبار الأجسام مصدرا للطاقة التي تقع في حيز الأشعة تحت الحمراء، وتستخدم كوسيلة للتمييز بين المصادر الإشعاعية، ويمكن الوصول إليها عن طريق التحليل الطيفي للمكونات الإشعاعية. واعتبر أن كاميرات المراقبة الحرارية المعتمدة على الأشعة تحت الحمراء تستخدم البصمة الحرارية في المراقبة وحراسة الطرق والحدود والسواحل، حيث تقوم برصد ومتابعة تحركات الأعداء والمجرمين والمختبئين والمفقودين وتحركات اللصوص من الآثار الحرارية التي تركتها أقدامهم على الأرض، وتحديد فترة الاعتداء ومتابعة المسروقات.