نظم سيمنار الجبرتى ببيت السنارى، بيت العلوم والثقافة والفنون التابع لمكتبة الإسكندرية، أولى ندواته، وجاءت بعنوان «كيف نكتب تاريخ مصر». تحدث فى الندوة الدكتور خالد فهمى، مدير مركز الدراسات العربية بالجامعة الأمريكية فى القاهرة، وأدارها الدكتور محمد عفيفى، رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وحضرها حشد كبير من الشباب والمهتمين بالثقافة والتاريخ. وقد تحدث د. فهمى مؤكدا أن مجرد إثارة السؤال انعكاس لأهميته كما أن حالة الشغف، التى شهدتها الفترة الأخيرة من إقبال جماهيرى على المسلسلات التاريخية، التى تتناول فترات وشخوص من تاريخ مصر الحديث يعكس بدوره حالة الفراغ الأكاديمى، التى خلفها المؤرخون بسد الثغرة وإنتاج مؤلفات بسيطة تنقل للجمهور تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر، وقد أشار إلى تراجع دور الجامعة التاريخية فى مصر وتأخرها عن مثيلاتها فى دول مثل الهند وتركيا وغياب ما سماه «تاريخ التاريخ» فقد كان التاريخ فى السابق تاريخ النخب والملوك الذين قاموا برعاية تلك الجماعات التاريخية واستكتابها وما خرج عن تلك النظرة التقليدية المدرسة، التى أرساها المؤرخ محمد شفيق غربال الذى عنى وطلبته بتاريخ المؤسسات، ثم ظهر تيار مناهض لتلك المدرسة تمثل فى الرافعى، الذى رأى أن التاريخ هو تاريخ الشعب وليس الحكام أو المؤسسات وقد توقفت الحركة التاريخية فى مصر فبعد قيام الثورة كان السعى لصناعة التاريخ لا لإعادة قراءته ولم تفلح الثورة فى إيجاد مدرسة تاريخية تؤرخ لهذا الحدث المهم فى تاريخ مصر بل لم يزل الغموض يكتنف بعض الأحداث الكبرى كهزيمة يونيو 67 وذلك لعدم الإفراج عن الوثائق التى تعين الباحث فى تكوين رؤيته حول ما حدث، بينما نجحت فى ذلك دول مجاورة استطاع باحثوها فى الاطلاع على الوثائق ومن ثم إنتاج مؤلفات مهمة فى هذا السياق، واعتبر أن الإفراج عن وثائق 67 هو البداية الحقيقية التى ستفتح الآفاق الرحبة أمام الباحثين والمؤرخين فأشار إلى عدم وجود كتاب واحد فى المكتبة العربية يؤرخ لتاريخ الصراع العربى الإسرائيلى كما أنه لا يوجد كتاب موثق حول شخص عبدالناصر مثلا فى حين أن رموزا كانت تقترب إلى حد القداسة مثل «أتاتورك» تم التعامل معها بمنتهى الجرأة، وفتحت ملفاتها ونحن بحاجة حقيقية إلى ذلك فى مصر.