حشدت الأجهزة الأمنية فى شتى محافظات مصر، أمس، عشرات الآلاف من الجنود والضباط، لتأمين قداس الأحد، فارضة حراسة مشددة على الكنائس والأديرة، وذلك لتأمينها، وتحسبا للمظاهرات الغاضبة التى ينظمها الأقباط منذ وقوع الاعتداء على كنيسة القديسين فى الإسكندرية، والذى أوقع 100 قتيل ومصاب. فى محافظة أسيوط، كثفت مديرية الأمن من أعداد أفرادها المكلفين بتأمين الكنائس والأديرة فى المحافظة، وأغلقت أجهزة الأمن الشوارع والميادين أمامها. ففى مدينة ابوتيج أغلقت الشرطة شارعى المطرانية والنصارى حيث مقر عدد من الكنائس، مانعة مرور السيارات بجميع أشكالها. وفى مدينة أسيوط تمركزت قوات الأمن بمنطقة نايلة خاتون، حيث مجمع الكنائس بمنطقة غرب البلد، وأخضعت المارة لتفتيش ذاتى، وهو ما تكرر فى ديروط، حيث كثفت الشرطة من وجودها فى ميدان المحطة، والمطرانية، مؤمنة الكنائس الثلاث فى المدينة، ومنعت أصحاب المحال التجارية من فتح محالهم حتى انتهاء القداس. وفى مناطق القوصية ومنفلوط والعزية خرج آلاف الأقباط إلى الكنائس، حاملين رايات سوداء للإعلان عن «حدادهم، واستمرار حالة الحزن التى يعيشونها» حسب وصف أحد الأقباط. وقال مدير الأمن اللواء أحمد جمال الدين، إن حالة الوجود الأمنى الشديد «شملت تأمين الكنائس والمساجد على حد سواء»، لافتا إلى أن «حالة الطؤارى الأمنية لتأمين الكنائس، موجودة منذ سنوات». ونشرت قوات الأمن فى محافظة كفر الشيخ، نحو 12 ألف جندى أمام 35 كنيسة لتأمين قداس الأحد، كما نشرت قوات كاميرات مراقبة فى محيط الكنائس، مخضعة المارة (من غير الأقباط) للتفتيش الذاتى لدى مرورهم بجوار الكنائس. واستمرت الإجراءات الأمنية المشددة حول كنائس محافظة القليوبية خلال القداس، وشهدت جميع الشوارع المحيطة بالكنائس كردونات أمنية، وأغلقت الشوارع المؤدية إليها، ما استلزم تغيير مسارات الطرق فى مناطق بنها وشبرا، كما وسعت الأجهزة الأمنية من دائرة الاشتباه. وتناول القساوسة خلال عظة الأحد «العلاقة بين الأقباط والمسلمين التى أصبحت وثيقة أكثر من ذى قبل، بعدما وحدهم الحادث عكس ما كان مرتكبوه ومخططوه يضمرون من الشر والحقد»، حسب أحد القساوسة فى مطرانية بنها. وفى محافظة الفيوم واصلت الأجهزة الأمنية من تشديداتها على الكنائس، ووضعت حواجز مرورية وأغلقت شوارع الكنائس. وخصصت مديرية الأمن سيارتى شرطة وإطفاء عند كل كنيسة، وشملت خطة التأمين وضع حواجز مرورية عند كنيسة الكاثوليك بشارع عدلى يكن، ومنعت مرور السيارات من أمام بابها الرئيسى. وكثفت أجهزة الأمن بمديرية أمن سوهاج من وجودها أمام جميع الكنائس فى قرى ونجوع ومدن المحافظة، وحظرت التجول ومرور السيارات فى محيطها، مانعة الانتظار أمام الكنائس والأديرة أثناء تأدية الصلاة. وانتشرت بصورة غير مسبوقة فى المحافظة، الحملات المرورية فى الشوارع، والتى بلغت حد إخضاع سائقى السيارات للتفتيش. وتكرر المشهد فى محيط كنائس محافظة المنيا، والتى ظهرت إجراءات تأمين مكثفة لها وخاصة فى المناطق التى تلقت أجهزة الأمن بشأنها بلاغات عن وجود مفرقعات ومواد متفجرة ليلة عيد الميلاد. وأغلقت الشرطة مداخل ومخارج كنيسة الأنبا انطونيوس ومنعت الدخول بغير البطاقة الشخصية أو التأكد من شخصية زوار الكنيسة، وكذلك فى كنيسة الأمير تادرس ومطرانية المنيا وكنيسة الشهيد مار مينا العجائبى والتى شهدت مظاهرات غاضبة عقب أحداث كنيسة الإسكندرية. كما شدد الأمن من وجوده أمام مطرانيه مغاغة خوفا من تجدد المظاهرات المطالبة بتراخيص المطرانية الموقوفة. وقال مصدر امنى فى مديرية أمن السويس: «أغلب الحراسات على الكنائس ستكون من أفراد مرتدين للزى المدنى، وستجرى عمليات تامين واسعة بمداخل الشوارع الرئيسية للكنائس ولكن بدون حواجز مباشرة مثل سابقتها فى احتفالات عيد الميلاد»، وشدد المصدر، الذى طلب عدم ذكر اسمه على أن أجهزة الأمن بالسويس «أكدت فى تقاريرها عدم الحاجة لاستخدام بوابات الكترونية فى مداخل الكنائس بسبب السيطرة والتأمين الكامل التى فرضتها منذ حادث الإسكندرية». وواصلت أجهزة الأمن فى محافظة شمال سيناء من إجراءاتها الأمنية «الاستثنائية» حول كنائس العريش ورفح، واضعة الحواجز المعدنية عند مداخل الشوارع المؤدية إلى شارع 26 يوليو، وفى حى عاطف السادات فى جوار مطرانية شمال سيناء، وكنيسة رفح. شارك في الإعداد: يونس درويش محمد نصار حسن صالح ميشيل عبد الله محمد عبده علاء شبل سيد نون ماهر عبد الصبور مصطفى سنجر.